سيطرت حالة من الارتباك بعدد من المطارات في أنحاء العالم ، حيث فوجئت شركات الطيران بالأمر التنفيذي الذي أصدره الرئيس الأميركي دونالد ترامب ، وبمنع أطقم الطائرات من الدول المشمولة بالحظر من دخول الولايات المتحدة.
وأثار مرسوم ترامب بمنع المسافرين من سبع دول ، غالبية سكانها من المسلمين ، من دخول الولايات المتحدة ارتباكا وغضبا بعدما منع مهاجرون ولاجئون ، من اللحاق بطائراتهم ، وتقطعت بهم السبل في المطارات.
ووقع ترامب الجمعة أمرا تنفيذيا يمنع دخول المهاجرين إلى الولايات المتحدة ، لمدة 4 أشهر ، ومنع أيضا المسافرين من سوريا وست دول إسلامية أخرى من دخول الولايات المتحدة لمدة 90 يوما.
وإلى جانب سوريا يشمل الحظر المسافرين من حملة جوازات السفر الصادرة من إيران والعراق وليبيا والصومال والسودان واليمن.
ولتفادي أثر ما سبق , عرضت شركة الطيران البريطانية على المسافرين المتأثرين بقرار ترامب رد أموالهم أو الحجز عبر شركات أخرى.
وفي مطار بيروت الدولي أفادت مصادر بأن شركات الطيران العاملة في المطار ، ومن بينها طيران الشرق الأوسط ، بدأت بتطبيق الإجراءات الأمريكية الأخيرة.
كما بدأت شركة الخطوط الجوية الأردنية (الملكية الأردنية) بتطبيق تعليمات السفر الجديدة إلى الولايات المتحدة.
أما شركة مصر للطيران فقد قال المسؤول بها إن الشركة تلقت طلبا رسميا بتنفيذ أمر ترامب.
وكانت شركتا خطوط طيران الإمارات والاتحاد للطيران ، أعلنتا في وقت سابق أن المسافرين من مواطني الدول المشمولة بالحظر من دخول الولايات المتحدة في حاجة لمراجعة متطلبات الدخول الخاصة بدوائر الهجرة في أمريكا.
وقالت متحدثة باسم طيران الإمارات إن “عددا قليلا جدا” من الركاب تضرر من قرار الحظر.
وذكرت وزارة الأمن الداخلي الأمريكية ، أن نحو 375 مسافرا تأثروا بالقرار ، وأن 109 ركاب كانوا في الترانزيت في انتظار السفر ، منعوا من دخول الولايات المتحدة .. بينما منعت شركات الطيران 173 راكبا من الصعود إلى الطائرات قبل سفرهم.
وأضافت الوزارة – في بيان – أن الأمر “يؤثر على قطاع صغير من المسافرين الدوليين”، مشيرة إلى أن الإجراءات “أزعجت” أقل من واحد في المئة من المسافرين.
ولم تراع القواعد الجديدة المسافرين في الترانزيت أو العائلات التي كانت بانتظار ذويها ، وأحدثت حالة من الفوضى للشركات التي يحمل موظفون بها جوازات سفر من الدول المستهدفة وللجامعات التي يدرس بها طلاب من تلك الدول.
كما يشمل الحظر مواطني هذه الدول الذين يحملون جنسية أخرى (مزدوجي الجنسية) ، حتى لو كانت جنسيته الأخرى من بين المسموح لهم بدخول الولايات المتحدة بحرية ، مثل البريطانية أو الكندية.
وكان مكتب رئيس الوزراء الكندي قال في وقت سابق ، إن الكنديين الذي يحملون جنسية واحدة من الدول السبع الواردة في المرسوم ، لن يتأثروا بهذا الحظر ، في حين أعلنت مصادر في الخارجية الكندية عكس ذلك.
ويشمل المرسوم أيضا الأشخاص الذين يحملون جوازات الدول السبع مع تأشيرات هجرة قانونية ، أو بطاقة خضراء (غرين كارد)، وهي دليل الإقامة الأمريكية التي يتعين الانتظار سنوات أحيانا للحصول عليها.
وحتى يتمكنوا من دخول الولايات المتحدة ، يتعين على حاملي البطاقة الخضراء الموجودين حاليا في الخارج، التوجه إلى القنصلية الأميركية للحصول على إذن خاص ، كما أوضحت الخارجية الأمريكية , وفق ما نقلت وكالة فرانس برس للأنباء .
