تغني الأوكرانية روسلانا ليجيشتكو الفائزة بمسابقة يوروفيجن طوال الليل للحفاظ على معنويات المحتجين الذين اعتصموا في ميدان تغطيه الثلوج في العاصمة كييف من أجل الاطاحة بالرئيس فيكتور يانوكوفيتش.
فازت أغنية ليجيشتكو (رقصات برية Wild Dances) في عام 2004 بمسابقة الغناء يوروفيجن لتصبح الأوكرانية الوحيدة التي تفوز بهذه المسابقة.
وبالنسبة للنخب السياسية قد تبدو المسابقة احتفالا فارغا لكنها في نظر الأوكرانيين الذين يحلمون بمستقبل أوروبي تمثل اعترافا أمام الجماهير العريضة في القارة.
وقالت ليجيشتكو لرويترز “كانت الليلة الماضية رقما قياسيا بالنسبة لي إذ قضيت ثماني ساعات على خشبة المسرح ينظر لي الناس ويبقون أيضا.”
وكان لدرجات الحرارة الباردة في ليالي الشتاء القارس أثرها.
فقد قالت ليجيشتكو انها تعمل لساعات طويلة ووجهها بدون مكياج وشعرها أشعث وتحتسي المشروبات الساخنة بينما تتوجه إلى مقر المعارضة ليلة أخرى.
وبجسدها النحيل وصوتها العميق القوي تقضي ليجيشتكو الليل كله على خشبة المسرح وكل ليلة منذ أكثر من أسبوعين عندما احتل المحتجون الميدان الرئيسي بعد قرار يانوكوفيتش إلغاء اتفاق التجارة مع الاتحاد الأوروبي وميل الجمهورية السوفيتية سابقا إلى التقارب مع موسكو.
وقال الناشط ييجور سوبوليف وهو يحمل العلم الأوكراني “انها رائعة. انها صوتنا وروحنا ووجوهنا وإلهامنا وقدرتنا على الاحتمال.”
وعلى الرغم من أنها باتت بطلة في نظر المتظاهرين فلا يشاطر الجميع هواجس الاشارة إلى الجارة الشمالية القوية روسيا.
وعلق قارئ من منطقة دونباس شرق أوكرانيا الناطقة بالروسية إلى حد كبير في صحيفة محلية “عندما فازت روسلانا بيوروفيجن كنا نفتخر بها لكن الآن الامر مخجل… اشعر بالخجل من روسلانا.”
ويريد الرئيس الروسي فلاديمير بوتين أن تكون كييف المثقلة بديون الغاز الروسي ركيزة أساسية في اتحاد جمركي مع روسيا البيضاء وقازاخستان لمنافسة الاتحاد الأوروبي والولايات المتحدة.
لكن ليجيشتكو تواصل الغناء بينما يستعد المحتجون لمظاهرات حاشدة في نهاية الاسبوع وتتنافس روسيا والاتحاد الأوروبي على كسب ود كييف مع الحذر من الديون الضخمة للبلاد.
وفي الليل يعج ميدان الاستقلال بوسط كييف بالشبان الذين يرتدون الخوذات الواقية ويستعدون لصد أي هجوم للشرطة.
وذات ليلة انطلق صوت ليجيشتكو على خشبة المسرح كأن قائدا يحشد القوات بينما يدفع المتظاهرون شرطة مكافحة الشغب التي تحاول إخلاء الشوارع دون استخدام القوة لكنها تنسحب في نهاية المطاف.
وصاحت ليجيشتكو “أنا أوكرانية. أؤمن بشعبي وأؤمن بالعدالة. وسوف اصمد.”
وتحظى ليجيشتكو بعشق المحتجين الذين يرون انها واحدة منهم في حركة مدنية حذرة من السياسيين بعد خيبة أمل بسبب فشل الثورة البرتقالية 2004-2005 في التخلص من الفساد وتحقيق التغيير.
وقال البعض انهم سيصوتون لصالحها إذا اختارت الاشتغال بالسياسة لكنها ترفض ذلك الآن.
وقالت ليجيشتكو “لا يمكنك قيادة الميدان يمكنك فقط الانضمام اليه. اعتقد انني متطوعة اظهر للناس اننا بحاجة لأن نكون هنا لأنه ما من سبيل آخر.”
وكانت نجمة البوب نشطة أيضا في احتجاجات الشوارع في 2004-2005 والتي نجحت في إلغاء انتخابات مزورة فاز فيها يانوكوفيتش لكنها لم تتمكن من إصلاح النظام السياسي الذي جاء به إلى الرئاسة مرة أخرى في عام 2010.
وقالت ليجيشتكو وهي من لفيف التي تبعد حوالى 60 كيلومترا من الحدود الغربية لأوكرانيا مع بولندا عضو الاتحاد الأوروبي حيث يرى كثيرون الروس كمحتلين قمعوا بلادهم إبان الحقبة السوفيتية “روسيا ماضينا ويجب أن تكون أوروبا مستقبلنا.”
المصدر: رويترز