أكد نائب رئيس الوزراء وزير التعاون الدولي الدكتور زياد بهاء الدين أن مصر ماضية قدماً في تنفيذ خريطة الطريق، معربًا عن ارتياحه لاستمرار التعاون بين القاهرة والاتحاد الأوروبي فيما يتعلق بالتنمية الاقتصادية والاجتماعية.
جاء ذلك خلال لقاء بهاء الدين، اليوم الخميس، وكاثرين آشتون الممثلة العليا للسياسة الخارجية للاتحاد الأوروبي حيث يقوم الدكتور زياد بهاء الدين بزيارة إلى مؤسسات الاتحاد الأوروبي ببروكسل بهدف التشاور بشأن الجهود الحكومية الحالية لتنفيذ برنامج التنمية الاقتصادية والعدالة الاجتماعية خلال المرحلة الانتقالية وكذلك سبل دعم الاتحاد لهذه البرنامج ولعملية التحول الديمقراطي.
وأشار بهاء الدين إلى أنه من المتوقع أن يطرح الدستور للاستفتاء الشعبي خلال شهر يناير 2014 وهي الخطوة التي ستمهد الطريق لمتابعة المضي قدما في باقي بنود خريطة الطريق.
وذكر بيان لوزارة التعاون الدولي اليوم أنه تم خلال اللقاء عرض أهم بنود برنامج الحكومة الانتقالية للتنمية الاقتصادية والعدالة الاجتماعية خاصة ما يتضمنه من زيادة في الانفاق الاستثماري العام مع خفض عجز الموازنة وكذلك برامج الحكومة لتحقيق استهداف أفضل للفقر وتوجيه الانفاق الاجتماعي بشكل أكثر كفاءة.
من جانبها، أبدت اشتون استعداد الاتحاد الأوروبي التام لدعم ومساندة مصر حكومة وشعباً لتنفيذ برنامجها الحالي معربة عن أملها في أن يسهم تنفيذ البرنامج في استقرار الاقتصاد المصري وتحسين أوضاع المواطنين وبالتالي تسيير عملية التحول الديمقراطي.
ووقع بهاء الدين وآشتون في نهاية اللقاء اتفاق تمويل برنامج دعم المشاركة والإصلاح والتنمية الشاملة والذي يتيح بموجبة الاتحاد الأوروبي لمصر مبلغ 90 مليون يورو (ما يقارب ثمانمائة وخمسين مليون جنيها مصريا) في صورة منحة يتم تقسيم هذا المبلغ بواقع 60 مليون يورو لدعم البرنامج القومي للوجبة المدرسية والذي أطلقته الحكومة مؤخرًا في إطار برنامج التنمية الاقتصادية والعدالة الاجتماعية .
كما تم منح 20 مليون يورو لمشروع تطوير المناطق غير الرسمية بمحافظات القاهرة والجيزة والقليوبية بهدف تحسين الأحوال المعيشية لسكان هذه المناطق هذا بالإضافة إلى 10 ملايين يورو يتم تقديمهم لمنظمات المجتمع المدني العاملة في مجال التنمية الاقتصادية والاجتماعية في المناطق الأكثر احتياجاً في مصر.
وقد التقي بهاء الدين كذلك خلال زيارته إلى العاصمة البلجيكية بالسيد شتيفان فولية المفوض الأوروبي لسياسة الجوار الأوروبي والتوسع حيث ناقش الجانبان مظروف التعاون المالي الحالي بين مصر والاتحاد الأوروبي وموقف البرامج والمشروعات المشتركة كما بحثا أولويات التعاون بين الجانبين في المستقبل.
وأشار بهاء الدين إلى أن أولوية الحكومة المصرية الأساسية خلال المستقبل القريب هو توفير شبكات حماية اجتماعية للمواطنين واستهداف الطبقات والمناطق الأكثر احتياجا بالإضافة إلى التركيز على تنمية الموارد البشرية من خلال إقامة مشروعات تنموية مع شركاء مصر في التنمية في مجالات ذات الصلة مثل الصحة والتعليم.
وقد عقد بهاء الدين عدة لقاءات مع عدد من المجموعات الحزبية في البرلمان الأوروبي وهم مجموعة الاشتراكيين والديمقراطيين وهي ثاني أكبر المجموعات السياسية المنتمية إلى اليسار ومجموعة الأحزاب الشعبية وهي أكبر المجموعات السياسية المنتمية إلى تيار اليمين، مجموعة الليبراليين ومجموعة الخضر.
وقد تم خلال هذه اللقاءات استعراض ما تم انجازه علي صعيد خريطة الطريق خاصة: انتهاء لجنة العشرة من أعمالها وقرب انتهاء أعمال لجنة الخمسين لتعديل الدستور، والقضايا المعلقة أمام الخمسين ولم تحسم بعد.
وفي نهاية الزيارة القي بهاء الدين كلمة أمام منتدى المعهد الملكي البلجيكي وهو المركز البحثي التابع لوزارة الخارجية البلجيكية بحضور عدد من الباحثين والمهتمين بشئون الشرق الأوسط والمنطقة العربية حيث دار حوار حول المستجدات والوضع الحالي في مصر والمنطقة العربية وذلك بحضور أعضاء السلك الدبلوماسي المصري.
ووجه بهاء الدين شكره إلى أعضاء السفارة المصرية ببروكسل بما فيها المكتب التجاري بقيادة السيد السفير إيهاب فوزي علي جهودهم في التواصل مع مؤسسات الاتحاد الأوروبي التنفيذية والتشريعية ومع الحكومة البلجيكية وعلي ما يقومون به من اجل تحقيق التواصل بين مصر والاتحاد الأوروبي في ظل الأوضاع التي تمر بها مصر.
المصدر:أ ش أ