تنظم مكتبة الإسكندرية، من خلال مركز دراسات الحضارة الإسلامية، وبالتعاون مع معهد “ثربانتس” الإسباني، غدا الأحد، ندوة بعنوان “الشواهد الباقية لحضارة الأندلس” وذلك بقاعة الوفود بالمكتبة.
يحاضر في الندوة الدكتور خوان كاستيا براثاليس المدير السابق لمدرسة الدراسات العربية بغرناطة الأستاذ بالمجلس الأعلى للبحوث العلمية بإسبانيا، وتتناول موضوعات البحوث في الندوة التراث العمراني والحضاري في المدن الأندلسية، والآثار الباقية في المدن الأندلسية التي تحتفظ بتراث معماري يشهد بعظمة الحضارة الإسلامية في قرطبة وإشبيلية وطليطلة وغرناطة، وغيرها من المدن الأندلسية.
ويتحدث المشرف على مركز دراسات الحضارة الإسلامية بمكتبة الإسكندرية الدكتور محمد الجمل عن العمارة الإسلامية في الأندلس وتأثيرها في عمارة المغرب ومصر حيث توافدت العناصر المعمارية والزخرفية على المنشآت المغربية والمصرية بسبب الهجرات الأندلسية المتعاقبة إلى المدن المغربية والمصرية، كما يتحدث الدكتور حسام العبادي الأستاذ بجامعة الإسكندرية عن الطراز الغرناطي في العمارة الأندلسية وتأثيره المستمر في العمارة الإسبانية حتى القرن التاسع عشر.
ووفق بيان صادر عن المكتبة ، تشارك مكتبة الإسكندرية في المعرض الدولي “الهيروغليفية: مفتاح مصر القديمة”، الذي افتتحه المتحف البريطاني يوم الخميس الماضي بالعاصمة البريطانية (لندن)؛ بمناسبة الاحتفال بمرور 200 عام على فك رموز اللغة المصرية القديمة، وذلك من خلال عرض صورة طبق الأصل لإحدى صفحات قاموس أحمد كمال باشا، والذي دون فيه الكلمات بالهيروغليفية وما يقابلها بالعربية والفرنسية.
وأشار البيان إلى أن مدير مكتبة الإسكندرية الدكتور أحمد زايد، كان قد استقبل في سبتمبر الماضي، أمين قسم تاريخ الكتابة بالمتحف البريطاني الدكتورة إيلونا ريجولسكي، والوفد المرافق لها، في سياق التعاون البحثي المثمر بين مركز دراسات الخطوط بمكتبة الإسكندرية والمتحف البريطاني.
وأكد البيان أن مشاركة مكتبة الإسكندرية في المعرض تتضمن عرضا لصور قاموس أحمد كمال باشا والمحفوظ بالمكتبة، حيث قام الوفد بزيارة معمل ترميم الكتب بالمكتبة والتعرف على مراحل ترميم القاموس وتجهيزه للعرض أمام الجمهور.
يذكر أن المخطوط الأصلي للقاموس محفوظ في مكتبة الكتب النادرة بمكتبة الإسكندرية، حيث تم تسجيله ورقمنته، بعد أن تم إهداءه من قبل عائلة أحمد كمال باشا عام 2020، وهو مكون من 18 مخطوطة من المخطوطات الأصلية بخط يده، وقام بكتابته في أوائل القرن العشرين حتى وفاته في عام 1923، وتأتي مشاركة مكتبة الإسكندرية في المعرض تقديرًا لجهود أحمد كمال باشا في دراسة اللغة المصرية القديمة واعتماده على المقاربة بين الهيروغليفية واللغة العربية لفهم أفضل وأعمق لمفردات اللغة المصرية القديمة، مما يعد اعترافًا بدور المدرسة المصرية في الدراسات اللغوية الخاصة بمصر القديمة.
ويعتبر قاموس اللغة المصرية القديمة عمل فريد من نوعه، حيث يحمل كل مجلد حرفًا من حروف اللغة المصرية القديمة، وترجم فيه أحمد كمال باشا الكلمات الهيروغليفية إلى اللغة الفرنسية والعربية بالإضافة إلى القبطية والعبرية، واليونانية، والأمهرية، والآشورية في بعض الكلمات، فضلًا عن استخدام مجموعة من الخطوط في تلك القاموس بجانب الهيروغليفية وهي الهيراطيقية والديموطيقية في بعض الإيضاحات في قائمة المفردات بالقاموس.
ومن المقرر أن تحتفل مكتبة الإسكندرية في عام 2023 بمرور 100 عام على رحيل أحمد كمال باشا.
المصدر: أ ش أ