في وقت تتجه أنظار العالم أجمع إلى الهدنة الإنسانية المرتقبة في قطاع غزة، كشفت صحيفة “نيويورك تايمز” الأمريكية، أن الموافقة الإسرائيلية على الهدنة جاءت بعد “نزاع دام أسبوعاً بين القادة المدنيين والعسكريين” في البلاد.
ووفقا للصحيفة فإن النزاع يعود إلى خلافات بين القادة الإسرائيليين حول “ما إذا كانت مثل هذه الصفقة ستقوّي حماس، وتعرض الرهائن المتبقين للخطر”.
كما أضافت “نيويورك تايمز”، أن “مجموعة من القيادات، من بينهم وزير الدفاع، يوآف جالانت، سعت إلى تأخير وقف إطلاق النار والإفراج عن 50 رهينة مختطفين لدى حماس مقابل 150 سجيناً فلسطينياً في إسرائيل، بسبب الخوف من أن يؤدي ذلك إلى إبطاء زخم الحملة العسكرية الإسرائيلية، والسماح لحماس بإعادة تجميع صفوفها وصرف الانتباه الدولي عن بقية المختطفين”.
غير أن مجموعة أخرى من القيادات الإسرائيلية، من بينهم رئيس الموساد، ديفيد بارنيا، الذي قاد المفاوضات لصالح إسرائيل، قالت إن “الصفقة أفضل من لا شيء، وإن الحملة العسكرية يمكن أن تستمر بعد وقف إطلاق النار القصير”، بحسب 4 من كبار المسؤولين الأمنيين الذين تحدثوا للصحيفة دون الكشف عن هويتهم.
وكانت للمجموعة الأولى اليد العليا في البداية، حيث أقنعت رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو بتأجيل التصويت في مجلس الوزراء، الذي كان من المقرر إجراؤه في 14 نوفمبر، وفقاً لثلاثة من المسؤولين.
كما أعربت تلك المجموعة عن “أملها في أن يؤدي المزيد من الضغط العسكري، إلى منح إسرائيل المزيد من النفوذ على طاولة المفاوضات، ما يسمح بإطلاق سراح المزيد من الرهائن”.
إلا أن المجموعة الثانية فازت في النهاية، ما دفع نتنياهو إلى إجراء التصويت في وقت مبكر، الأربعاء، ومهد الطريق لهدنة لمدة 4 أيام وصفقة تبادل المختطفين مقابل السجناء.
وكشف مسؤول دفاعي كبير من المجموعة الأولى، أن “أعضاءها غيروا رأيهم لأن الشروط التي تمكنت إسرائيل من الحصول عليها في الصفقة الموقعة، كانت أفضل بكثير من تلك التي كانت موجودة قبل أسبوع”.
فيما رفض مكتب نتنياهو، والجيش الإسرائيلي والموساد التعليق لـ”نيويورك تايمز”.
يذكر أن حماس شنت في السابع من أكتوبر هجوماً مباغتاً تسلل خلاله عناصرها إلى قواعد عسكرية إسرائيلية عبر السياج الفاصل، وهاجموا مستوطنات حدودية في غلاف غزة، أدى حسب إسرائيل إلى مقتل نحو 1200 شخص. كما اتخذت الحركة في الهجوم 240 رهينة، بينهم أجانب، اقتادتهم إلى داخل غزة.
فيما ترد إسرائيل منذ ذلك الحين بقصف مكثف على القطاع وعملية برية بوشرت في 27 أكتوبر، ما أسفر حتى الآن عن استشهاد 14854 شخصاً، غالبيتهم مدنيون، وفق وزارة الصحة في غزة.
المصدر: وكالات