تتجمد أذنا المتسلق النيبالي الشاب نيما رينجى شيربا، وتتحولان إلى اللون الأسود بسبب برودة الرياح فى أعالى الجبال، حيث يواجه المتسلقون تحديات قاسية قد تتضمن نقص الأكسجين، وتغيرات مفاجئة فى الطقس قد تصبح قاتلة.
وخلال هذا الشهر حقق نيما، الذي يبلغ من العمر 18 عامًا، إنجازًا مذهلا، حيث أصبح أصغر متسلق يصعد أعلى 14 قمة جبلية على مستوى العالم، إلا أنه لا يزال يطمح للمزيد، ويستعد لمغامرته المقبلة قريبًا.
أعلن نيما نيته للراحة بضعة أسابيع قبل الشروع في تسلق جبل “ماناسلو”، وهو ثامن أعلى جبل في العالم، برفقة المتسلق الإيطالي سيمون مورو خلال فصل الشتاء.
وأوضح نيما: “التحدي هنا هو تسلق جبل بارتفاع 8,000 متر في الشتاء، دون استخدام حبال ثابتة أو أكسجين إضافي أو دعم خارجي”، مشيرًا إلى أن هذا الإنجاز سيكون اختبارا لقدرة الإنسان على التحمل، ومؤكدًا أنه لم يحدث من قبل في تاريخ تسلق الجبال.
في التاسع من أكتوبر، وصل نيما إلى قمة جبل “شيشابانجما”، والذي يصل ارتفاعه إلى 8,027 مترا، برفقة شريكه باسانج نوربو شيربا، ليكمل بذلك تسلق القمم الـ14 التي يزيد ارتفاعها عن 8,000 متر، والتي يعترف بها الاتحاد الدولي لتسلق الجبال.
وقد عبر عن شعوره بالبهجة عند وصوله للقمة الأخيرة، مستلهما دعمه من عائلته المعروفة في عالم تسلق الجبال، فوالده، تاشي لاكبا شيربا، تسلق إيفرست 9 مرات، وحقق إنجازات مميزة منذ صغره، بينما كان عمه مينجما شيربا أول نيبالى يكمل صعود القمم الـ14 عام 2011.
لطالما كانت عائلة شيربا رمزا فى مجتمع التسلق، حيث يوفر أفرادها الدعم والإرشاد للمتسلقين من أنحاء العالم، لكنهم رغم ذلك لا يحصلون دائمًا على الاعتراف أو المكافآت التى يستحقونها.
نيما، الذى لم يتمكن من جذب الرعاة الكبار، اعتمد على شركة “14 Peaks Expedition” التى يديرها والده للحصول على الدعم اللوجستى، ويأمل نيما أن يكون إنجازه مصدر إلهام للشباب من الشيربا، وأن يفتح الباب لهم لإثبات قدراتهم كرياضيين محترفين، وليس فقط كمرشدين أو مساعدين.
بدأ نيما رحلته في سبتمبر 2022 بتسلق جبل “ماناسلو” في نيبال، الذي يرتفع 8,163 مترًا. وخلال العامين الماضيين، تمكن من صعود القمم الـ14، بما في ذلك جبل إيفرست وجبل K2، الذي يعد من أخطر القمم في العالم.
في إحدى مغامراته، تسلق إيفرست ولوتسي في يوم واحد بفارق 10 ساعات فقط، وتحدى نفسه بصعود خمس قمم في أقل من خمسة أسابيع، وأشار إلى أن تجربة تسلق قمة “أنابورنا” على ارتفاع 8,091 مترا كانت من أفضل تجاربه، إذ قام بها دون استخدام الأكسجين.
لكن نيما يعترف بأن الجبال دائمًا ما تعيده إلى أرض الواقع، موضحًا أن رياضة تسلق الجبال لا تخلو من المخاطر، وقد مر بتجارب قاسية، مثل الانهيارات الجليدية والإصابات، حتى أنه انزلق خلال صعوده نانغا باربات، إلا أن شريكه في التسلق أنقذه.
يصف نيما التسلق على ارتفاعات تزيد عن 8,000 متر بأنه اختبار لتحمل المعاناة، فحين تنخفض درجات الحرارة وتشتد الرياح، يصبح الصمود النفسي هو العامل الحاسم.
المصدر: وكالات أنباء
