اعتادت الناس رؤية أشجار الميلاد الزينة بالهدايا والأنوار والنجوم تملأ الشوارع مع قدوم موعد احتفالات الكريسماس، لكن هل سألت نفسك يوماً عن أسباب استخدام تلك الأشجار، ومن هو بابا نويل أو سانتا كلوز؟ وعن أى شيء تدل تلك النجمة التى تزين أشجار الكريسماس؟
وفى محاولات البحث عن أصل احتفالات عيد الميلاد ورمزية استخدام أشجار الكريسماس ودلالات اللونين الأحمر والأخضر، هناك الكثير من الأقاويل والمرجعيات المختلفة.
القديس نيقولاس.. ولد عام 270 م فى مدينة باتارا اليوناينة لأبوين من العائلات المسيحية الميسورة، وقد من الله عليهما بمولدة بعد فترة طويلة من زواجهما، إلا أنهما توفيا بالطاعون وهو فى عمر الثامنة، ليوضع من بعدها القديس نيقولاس بملجأ للأيتام.
وحينما كبر القديس نيقولاس، كان له عن أبويه ثروة طائلة، إلا أنه أحب حياة الزهد والورع، وفى ذات ليلة، سمع القديس عن أب من فقراء البلدة يريد أن يزوج ابنته إلا أنه لا يجد من المال ما ينفقه لتزويجها، فوضع القديس مبلغ من النقود فى كيس وألقاه من نافذة منزل الرجل الفقير، ليزوج ابنته.
وتكرر نفس الأمر فى زواج ابنته الثانية، وحينها أسرع الرجل ليتعرف على الرجل الطيب الذى يساعده ليلاً، ليجده القديس نيقولاس، فذهب إليه ليشكره، لتعرف من بعدها البلدة كلها بشخصية الرجل الذى يساعدهم ويضع الهدايا والنقود لهم.
إلا أن القديس نيقولاس توفى عام 346 م بالحمى، ليكون من بعدها رمزاً للاحتفالات التى انطلقت من هولندا، وألمانيا وسويسرا وانتقلت فيما بعد إلى أمريكا، والتى حولت شخصية القديس نيقولاس إلى صورة الساحر الطيب الذى يرتدى الملابس الحمراء، وعُرف من بعدها باسم سانتا كلوز.
ويُرجع البعض بداية استخدام شجرة الكريسماس إلى الراهب الألمانى مارتن لوثر، الذى رأى شجرة مغطاه بالثلوج والنجوم تتلألأ فى السماء، فقطع شجرة كبيرة وأدخلها إلى الكنيسة لتزين بالشموع والمصابيح فى عام 1605م، والبعض يُرجع استخدام شجرة الكريسماس لأول مرة للملكة فيكتوريا ملكة انجلترا والتى زينت شجرة كبيرة بثمار التفاح الأحمر والورود واشرطة من القماش فى عام 1840 للاحتفال بالكريسماس.
كما يقال إن الرومان هم أول من استخدموا شجرة “شرابة الراعى” كجزء من زينة عيد الميلاد، واعتبروا أوراقها الخضراء ذات الشوك رمزاً لإكليل المسيح، والثمار الحمراء رمزاً لدمه الذى أريق، واعتُبر اللونين الأخضر والأحمر من وقتها رمزاً للاحتفال بالكريسماس، الأخضر كدلالة على الحياة الأبدية، والأحمر كرمز للمسيح، فيما يذهب البعض لاختيار الشجرة كرمز لاحتفالات الكريسماس باعتبارها المكان الذى التجأت إليه السيدة مريم حين أتاها المخاض.
وعن تلك النجمة العملاقة اللامعة، التى عادة ما تُزين أشجار الكريسماس، فيعود أصلها لنجمة بيت لحم، التى استدل المجوس بها على موعد ولادة سيدنا المسيح، وبدأ استخدامها فى الاحتفالات فى القرن الخامس عشر الميلادى.
ويذهب بعض المؤرخين إلى أن الفرس نقلوا احتفالات عيد الميلاد عن عيد النيروز المصرى، واستبدلوا سعف النخيل الذى استخدم فى احتفالات عيد النيروز بشجرة الكريسماس، والتى أرجعوها أيضاً لأصل مصرى مستوحى من أسطورة إيزيس وأوزوريس.
المصدر : وكالات