ذكرت صحيفة (نيويورك تايمز) الأمريكية أن إيران سعت باستمرار إلى سحب القوات الأمريكية من العراق، إلا أن مقتل قاسم سليماني قائد فيلق القدس، ومهدي المهندس نائب قائد ميليشيات الحشد الشعبي العراقية، على يد أمريكا في العراق أضاف دَفعة جديدة لهذه الجهود الإيرانية، مما أجج مشاعر معادية لأمريكا تأمل طهران في استغلالها للمساعدة في تحقيق هدفها.
وأشارت الصحيفة، في تقرير نشرته اليوم الخميس على موقعها الإلكتروني، إلى أن مقتل سليماني والمهندس في 3 يناير الجاري دفع البرلمان العراقي للمطالبة بخروج القوات الأمريكية من الأراضي العراقية، ولكن تبقى تساؤلات مطروحة عما إذا كانت إيران ستتمكن من الاستفادة من هذه المشاعر المعادية لواشنطن.
وبحسب الصحيفة، فإن المظاهرة المليونية، المقرر تنظيمها غدًا الجمعة ضد التواجد الأمريكي في العراق والتي دعا إليها الزعيم الشيعي العراقي مقتدى الصدر، ستكون بمثابة اختبار مبكر.
ومن غير الواضح ما إذا كان المتظاهرون سيحاولون تكرار سيناريو الهجوم على السفارة الأمريكية في العراق الذي وقع ليلة رأس السنة الجديدة من جانب ميليشيات تدعمها إيران وذلك في أعقاب الغارات الجوية الأمريكية التي أسفرت عن مقتل 25 شخصًا على طول الحدود مع سوريا.
ولفتت نيويورك تايمز إلى أن إيران قد تحاول استغلال المظاهرة لإظهار نيتها إبقاء الضغط على القوات الأمريكية في العراق.
ولكن قال خبراء إن إيران قد تحاول اغتنام ما تراه كفرصة للدفع بأجندتها في العراق، رغم الانتفاضة الشعبية الجارية في إيران ضد فساد الحكومة والنفوذ الإيراني في البلاد.
ومن جهته، قال ديفيد ديس روشيس الخبير في معهد دول الخليج العربي في واشنطن إن إيران غير مقيدة باعتبارات السيادة العراقية أو الرأي العام المحلي أو الشرعية عند المقارنة بديمقراطيات غربية.. مضيفًا أن هذه ميزة استراتيجية لإيران ويُتوقع أن تتمسك بها.
وأوضحت الصحيفة أن انسحاب القوات الأمريكية من العراق سيكون انتصارًا لإيران التي طالما اتبعت طهران استراتيجية ذات شقين لدعم الميليشيات المناهضة لأمريكا التي تنفذ الهجمات، فضلًا عن ممارسة ضغط سياسي على نواب البرلمان العراقي المتعاطفين مع قضيتها.
ورفض وزير الخارجية الأمريكي مايك بومبيو في وقت سابق الدعوات المطالبة بخروج القوات الأمريكية من العراق..قائلًا في المقابل إن واشنطن ستواصل حوراها مع العراق عن الهيكل الصحيح للتواجد الأمريكي.
وكانت هناك دعوات متزايدة بدأت أكتوبر الماضي في بغداد -قبل الغارة الأمريكية التي استهدفت سليماني- للمطالبة بإنهاء النفوذ الأجنبي داخل البلاد، وكان رفض التدخل الإيراني في العراق مكونًا أساسيًا لهذه المظاهرات التي استهدفتها ميليشيات موالية لإيران وأسفرت عن مقتل المئات وإصابة الآلاف.
المصدر: وكالة أنباء الشرق الأوسط (أ ش أ)