سلطت صحيفة “نيويورك تايمز” الأمريكية الضوء على العديد من التقلبات والمنعطفات غير المتوقعة التي من المحتمل أن تعرقل مسار هزيمة فيروس كورونا في الولايات المتحدة.
ورأت الصحيفة، اليوم الاثنين، أنه على الرغم من تسارع حملة التطعيمات ضد كوفيد-19 في الولايات المتحدة، إلا أن ما تواجهه إدارة الرئيس الأمريكي جو بايدن من أزمة إتلاف ملايين الجرعات من اللقاحات في أحد المصانع إلى جانب التهديد المستمر الذي تشكله سلالات فيروس كورونا المتحورة والخطيرة، يشير إلى احتمالية أن يواجه الطريق لهزيمة الفيروس العديد من التقلبات والمنعطفات غير المتوقعة.
ونقلت عن المراكز الأمريكية للسيطرة على الأمراض والوقاية منها، أن أمس الأول كان هو المرة الأولى التي أبلغت فيها الولايات المتحدة عن استخدام أكثر من أربعة ملايين جرعة ضد كوفيد-19 في يوم واحد، ما رفع المتوسط إلى أكثر من ثلاثة ملايين شخص لأول مرة.
واستدركت قائلة إنه في نفس اليوم، استمرت التداعيات بسبب كارثة في مصنع في بالتيمور والتي أدت إلى إتلاف 15 مليون جرعة من لقاح جونسون آند جونسون .
وقال كبار مسؤولي الصحة الفيدراليين إن إدارة بايدن كلفت شركة جونسون آند جونسون بتولي المسؤولية عن المنشأة وتحركت الإدارة الأمريكية لوقف المنشأة من صنع لقاح آخر طورته شركة أسترازينيكا.
ونقلت الصحيفة عن اثنين من كبار مسؤولي الصحة الفيدراليين، قولهما إن الخطوة الاستثنائية التي اتخذتها وزارة الصحة والخدمات الإنسانية في الولايات المتحدة لن تسمح لـ”ايمرجنت” إلا بصنع لقاح جونسون آند جونسون آحادي الجرعة لتجنب أي خلط في المستقبل.
وأكدت شركة الأدوية جونسون آند جونسون الأمريكية التغييرات، قائلة إنها “تتحمل المسؤولية الكاملة” عن اللقاحات التالفة التي أنتجتها شركة ايمرجنت، ولكنها لم تحدد ما إذا كانت ستتولى المصنع.
ووفقا للصحيفة الأمريكية، يشعر المسؤولون الفيدراليون في الولايات المتحدة بالقلق من أن يؤدي هذا الاختلاط إلى تقويض ثقة الشعب في اللقاحات المضادة للفيروس التاجي، في مقاومة لجهود الرئيس الأمريكي جو بايدن للحصول على جرعات كافية من اللقاح لتطعيم كل أمريكي بالغ بحلول نهاية مايو المقبل.
وأفادت الصحيفة بأنه بينما تتراجع حالات الإصابة الجديدة بالفيروس ومعدلات الوفيات ووسط انخفاض عدد المصابين الذين يحتاجون إلى تلقي العلاج بالمستشفيات إلى مستويات أقل بكثير من ذروتها في يناير الماضي، ارتفع متوسط عدد الحالات الجديدة المسجلة بنسبة 19 في المئة خلال الأسبوعين الماضيين، لافتة إلى تزايد الحالات بشكل كبير في العديد من الولايات، لا سيما في الغرب الأوسط والشمال الشرقي، مع انتشار السلالات المتحورة.
وكشفت الصحيفة الأمريكية عن اختلاف الخبراء حول ما إذا كانت الطفرات الإقليمية على مدى الأسبوعين الماضيين ترقى إلى كونها “موجة رابعة” من الفيروس.
ونقلت عن مايكل أوسترهولم عالم الأوبئة والعضو في المجلس الاستشاري لمكافحة كورونا التابع لإدارة بايدن، قوله إن الولايات المتحدة تشهد حاليا الموجة الرابعة من جائحة فيروس كورونا بسبب تفشي طفرات جديدة منه.
ويتوقع الخبير الأمريكي أن تشهد الولايات المتحدة خلال الأسبوعين المقبلين “أكبر عدد من حالات الإصابة المسجلة عالميًا منذ بداية الجائحة”.
ولكن في تصريحات آخرى، استبعد سكوت جوتليب، الرئيس السابق لإدارة الغذاء والدواء في عهد الرئيس دونالد ترامب وعضو مجلس إدارة شركة فايزر، أن يكون هناك موجة رابعة.
المصدر: وكالة أنباء الشرق الأوسط (أ ش أ)