ذكرت صحيفة “نيويورك تايمز” الأمريكية، أن تهديد تنظيم “داعش” الإرهابي في أفغانستان لايزال مستمرا ، رغم إعلان مسؤولين أمريكيين وأفغان عن انهيار معقل التنظيم الرئيسي شرقي البلاد خلال الأسابيع الأخيرة ، عقب سنوات من الهجمات العسكرية المنسقة بين القوات الأمريكية والأفغانية، ومؤخرا انضمت حركة “طالبان” إلى هذه العمليات التي تستهدف دحر التنظيم.
وأضافت الصحيفة – في تقرير نشرته على موقعها الإلكتروني اليوم الثلاثاء – أن الرئيس الأفغاني محمد أشرف عبد الغني أعلن مؤخرًا محو التنظيم المعروف باسم “داعش” في إقليم “ننجارهار” وهو معقل التنظيم الشرقي.
ونقلت الصحيفة عن الجنرال سكوت ميلر ، قائد القوات الأمريكية وقوات حلف شمال الأطلنطي في أفغانستان قوله – خلال مقابلة في العاصمة (كابول) “إن خسارة داعش للأراضي التي احتلها لعدة سنوات من شأنه تقييد قدرته على التجنيد والتخطيط.. محذرا من أن “داعش” ربما لا يزال يشكل تهديدا في داخل أفغانستان، حتى وإن لم يسيطر على أراضٍ، لافتاً إلى ضرورة تتبع تحركات المسلحين والخلايا التابعة للتنظيم داخل مناطق حضرية.
وأضاف أن هذا الأمر اتضح في العراق وسوريا، عندما تم استعادة مساحات شاسعة من الأراضي التي كانت تخضع لسيطرتهم، حيث يتحول المسلحون إلى خلايا أصغر ويظهرون فجأة في مناطق غريبة.
ورأت الصحيفة الأمريكية أن تردد ميلر حيال تأكيد إحراز نصر كبير في مواجهة “داعش” يوحي بحجم الاختراقات الواسعة التي حققتها خلايا التنظيم داخل أفغانستان ، والتاريخ الطويل لنجاح جماعات مسلحة بأفغانستان في العودة من جديد بعد تعرضها لخسائر تبدو بأنها مدمرة وغير محتملة.
وأفادت بأن مسؤولين غربيين وأفغان يرون أن ثمة مجموعة من العوامل أدت إلى تكبد “داعش” خسائر شرقي أفغانستان، مما أجبر الكثير من مقاتليه إما على الانتقال لمنطقة أخرى أو الاستسلام.
وقدر أحد المسؤولين الغربيين تراجع قوة التنظيم اليوم إلى حوالي ثلاثمائة مقاتل داخل أفغانستان، بدلاً من قرابة ثلاثة آلاف في وقت سابق من العام الجاري.
وأشار مسؤولون عسكريون ومشرعون إلى أن وجود “داعش” في أفغانستان أحد الأسباب وراء بقاء قوات أمريكية في أفغانستان، في أعقاب إبرام أي تسوية سياسية مع “طالبان”..
ووفقا للصحيفة ، فإن هؤلاء المسؤولين رأوا أن الحركة لن تتمكن من هزيمة “داعش” وأن مسلحيها لم يبذلوا مجهودا كبيرا لينأوا بأنفسهم عن تنظيم “القاعدة” المسؤول عن هجمات 11 سبتمبر 2001 .
وسلطت الصحيفة الأمريكية الضوء على الأمر الذي أثار قلق المسؤولين على نحو خاص، وهو قدرة “داعش ” المستمرة على التخطيط للهجمات والتجنيد داخل العاصمة الأفغانية (كابول ) ، رغم الحملات المكثفة ضد التنظيم هناك.
ونقلت عن مسؤولين قولهم “إن بعض المجندين المتورطين في تخطيط أو تنفيذ تفجيرات فتاكة هناك جاءوا من أرقى مدارس العاصمة”.
وأفاد مسؤولون بأن أحد أهداف التنظيم الإرهابي تكمن في السيطرة على أراضٍ داخل أفغانستان وغيرها من دول جنوب ووسط آسيا، في محاولة لبناء دولة خلافة ، على غرار الأخرى التي أسسها التنظيم في وقت سابق بالشرق الأوسط.
ومن جانبها، أشارت الحكومة الأفغانية إلى وصول المزيد من المقاتلين الأجانب إلى أفغانستان للقتال لصالح التنظيم هناك، مع فقدان “داعش” أراض في العراق وسوريا كان يسيطر عليها ، فيما يدعم مسؤولون استخباراتيون أمريكيون هذا التقييم.
المصدر:أ ش أ