ذكرت صحيفة “نيويورك تايمز” الأمريكية أن البيت الأبيض يشعر بالقلق من تسبب الزخم الذي تكتسبه روسيا بشكل متزايد في تغيير مسار الحرب الأوكرانية.
وقالت الصحيفة، في تقرير على موقعها الإلكتروني، اليوم الأربعاء، إنه قبل 18 شهرا فقط، ناقش مسؤولو البيت الأبيض ووزارة الدفاع الأمريكية (البنتاجون) إمكانية انهيار القوات الروسية في أوكرانيا ليتم طردها من البلاد بالكامل.
وتابعت الصحيفة: “غير أنه الآن، وبعد أشهر من التقدم البري الروسي البطيء والقفزات التكنولوجية في مواجهة الأسلحة المقدمة من الولايات المتحدة، تشعر إدارة الرئيس الأمريكي جو بايدن بقلق متزايد من أن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين يجمع زخما كافيا لتغيير مسار الحرب”.
وأشارت الصحيفة إلى أنه خلال الأيام الأخيرة، بدأت القوات الروسية حملة جديدة بالقرب من خاركيف، ثاني أكبر مدينة في أوكرانيا، ما أجبر كييف على تحويل قواتها الضعيفة بالفعل للدفاع عن المنطقة التي استعادتها من القوات الروسية في خريف عام 2022.
وأضافت الصحيفة أن تقنيات الحرب الإلكترونية الروسية تمكنت من القضاء على المدفعية والطائرات بدون طيار التي قدمتها الولايات المتحدة وحلف شمال الأطلنطي /ناتو/ لأوكرانيا، والتي وصلت إلى ساحة المعركة في وقت متأخر ولكنها أثبتت فعاليتها بشكل مذهل.
وقالت الصحيفة إن الجدل الذي دام أشهرًا في واشنطن حول ما إذا كان ينبغي إرسال حزمة من الأسلحة والذخائر بقيمة 61 مليار دولار إلى أوكرانيا شكل ثغرة استغلتها روسيا بوضوح، على الرغم من أن الكونجرس أقر التشريع في نهاية المطاف.
وأوضحت “نيويورك تايمز” أنه سواء كان الزخم الروسي الجديد مؤقتا أم لا، فإنه يتجلى بشكل أوضح في خاركيف، التي شهدت واحدة من أكبر معارك الدبابات في الحرب العالمية الثانية. وفي عام 2022، كانت في قلب القتال في السنة الأولى من الحرب، مع تعرض المدينة لقصف مدفعي من القوات الروسية المتقدمة.
ويحذر بعض الخبراء من أن الهدف الاستراتيجي الحقيقي لروسيا من الاستيلاء على الأراضي حول خاركيف هو إجبار القوات الأوكرانية على التحرك لتعزيز المدينة، ما يضعف الخطوط الأمامية في أماكن أخرى. وقد يشكل ذلك فرصة لشن هجوم روسي آخر الشهر المقبل، في دونباس شرق أوكرانيا.
وتحاول الولايات المتحدة أيضا تعزيز المشورة الفنية لكييف، على أمل مواجهة التقدم التكنولوجي الروسي. وفي بعض الحالات، نجحت روسيا في خداع أجهزة استقبال نظام تحديد المواقع العالمي (جي بس إس)، مما أدى إلى استهداف الأسلحة الأوكرانية، بما في ذلك مجموعة متنوعة من الصواريخ التي تم إطلاقها من منصات إطلاق هيمارس، والتي بدأ بايدن في تقديمها لأوكرانيا العام الماضي.
ورغم أن هذه القاذفات نادرة، إلا أن الروس أصبحوا أكثر نجاحا في تتبع تحركاتها، وفي بعض الحالات تدميرها حتى عندما تكون مموهة بشكل جيد.
وقالت الصحيفة إنه بطبيعة الحال، فإن هذه المزايا في ساحة المعركة سريعة الزوال، وقد تبدو الحرب مختلفة بعد 18 شهرا من الآن كما كانت قبل 18 شهرا.
غير أنه ثمة شعور متزايد داخل إدارة بايدن بأن الأشهر القليلة المقبلة قد تكون حاسمة، لأنه في لحظة ما قد يتحرك الجانبان أخيرا إلى وقف إطلاق النار عن طريق التفاوض، وهي هدنة مماثلة لتلك التي أنهت القتال النشط في كوريا عام 1953، أو ببساطة الاتجاه إلى “نزاع مجمد”.
المصدر : أ ش أ