رأت مجلة “نيوز ويك” الأمريكية أن التحالف الذي تقوده السعودية المكون من 10 دول عربية, والذي يتدخل الآن في أزمة اليمن, هو نتاج جهود على المدى الطويل للمملكة العربية السعودية لتوسيع قدراتها العسكرية, وبناء تحالفات عسكرية مع الحلفاء الإقليميين, وفي نهاية المطاف لعب دور أكثر حزمًا في الشرق الأوسط الكبير.
وأوضحت المجلة في تقرير نشرته في نسختها الإلكترونية, اليوم, أن ذلك يأتي ذلك في أعقاب مشاركة سلاح الطيران السعودي الجارية في الضربات الجوية ضد تنظيم “داعش” الإرهابي في سوريا, فضلا عن الغارات الجوية المصرية الإماراتية ضد المتشددين الإسلاميين في ليبيا العام الماضي, وأن كل ذلك يعكس تطلعات القادة في الخليج للحد من الاعتماد منذ فترة طويلة على الضمانات الأمنية الأمريكية.
ونوهت إلى أنه لعدة سنوات, اعتقد البعض أن جيوش الخليج ليست إلا مجرد مستهلك للأسلحة الغربية المكلفة ولكن يبدو أن تلك الافتراضية على وشك التغيير.
وقالت إن إيران تشكل جزءًا من ذلك التغيير, فبالتأكيد تنتاب المملكة العربية السعودية حالة من القلق من أنه في حال موافقة واشنطن على اتفاق نووي مع إيران, ستصبح على استعداد كذلك لاستيعاب دور إيراني موسع في منطقة الشرق الأوسط.
وأشارت المجلة إلى أنه لطالما شعر زعماء الخليج منذ غزو العراق بأن الولايات المتحدة تقلل من خطر التوسع الإيراني في المنطقة.
وأشارت “نيوز ويك” إلى أن زعماء الخليج يتساءلون ما إذا كانت واشنطن ستدعمهم بشكل كامل ضد اي تهديدات محتملة أخرى, بما في ذلك جماعة الإخوان المسلمين او الاضطرابات الداخلية, ولذلك, فإن إحدى العلامات المبكرة لثبات السياسة الخارجية الجديدة لدول الخليج كانت الدعم المالي الذي قدمته لمصر بعد الإطاحة بمرشح الإخوان المسلمين محمد مرسي في عام 2013.
ونوهت إلى أن المساعدات السعودية والكويتية والإماراتية أكثر من ثلاثة أمثال المساعدات السنوية الأمريكية العسكرية لمصر والتي تبلغ (2ر1 مليار دولار), وهو ما يضمن أنه حتى لو خفضت الولايات المتحدة المساعدات فلن يكون لذلك تأثير كبير.
وقالت: إن تعزيز جيوش الخليج هو مشروع طويل الأمد, وتتركز الجهود الحالية بشكل كبير على القوات الجوية, والتي تعد مجهزة تجهيزا جيدا بعد عقود من الإنفاق العسكري على نطاق واسع .
ومن جانبها, تدعم الولايات المتحدة جهودا لتوفير الأمن للمنطقة, على الأقل, من حيث المبدأ, وتحرص واشنطن على رؤية دور أكبر من جانب الحلفاء المشاركين معها في اتفاق أساسي على المصالح الرئيسية, وفي الواقع, هو استعانة بمصادر خارجية من أجل تجنب وضع قواتها في طريق الأذى, وتجنب تأثير التدخل الغربي في منطقة لا تزال تحمل ذكرى الفترة الاستعمارية.
وبالتالي, كان من أولويات الرئيس الأمريكي باراك أوباما ضمان أن الدول السنية من الشرق الأوسط ستشارك في الضربات الجوية ضد تنظيم داعش, ورحبت الولايات المتحدة أيضًا بالمشاركة العسكرية الخليجية في منطقة حظر الطيران في ليبيا في عام 2011.
وقالت في ختام تقريرها إن الاعتماد الغربي بشكل مكثف على الغارات الجوية لم يثمر عن أي نجاح يذكر, وأن الخليج في خطر حال تكرار الفشل الغربي.
المصدر:وكالةانباء الشرق الأوسط (أ ش أ )