انضم النائب السودانى أحمد عيسي إلى وزير الدولة برئاسة الجمهورية الذي كان قد تحدث قبل أيام عما أسماه “حق السودان فى منطقة حلايب” المصرية، واتهم عيسي حكومة الخرطوم بالتقاعس في إيجاد حل لقضية “حلايب وشلاتين” حتى تعقد الموقف مع مرور الوقت، محذرًا مما وصفه بـ”محاولات تمصير المنطقة ومحو معالمها السودانية” على حد قوله.
ولم يستبعد النائب السوداني اللجوء للتحكيم الدولي بشأن هذه القضية، متهمًا الإعلام المصري بأنه يقود مخططًا يعمل على إقناع الرأي العام بتبعية حلايب إلى مصر والسعي لإحداث شرخ في علاقة الدولتين، وأضاف النائب -الذي يشغل نائب دائرة حلايب بالبرلمان السوداني- لصحيفة “التغيير” الصادرة بالخرطوم، اليوم الخميس، إن تصريحات المسئولين المصريين حول تحذير الخرطوم من الخوض في تبعية المنطقتين لا تعبر عن الجوهر والروح السائدة بين البلدين.
ورأي عيسى “أن بلدتي حلايب وشلاتين سودانيتين، وفقًا للمعطيات والقوانين”، وأضاف:”السودان يملك الوثائق التاريخية والمستندات الدولية التي تشير إلى تبعية المثلث للسودان”، وقال”إن البواخر حتى عام 1994 كانت ترفع العلم السوداني عند دخولها المياه الإقليمية للبلاد”.
وفي سياق متصل، جدد تحالف قوى الإجماع الوطني بالسودان تأكيده على”سودانية منطقة حلايب” وتبعيتها للسودان، ودعا التحالف إلى ضرورة الوصول إلى تسوية عبر الحوار مع الحكومة المصرية، بجعل المنطقة نقطة للتلاقي والوفاق بدلا من جعلها من المناطق الملتهبة.. مشيرًا إلى أن الأمر ذاته ينسحب على باقي المناطق المتنازع عليها مع دول الجوار، سواء في “الفشقة” في الشرق أو “أبيي” مع جنوب السودان.
وشدد التحالف، على ضرورة عدم دخول الحكومة في نزاعات مع دول الجوار، ولكنها دعت في ذات الوقت إلى عدم التفريط في الأراضي السودانية.
وأكد رئيس اللجنة السياسية بقوى الإجماع الوطني السوداني والناطق الرسمي باسم حزب “البعث” لصحيفة “آخر لحظة” الصادرة اليوم الخميس- على ضرورة استمرار حكومة الخرطوم في الحوار مع الحكومة المصرية من أجل حسم الأمر، أو اللجوء للتحكيم الدولي، للفصل في النزاع الحدودي عبر الوثائق، لافتًا إلى أهمية عدم اللجوء إلى مجلس الأمن الدولي، وحل الأمر في إطار الحوار بين الدولتين، باعتبار إن قرارات مجلس الأمن الدولي لا تعتمد على القانون بقدر اعتمادها على الخلفيات السياسية تجاه الدول المتنازعة.
يذكر أن وزير دولة برئاسة الجمهورية السودانية كان قد زعم هذا الأسبوع أن حلايب سودانية مائة بالمائة، وهو التصريح الذى سارعت الخارجية المصرية الى تفنيده والتأكيد على أن مثلت حلايب هو أرض مصرية مائة بالمائة وفق الوثائق الرسمية والدولية، فيما لفت خبراء الى أنه يتعين عند النظر إلى عودة طرح موضوع حلايب فى هذا التوقيت من جانب أطراف سودانية إلى حقيقة صدور معظم هذه التصريحات من جانب شخصيات تنتمى إلى مناطق حلايب وشرق السودان بهدف كسب شعبية فى المنطقة قبيل الانتخابات القادمة.
المصدر: أ ش أ