قالت مصادر إن مدير منظمة حظر الأسلحة الكيميائية التي تشرف على عملية تدمير المخزون السوري من هذه الأسلحة يدرس إرسال بعثة تقصي حقائق للتحقيق في تقارير عن وقوع هجوم بغاز الكلور في سوريا.
وأصبحت سوريا عضوا في المنظمة العام الماضي في إطار اتفاق مع روسيا والولايات المتحدة يقضي بأن تدمر دمشق برنامجها للأسلحة الكيماوية.
وقالت المصادر إن أحمد أوزوموجو مدير المنظمة يملك سلطة فتح تحقيق في مزاعم استخدام أسلحة كيماوية في أي من الدول الأعضاء بما فيها سوريا دون الحاجة لطلب رسمي من الدول الأعضاء.
وقال أحد المصادر ” يدرس المدير العام لمنظمة حظر الأسلحة الكيميائية – بمبادرة منه – إرسال بعثة تقصي حقائق” .
وأضاف المصدر “لا تزال هناك عدة أسئلة بحاجة لأجوبة : الموافقة السورية.. تفويض البعثة.. مشاركة منظمات أخرى مثل منظمة الصحة العالمية” .
ورفض المتحدث باسم المنظمة مايكل لوهان الإدلاء بتعقيب.
وذكرت المصادر أن عددا من الحلفاء الأوروبيين المهمين لواشنطن يدعمون فتح تحقيق في أحدث المزاعم عن استخدام غاز الكلور.
وقال مسؤول بريطاني يوم الخميس “المؤشرات على استخدام غاز الكلور بين 11 و 13 أبريل في محافظة حماة تبعث تحديدا على القلق” .
وأضاف “نعتقد أن من الضروري فتح تحقيق في التقارير الأخيرة بشأن استخدام الأسلحة الكيماوية بما فيها غاز الكلور ونحن نعمل مع أطراف أخرى في المجتمع الدولي لتحديد كيفية عمل ذلك” .
وتعهدت سوريا بتسليم أو تدمير مخزونها الكامل بحلول نهاية الشهر الجاري. ولا يزال هناك نحو 14 في المئة من الأسلحة الكيماوية التي أعلنتها للمنظمة كما أنها لم تدمر كل منشآت الإنتاج والتخزين التي يزيد عددها على عشرة.
وسيتعين وضع ترتيبات لتوفير الأمن لتعاون سوريا ومنظمات دولية أخرى بسبب الحرب الأهلية التي خلفت نحو 130 ألف قتيل وأجبرت الملايين على النزوح عن ديارهم.
وحملت واشطن وحلفاؤها الغربيون قوات الرئيس بشار الأسد المسؤولية عن استخدام غاز السارين في هجوم نفذ في أغسطس الماضي وأدى لمقتل المئات على مشارف دمشق. ووجه الأسد أصابع الاتهام للمتمردين.
وخلص تحقيق قادته الأمم المتحدة إلى أن أسلحة كيماوية استخدمت على الأرجح في خمس هجمات خلال 2013 لكن التحقيق لم يوجه اللوم لطرف بعينه. وكشف التقرير أن غاز الأعصاب السارين ربما استخدم في أربع من هذه الهجمات.
ويعتقد أن غاز الكلور – الذي استخدم أول مرة كسلاح في الحرب العالمية الأولى – استخدم في هجمات في عدة مناطق في سوريا هذا الشهر.
وحملت الهجمات كلها نفس الخصائص الأمر الذي دفع محللين للاعتقاد بأنها جزء من حملة منسقة أسقطت فيها براميل الغاز السام من طائرات هليكوبتر.
نشر مقاتلو المعارضة صورا ومقاطع فيديو يزعمون أنها تظهر أن الهجمات الأحدث هي أيضا من صنع قوات تعمل تحت إمرة الأسد.
وقال مصدر آخر “المعاهدة تمنع استخدام الأسلحة الكيماوية في الحرب وإذا أغمضنا أعيننا عن أي مزاعم باستخدام (الأسلحة الكيماوية) فينبعي أن نسأل أنفسنا: ما الذي نصلح له؟” .
ووضعت سوريا ما تبقى من أسلحتها الكيماوية في 16 حاوية منها 13 في موقع قرب دمشق تقول الحكومة إن من المتعذر الوصول إليه بسبب القتال.
وتتولى المنظمة الإشراف على الإلتزام بمعاهدة الأسلحة الكيماوية والتي تلزم الأعضاء بإعلان كل مخزونهم الكيماوي للمنظمة التي فازت بجائزة نوبل للسلام العام الماضي.
وقال مسؤولون إن سوريا لم تعلن عن مخزونها من السارين أو الذخيرة التي استخدمت في هجوم العام الماضي أو غاز الكلور. وإذا كان لديها مثل هذه المخزونات فينبغي عليها أن تبلغ المنظمة.
وقالت المتحدثة باسم الخارجية الأمريكية جين ساكي يوم الاثنين إن واشنطن لديها مؤشرات بأن قوات الحكومة ربما تكون استخدمت غاز الكلور في سوريا وأن هناك حاجة لفتح تحقيق.
المصدر : رويترز