سادت حالة من الجدل العلمى حول نتائج المسح الرادارى لمقبرة الملك توت عنخ أمون رقم 62 بوادى الملوك بالأقصر حيث رفض الدكتور زاهي حواس وزير الآثار الأسبق نظرية عالم الآثار البريطاني نيكولاس ريفز التى تشير إلى وجود مقبرة نفرتيتى خلف مقبرة توت عنخ آمون، مؤكدا أنها ليس لها أى أساس علمى، فيما عرض الفريق البحثى الذى شكلته وزارة الآثار نتائج المسح الرادارى الذى أكد وجود غرفتين خلف الجدارين الشمالي والغربي من المقبرة.
جاء ذلك خلال ختام فعاليات المؤتمر الدولي الثاني عن الملك توت عنخ آمون بالمتحف القومى للحضارة والذى نظمته وزارة الآثار على مدى 3 أيام بالمتحف المصرى الكبير بحضور الدكتور خالد العنانى وزير الآثار وعالم الآثار الدكتور زاهى حواس والعالم البريطانى نيكولاس ريفز والدكتور ممدوح الدماطى وزير الآثار السابق وخبير الرادار اليابانى واتانابى إلى جانب عدد من علماء الآثار من مختلف دول العالم.
وأكد الدكتور زاهي حواس أن نظرية نيكولاس ريفز، التي تشير إلى احتمالية وجود مقبرة نفرتيتي خلف مقبرة “توت عنخ أمون” بمنطقة وادي الملوك ليس لها أى أساس علمي..موضحا أنه علميا لا يمكن دفن نفرتيتي في وادي الملوك لأن نفرتيتي كانت تعبد آتون ويستحيل أن يسمح كهنة آمون بدفنها في الوادي.
وقال إن هوارد كارتر مكتشف مقبرة توت عنخ آمون ظل يحفر فيها مدة 10 سنوات كاملة، ولا يمكن أن يخرج أي شيء آخر من المقبرة، مشيرا إلى أنه لايمكن الاعتماد على نتائج الرادار فى هذا الأمر لأنه للتأكد من نظرية ريفز فيجب الحفر فى الجدار الشمالى للمقبرة وهو الأمر الذى لن يسمح به أى أثري فأية حفرة ستؤدي إلى مسح الطلاء الذي عليها الأثري، ويجعلها معرضة للانهيار التام.
وأضاف أنه بناء على تصريحات الدكتور عباس محمد أستاذ الجيوفيزياء بالمعهد القومى للبحوث الفلكية والجيوفيزيقية وعضو الفريق البحثى المصرى فإن جهاز الرادار اليابانى الذى استخدمه خبير الرادار واتانابى مصنوع فى اليابان ولم يتمكن أحد من قراءته سوى اليابانيين وهو أمر مرفوض علميا ..مؤكدا أنه يجب الاستمرار فى البحث للتأكد.
وطالب حواس بضرورة استخدام رادار جديد مخصص للكشف الآثري وتشكيل لجنة أثرية جديدة من علماء آثار وخبراء فى الرادار والاستشعار من البعد إلى جانب إيقاف النشر الإعلامى فى هذا الموضوع حتى يتم التأكد فعليا من النتائج.
ومن جانبه، أكد الدكتور ممدوح الدماطى أن نتائج الرادار اليابانى كشفت بقوة عن وجود غرفتين خلف الجدارين الشمالي والغربي من المقبرة، ووجود مواد مختلفة عضوية ومعدنية خلف الجدران التي تم مسحها راداريا بالمقبرة ما يشير إلى احتمالية وجود عناصر أثرية يصعب تحديدها الآن.
واستعرض العالم البريطانى نيكولاس ريفز نظريته والتى يعتقد فيها وجود مقبرة الملكة نفرتيتى بمقبرة الملك توت عنخ آمون ..قائلا إن غرفة الدفن لا تخص توت عنخ آمون وحده، بل تحوى فى جوفها غرفة أخرى فالموت المفاجئ للملك الشاب توت قد أحدث ارتباكا فى القصر الملكى الفرعونى، ممن لم يتوقعوا وفاته المبكرة، لم يبنوا مقبرة تليق به سلفا .
وأضاف أن نتيجة لهذا المأزق قام الكهنة بالبحث عن مقبرة له فى “وادى الملوك” حتى عثروا على تلك المقبرة..مؤكدا أن نتائج المسح الرادارى تؤكد وجود شىء ما خلف مقبرة الملك توت عنخ آمون.
وعقب ذلك قام خبير الرادار اليابانى واتنابى بعرض فيلم تسجيلى حول مراحل المسح الرادارى بمقبرة توت عنخ آمون، منذ شهر نوفمبر الماضى، وعرض شرحا علميا عن تفاصيل عملية المسح.
وشرح الدكتور ياسر الشايب الأستاذ بكلية الهندسة جامعة القاهرة كيفية عمل تكنولوجيا الرادار (الجى بى ار) وأهميتها العلمية ودرجة أمانها على مقبرة توت عنخ آمون..لافتا إلى أعمال المسح الراداري الرقمي، الذي أجراه فريق العمل المصري الأمريكي بمقبرة الملك توت عنخ آمون واستمرت على مدار أكثر من عشر ساعات حيث تم إجراء 40 عملية مسح راداري بارتفاعات مختلفة لجدران المقبرة تصل إلى 5 مستويات باستخدام جهازي رادار أحدهما بتردد 400 ميجا هيرتز والثاني بتردد 900 ميجا هيرتز.
وأكد ضرورة التوصل إلى حل علمى لايؤثر على المقبرة وسلامتها للتأكد والكشف عن ماوراء مقبرة الملك توت عنخ آمون سواء باستخدام الرادار بطريقة أخرى أم الأشعة تحت الحمراء أم الموجات الصوتية أم من خلال المسح ثلاثى الأبعاد..مشيرا إلى أنه سواء تم التأكد من وجود شىء ما خلف مقبرة توت عنخ آمون أم لا فإننا أصبحنا نمتلك التكنولوجيا الحديثة التى تمكنا من البحث والكشف عن أشياء أخرى.
المصدر : وكالات