رصدت صحيفة نيويورك تايمز الأمريكية الأجواء التي تسود دول العالم حاليا قبل تنصيب الرئيس الأمريكي المنتخب دونالد ترامب؛ ووصفتها بأجواء من عدم اليقين والترقب الحذر.
واستهلت الصحيفة تقريرها الذي نشر اليوم الثلاثاء بالقول إن الألمان غاضبون، والصينيين يشعرون بغضب بالغ، بينما تبدو علامات التوتر على قادة حلف شمال الأطلسي (الناتو) ويشعر نظراؤهم في الاتحاد الأوروبي بالقلق.
وأضافت أن الرئيس المنتخب دونالد ترامب ركز جهوده مرة أخرى، وقبل أيام من تنصيبه، من أجل إثارة حالة من الاضطراب بشكل لا يمكن التنبؤ به في باقي أنحاء العالم.
فقد تسببت تصريحاته في سلسلة من اللقاءات الاستطرادية والمتناقضة أحيانا في تصاعد التوترات مع الصين، بينما أثارت في الوقت ذاته غضب الحلفاء والمؤسسات المهمة بالنسبة للقيادة الأمريكية التقليدية في الغرب.
وأردفت الصحيفة تقول إن أحدا لا يعرف بالتحديد إلى أين سيتجه ترامب- باستثناء أن هناك دولة واحدة سلمت حتى الآن من انتقاداته وهي روسيا ورئيسها فلاديمير بوتين، فضلا عن أنه أعلن تحمسه لخروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي وما ترتب عليه من أن بريطانيا أصبحت غير تابعة لأي كيان حتى الآن.
واعتبرت الصحيفة أن غموض ترامب قد يكون السمة الأكثر قابلية للتنبؤ في شخصيته، فقد اعتاد العالم على متابعة رسائله الاستفزازية على موقع التواصل الاجتماعي “تويتر”، لكن لم يتضح له ما إذا كانت هذه التصريحات تمثل الخطوط العريضة لسياسة أمريكية جديدة ذات مغزى، أم أنها مجرد آراء شخصية، مشيرة إلى تصريحاته بأحد اللقاءات بأن الاتحاد الأوروبي يعمل كالعربة لصالح ألمانيا، وأنه توقع أن تحذو دول عديدة بالكتلة الأوروبية حذو بريطانيا وتجري تصويتا على الانسحاب.
إلى جانب ذلك، قال ترامب إن المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل ارتكبت “خطأ فادحا” بسماحها بتدفق اللاجئين إلى أوروبا.. وهو ما ردت عليه ميركل باختصار بقولها “أعتقد أننا نحن الأوروبيون نستطيع السيطرة على مصيرنا”.
كما أشارت (نيويورك تايمز) إلى غضب الصين من تصريحات ترامب الأخيرة لصحيفة “وول ستريت جورنال” حول سياسة صين واحدة والتشكيك بها، وهي سياسة طالما اتبعتها واشنطن مع بكين وتعتبر أن تايوان بمثابة جزء لا يتجزأ من الأراضي الصينية.
من جانبها، ردت الصين على هذه التصريحات بأن أكدت المتحدثة باسم وزارة خارجيتها، هوا تشان بينج، أن أي أحد يحاول طرح قضية تايوان للمفاوضات سوف يواجه معارضة شديدة وواسعة النطاق من الحكومة والشعب الصيني، وكذلك المجتمع الدولي، وقالت إن ليس كل شئ في العالم قابل للمساومة أو المتاجرة.
وتابعت الصحيفة الأمريكية أن لقاءات ترامب في أوروبا وضعته بالفعل في قلب قضايا القارة، فلم يكن انتقاده لاستمرار ألمانيا في الهيمنة على الاتحاد الأوروبي بالفكرة الجديدة؛ حيث يشاركه العديد من الأوروبيين نفس الشكوى.
ولكن الأمر المثير للدهشة يتمثل في كيف يمكن لرئيس أمريكي قادم أن يدلي بمثل هذا التصريح حول حليف رئيسي لبلاده، ليقدم بذلك يد العون للأحزاب الشعبوية التي تسعى لتحطيم المؤسسة السياسية الأوروبية.
كما أوضحت (نيويورك تايمز) أن تصريحات ترامب حول أوروبا أثارت أيضا حفيظة رئيسة الوزراء البريطانية تريزا ماي.. فقد تسببت تصريحات ترامب حول سعادته بانسحاب بريطانيا من الاتحاد الأوروبي في وضع المزيد من الضغوط على كاهل ماي، بالرغم من ترحيب المسئولين البريطانيين بهذه التصريحات بشكل عام.
المصدر: وكالة أنباء الشرق الأوسط (أ ش أ)