أفاد مسئولون أمريكيون بأن البيت الأبيض يعتزم تقديم مقترح جديد لوقف إطلاق النار فى غزة خلال الأيام المقبلة.
وأضاف المسؤولون أن المقترح الجديد يهدف إلى حل نقاط الخلاف الرئيسية التي أدت إلى حالة الجمود المستمرة منذ أشهر.. مشيرين إلى أنه تم التوافق على جزء كبير من البنود إلا أن المفاوضين ما زالوا يحاولون التوصل إلى حلول لعقبتين رئيستين هما محور “فيلادلفيا” والأفراد الذين ستشملهم الصفقة.
وفي سياق آخر.. قال المتحدث باسم وزارة الخارجية الأمريكية ماثيو ميلر إن بلاده تدرك الحاجة الحقيقية لإسرائيل لضامن عدم حصول عمليات تهريب عبر محور “فيلادلفيا”، مضيفا أن هناك عدة طرق لحل هذه المسألة دون بقاء الجيش الإسرائيلي في المحور.. داعيا كلا من حماس وإسرائيل إلى تقديم التنازلات اللازمة للتوصل إلى اتفاق.
على الرغم من كافة المؤشرات السلبية، تتمسك الولايات المتحدة بالاستمرار في الدفع بمفاوضات وقف إطلاق النار في قطاع غزة، وتبادل الأسرى.
فقد صرح مسؤول رفيع المستوى في الإدارة الأمريكية، أن الخطة الأمريكية الجديدة لوقف إطلاق النار في قطاع غزة تمت الموافقة عليها فعليا بنسبة 90% وتتكون من 18 فقرة.
وقال المسؤول في مؤتمر صحفي خاص للصحفيين عبر الإنترنت حول محادثات الهدنة في القطاع، إن هناك 18 فقرة فقط في الصفقة.
وأضاف أنه تم الانتهاء من 14 منها، موضحا أنه يجب القول إن الفقرات متطابقة مع المقترحات السابقة للصفقة.
كما أوضح أن هناك تعديلا فنيا بحتا في فقرة واحدة، وثلاث أخرى تتعلق بتبادل الأسرى، والتي لا تزال بحاجة إلى مناقشة كما جاء في بيان حماس يوم 2 يوليو الفائت.
وأكد أنه تمت الموافقة على 90% من هذه الصفقة، بما في ذلك الشروط التي طرحتها “حماس” في اقتراحها للمسائل الإنسانية.
واستطرد المسؤول في الإدارة الأمريكية، أن هذه الاتفاقات لا تذكر محور فيلادلفيا، بل الاتفاق يفترض مسبقا انسحاب القوات الإسرائيلية من جميع المناطق المأهولة.
ووفق المسؤول فإنه وسط مناقشات حول ما إذا كان محور فيلادلفيا منطقة مأهولة، فإن إسرائيل طرحت اقتراحا ستقلص بموجبه بشكل كبير وجودها هناك.
وأشار إلى أن هذا يلبي من الناحية الفنية بنود الصفقة، مؤكداً أن تنفيذ المقترحات الأمريكية الجديدة بشأن قطاع غزة سيؤدي إلى وقف كامل للحرب في القطاع.
كما رأى أن المفاوضات مع حماس مازالت “محبطة” لإبرام الصفقة، مشددا على أن مبادلة الأسرى بسجناء ومناطق انسحاب الجيش الإسرائيلي تعرقل التوصل لاتفاق.
إلى ذلك، شدد على أن أمن إسرائيل سيكون في خطر أكبر في غياب اتفاق بشأن غزة.
يذكر أن مسؤولين أمريكيين مطلعين كانوا أعلنوا أن واشنطن لن تنسحب من محادثات غزة، لأنها تريد إنهاء الحرب المستمرة منذ 11 شهراً.
وأضافوا أن إسرائيل قدمت العديد من التنازلات من أجل التوصل لصفقة تسمح بتبادل الأسرى مع حركة حماس ووقف النار، حسب ما نقلت صحيفة “وول ستريت جورنال”.
إلى ذلك، أشاروا إلى أن الصفقة المعروضة حالياً على الطاولة تمنح حماس أغلب ما طالبت به.
إلا أنهم اعتبروا أن الحركة لا تزال أقل استعدادا للموافقة على اتفاق سد الثغرات الذي طرح خلال الأسابيع الماضية.
رغم ذلك أكدوا أن أغلب بنود مسودة الاتفاق تم الاتفاق عليها.
وكانت الولايات المتحدة دعت، الثلاثاء، إلى الإسراع وإظهار المرونة بهدف إبرام اتفاق على وقف إطلاق النار، عقب العثور على جثث 6 أسرى آخرين قبل أيام، مؤكدة أن ملف تبادل الأسرى لا يحل إلا عبر التفاوض.
كما أعرب الرئيس الأميركي جو بايدن عن استيائه من تصريحات نتنياهو حول ممر فيلادلفيا، معتبرا أنه لا يفعل كل ما في استطاعته لإطلاق سراح المحتجزين.
كذلك، أثارت تصريحات نتنياهو لجهة تمسكه بعدم الانسحاب من ممر فيلادلفيا، حفيظة مصر أيضا.
بينما شهدت إسرائيل منذ الأحد الماضي، تظاهرات مستمرة للضغط على الحكومة ودفعها إلى الموافقة على اتفاق وقف النار وإطلاق المحتجزين في غزة منذ السابع من أكتوبر الماضي.
ولا يزال ما يقارب 100 أسير إسرائيلي داخل القطاع الفلسطيني المدمر، بينهم نحو 64 أحياء، بحسب تقديرات الجيش الإسرائيلي.
بينما لم تفلح بعد جولات عدة من المفاوضات التي عقدت على مدى الأشهر الماضية، برعاية أمريكية مصرية قطرية في دفع الجانبين إلى التوافق.
المصدر: وكالات