ذكرت صحيفة (نيويورك تايمز) الأمريكية الصادرة، اليوم الأحد، أن آراء الرئيس الأمريكي المنتخب دونالد ترامب حول إفريقيا لا تزال مبهمة حتى الآن.. بيد أن سلسلة الاستفسارات الصادرة من فريقه لوزارة الخارجية الأمريكية تشير إلى حالة تشكك عامة حول قيمة المساعدات الخارجية بل وحول المصالح الأمنية الأمريكية في ثاني أكبر قارة في العالم.
وقالت الصحيفة – فى تقرير بثته على موقعها الإلكترونى – إن أسئلة الفريق الانتقالي لترامب ذات الصلة بإفريقيا، والتي أدرجت في قائمة من أربعة صفحات، تسببت في عقد العديد من جولات النقاش داخل أروقة وزارتي الخارجية والدفاع، مما أزعج المتخصصين في الشأن الإفريقي الذين يقلون أن إطار ونبرة هذه الأسئلة تشير إلى تراجع أمريكي عن الأهداف التنموية والإنسانية في إفريقيا، بينما تحاول في الوقت ذاته دفع فرص الأعمال عبر القارة السمراء.
ورصدت الصحيفة أول هذه الأسئلة، وهي تدور حول كيفية منافسة الأعمال الأمريكية في إفريقيا، وهل ستخسر الولايات المتحدة هذه الأعمال لصالح الصين؟.. وهو ما أعقبته سريعا تساؤلات حول الأموال التي تدفعها واشنطن لصالح المساعدات الإنسانية هناك؛ حيث يقول السؤال “في ضوء تفشي الفساد في إفريقيا، كم تبلغ حجم السرقة من أموالنا؟ ولماذا ينبغي علينا صرف هذه الأموال على إفريقيا ونحن نعاني هنا في الولايات المتحدة؟.. وهذا بحسب ما ورد في الوثيقة التي رفعت عنها السرية وحصلت “نيويورك تايمز” على نسخة منها.
من جانبها ، قالت (نيويورك تايمز) إن بعضا من هذه الأسئلة يجب أن تصدر بالفعل عن أي إدارة جديدة تسعى لفهم الكيفيات والأسباب التي تقف وراء السياسات القائمة منذ زمن طويل بشأن المساعدات الأجنبية والأمن القومي الأمريكي.. ولكن من الصعب معرفة ما إذا كانت هذه الأسئلة والنبرة الانتقادية لأسئلة أخرى تشير إلى أن بالإمكان توقع حدوث تغيرات مهمة في السياسات الأمريكية.
وفيما يخص قضايا الإرهاب، تساءلت الوثيقة حول أسباب انزعاج الولايات المتحدة من محاربة تنظيم بوكو حرام في نيجيريا، ولماذا لايتم إنقاذ الفتيات اللوائي يتم اختطافهن من المدارس من جانب التنظيم وما إذا كان هناك نشطاء تابعين لتنظيم القاعدة من إفريقيا يعيشون داخل الولايات المتحدة؟ كما شككت الوثيقة في جدوى وفعالية واحدة من أكثر الجهود المهمة التي تبذلها واشنطن لمكافحة الإرهاب في القارة السمراء.
وورد سؤال آخر بالقائمة عن أسباب عدم انتصار الولايات المتحدة حتى الآن في حربها ضد حركة الشباب في الصومال، رغم محاربتها لهذه الحركة على مدى عقد من الزمان.. في إشارة إلى الجماعة الإرهابية المتمركزة في الصومال والتي تورطت في هجمات متجر ويستجيت في كينيا عام 2013.
وأضافت الصحيفة الأمريكية أنه بالرغم من أن الوثيقة تمثل نظرة أولية على توجهات الإدارة الجديدة حيال إفريقيا، وهو موضوع كان نادرا مايتم التطرق له خلال الحملة الانتخابية لترامب، إلا أن المسؤولين في الفريق الانتقالي للرئيس المنتخب لم يردوا على الاستفسارات الواردة بشأن القائمة.
وتعليقا على الأمر، رجح بيتر فام، السياسي الذي رشح لشغل منصب مساعد وزير الخارجية الأمريكي للشئون الإفريقية في إدارة ترامب، ألا يقدم الرئيس المنتخب على عمل منعطف كامل في العلاقات الأمريكية مع إفريقيا.
وقال فام، الذي يشغل حاليا منصب مدير برنامج إفريقيا في المجلس الأطلسي، إن ترامب ربما يؤكد على أهمية الحرب ضد قوى التطرف في إفريقيا، بينما يعزز في الوقت ذاته الفرص أمام الأعمال الأمريكية هناك.