ورعايا هذه البلدان الذين يحملون البطاقة الخضراء والموجودون في الولايات المتحدة ويرغبون في السفر ، يتعين عليهم أيضا طلب إذن مسبق من السلطات الأمريكية حتى يتمكنوا من العودة .
على صعيد آخر , يبحث مجموعة من ممثلي الادعاء في ثلاث ولايات أمريكية رفع دعاوى قضائية ، لإبطال الأمر التنفيذي الذي أصدره الرئيس دونالد ترامب ، بحسب ما قاله مسؤولون لـوكالة رويترز للأنباء .
وأكد مسؤولون في مكتب المدعي العام في كل من بنسلفانيا وواشنطن وهاواي أنهم يدرسون ما هي الدعاوى التي يمكن رفعها وأمام أي محكمة.
وقال المدعي العام في ولاية هاواي دوجلاس تشين لـ”رويترز” : “نعتقد أن الأمر التنفيذي غير دستوري”.
كما قال جو جرايس المتحدث باسم المدعي العام لولاية بنسلفانيا جوش شابيرو : “نجري بالتأكيد نقاشات بشأن هذا الأمر”.
وفي حال رفعت الولايات دعاوى قضائية فسيزيد هذا من المخاطر القانونية التي تواجه الأمر التنفيذي الذي وقعه ترامب إذ أن معظم الدعاوى حتى الآن رفعها أفراد.
ويتوقع أن يواجه ترامب معارضة شرسة من ممثلي الادعاء في الولايات التي يحكمها الديمقراطيون، كما فعل المدعون الجمهوريون مع سلفه الرئيس الديمقراطي باراك أوباما.
وواجه أمر ترامب العقبة الأولى حينما أصدرت قاضية اتحادية في نيويورك قرارا ببقاء المسافرين العالقين في المطارات في البلاد ، وعدم ترحيلهم.
وأوضح الاتحاد الأميركي للحريات المدنية – الذي سعى لاستصدار القرار القضائي المستعجل – أن ذلك سيساعد من 100 إلى 200 شخص يحملون تأشيرات سليمة أو يتمتعون بوضع اللجوء ، تقطعت بهم السبل في المطارات الأمريكية .
وذكرت وزارة الداخلية الأمريكية أنها ستلتزم بالأحكام القضائية ، لكن القيود التي فرضها ترامب لا تزال سارية المفعول.
من جانبه , قال الاتحاد الدولي للنقل الجوي (إياتا) في رسالة بالبريد الإلكتروني لشركات الطيران في مختلف أنحاء العالم إن الحظر الأميركي على سفر حملة جوازات السفر لـ7 دول بالشرق الأوسط ينطبق على أطقم طائرات شركات الطيران.
وذكرت الرسالة ، أن الأمر التنفيذي الذي أصدره ترامب كان مفاجأة لشركات الطيران.
وأضافت الرسالة أن إدارة الجمارك وحماية الحدود الأمريكية أطلعت الاتحاد الدولي للنقل الجوي خلال مؤتمر عبر الهاتف على القواعد الجديدة.
وفي بريطانيا , وقع عشرات الآلاف من المواطنين عريضة تطالب بمنع الرئيس الأمريكي دونالد ترامب من زيارة بريطانيا ، وذلك خلال ساعات قليلة من عرضها على الإنترنت .. ويزداد عدد الموقعين على العريضة ، بشكل مضطرد .
وإذا وصلت التوقيعات إلى 100 ألف ، وهو أمر متوقع حدوثه إذ يزداد عدد الموقعين على العريضة بمقدار ألف موقع في كل دقيقة ، سيناقش البرلمان البريطاني موضوع العريضة ، مثلما فعل مع عريضة مماثلة كانت تطالب باستفتاء ثان بشأن عضوية الاتحاد الأوروبي.
يأتي ذلك تزامنا مع بروز بيانات رسمية بريطانية تكشف أن أعداد حاملي الجنسية البريطانية الذين ولدوا في العراق أو إيران أو الصومال تتجاوز 250 ألف شخص في حين لم تتوافر إحصائيات عن ذوي الأصول اليمنية أو الليبية أو السورية أو السودان.
ورفضت مصادر في وزارة الخارجية البريطانية وكذلك في رئاسة الوزراء التعليق على انعكاس هذه الإجراءات على البريطانيين، مكتفية بالقول إنها تعمل عن قرب مع الإدارة الأمريكية بشأن هذا الموضوع.
وأعرب نواب بريطانيون عن قلقهم حيال تأثير الإجراءات الأمريكية الجديدة على رحلات العمل والإجازات.