قالت مجلة “نيوزويك” الأمريكية إن أطلال تنظيم “داعش” الإرهابي بعد تدميره القريب في العراق وسوريا، نظرا لوتيرة الهزائم التي يتعرض لها هناك، قد تعطي لتنظيم “القاعدة” فرصة للنهوض من جديد.
ونقلت الصحيفة – في تقرير بثته على موقعها الإلكتروني اليوم الخميس – عن خبراء دوليين قولهم إن مقاتلي داعش الذين يخسرون أراضيهم حاليا بعضهم يحتضنون الموت وآخرين يستسلمون للأسر لكن العديد منهم يهربون ويمكن أن يندرجوا بسهولة في صفوف التنظيم الإرهابي الدولي الآخر.. “القاعدة”.
ورأى المحللون أن القاعدة، التي تعتبر حجر الزاوية لبداية داعش وكذلك السبب المعلن للتدخل العسكري الأمريكي في الشرق الأوسط في القرن الـ21، ما زال لديه عدد من الفروع في دول مختلفة.. متوقعين أن تكون القاعدة عدوا أصعب بكثير من نظيرها داعش.
وأوضح المحللون أنه رغم اكتساب داعش الشهرة سريعا عن طريق أعمال العنف وقدرته على تجنيد الأجانب في صفوفه الأولى، وهو بالضبط ما رفض قادة القاعدة تطبيقه في تنظيمهم، فإن خطورة القاعدة تأتي أكثر تخفيا حيث يركز على أن يكون عناصر التنظيم من المحليين ما يجعله عدوا من الصعب معرفته بين السكان الأصليين للدولة.
وأكد المحللون أن القاعدة أمامها فرصة حاليا لإحياء التنظيم من رماد داعش المتفتت في العراق وسوريا عن طريق الاستفادة من دعمه الشعبي هناك وخطابه المناهض للإمبريالية لأجل تكوين قوة قتالية جديدة قادرة مرة أخرى على ضرب أعدائها في بلادهم حول العالم.
ورغم أن داعش قتل مئات من الناس في هجمات بالأسلحة والمتفجرات في دول الغرب إلا أن تأثيره على الولايات المتحدة بشكل خاص لا يقارن بالـ3 آلاف شخص الذين قتلوا في 11 سبتمبر 2001 عندما أسقط عناصر القاعدة برجي التجارة العالميين بعد أن خطفوا طائرة ودخلوا بها في المبنيين الشاهقين.
وبعد عامين من الهجوم الإرهابي، غزت الولايات المتحدة العراق مما أعطى لفرع القاعدة هناك فرصة للتوحد مع الجماعات الإرهابية الأخرى الغاضبة من الاحتلال الأمريكي ليكونوا سويا ما أسموه “الدولة الإسلامية في العراق” عام 2006.
ولاحقا، انفصل داعش عن التنظيم الذي شكلته القاعدة في العراق ليصبح المنافس الرئيسي لفرع القاعدة في سوريا والمعروف سابقا باسم “جبهة النصرة” وحاليا “جبهة تحرير الشام”.
ويعد تنظيم جبهة النصرة من أكثر القوات المقاتلة تأثيرا في الحرب السورية ضد الرئيس بشار الأسد، حيث بدأ لاحقا بإلقاء ظلاله على مقاتلين من الجيش السوري الحر المعارض والمدعوم من الولايات المتحدة وتركيا، لكنه أصبح أقوى بكثير بعد دخول داعش إلى الأراضي السورية في 2014، حيث ركز التحالف الدولي جهوده للقضاء على إرهاب داعش الجديد.
ونقلت المجلة عن دانيال سروير، الباحث في معهد الشرق الأوسط وأستاذ إدارة النزاعات في كلية جون هوبكنز للدراسات الدولية المتقدمة، قوله إن العديد من السوريين الهاربين خارج وداخل البلاد ما زالوا راغبين في القتال لكن عند عودتهم سيفضلون الانضمام للقاعدة بدلا من الانضمام لصفوف المعارضة المدعومة من وكالة المخابرات الأمريكية (سي آي إيه)، أو للأكراد المدعومين من البنتاجون.
وأوضح سروير أن صعود الأكراد الذين يقاتلون داعش في شمال سوريا بدعم من الولايات المتحدة يشكل تهديدا على مصالح القاعدة خاصة في السنوات القادمة.
من جانب آخر، قال محلل الشؤون الكردية ديليمان عبدالقادر للمجلة إنه لا يعتقد بأن القاعدة ستصبح أقوى بانهزام داعش.. موضحا أن التنظيم الإرهابي سيحاول إعادة جني الأضواء التي خسرها عندما تم استبداله بنظيره البشع..مشددا على أن هدف القاعدة طويل المدى لكن داعش أراد تشكيل “الخلافة” الآن.
المصدر: وكالة أنباء الشرق الأوسط (أ ش أ)