منظمات حقوقية دولية: عودة سكان قطاع غزة إلى منازلهم نقطة فارقة فى تاريخ القضية الفلسطينية

أكدت منظمات حقوقية دولية أن عودة سكان قطاع غزة إلى منازلهم تمثل نقطة فارقة فى تاريخ القضية الفلسطينية، مشددين على أن ضرورة دعم صمود الشعب الفلسطينى وتعزيز مقاومته وتمكين الشعب العربى الفلسطينى من التشبث بأرضه.
جاء ذلك خلال المؤتمر الدولى التي تستضيفه القاهرة اليوم لرفض جريمة التهجير القسرى ضد الفلسطينيين في قطاع غزة المحتل، الذي يتم تنظيمه بالشراكة مع كل من الشبكة العربية للمؤسسات الوطنية لحقوق الإنسان والهيئة المستقلة لحقوق الإنسان بدولة فلسطين، ومركز الميزان لحقوق الإنسان فى فلسطين، إلى جانب المنظمة المصرية لحقوق الإنسان، واتحاد المحامين العرب، والتضامن الإفريقى الآسيوى.
وقال سلطان بن حسن الجمَّالى، الأمين العام للشبكة العربية للمؤسسات الوطنية لحقوق الإنسان، إنه نظراً للتهديدات الخطيرة بالتهجير القسرى التي يتعرض لها الشعب العربى الفلسطينى، نعقد على وجه السرعة مع شركائنا هذا المؤتمر لمناقشة الاستبداد والطغيان الدولى العابر للحدود والذي يسعى لإحلال إرادته محل إرادة الشعوب في العالم، ومصادرة حقها في تقرير مصيرها وتغليب هواه على الشرعة الدولية لحقوق الإنسان، بانتهاكها متعمداً ومحاولاً كم أفواه مئات الملايين من الناس.
وأضاف:”لذلك نحن هنا اليوم لبحث أدوات مناهضة هذا الطغيان الذي يعمل على وأد الحقوق والحريات، رافضين إرهابنا ، مؤكدين استمرار جهودنا في الدفاع عن الشعب العربي الفلسطيني، ومؤازرته بوجه هذا الطغيان القاهر مؤكدين على وحدة المسار والمصير، معتبرين أن القضية الفلسطينية هي قضية العرب والمسلمين جميعاً وقضية كل شريف ومقاوم وثائر على وجه البسيطة”.
وتابع:”ولمواجهة هذا التجبر والطغيان؛ علينا دعم صمود الشعب الفلسطينى وتعزيز مقاومته وتمكين الشعب العربى الفلسطيني في كل فلسطين من التشبث بأرضه ومقاومته بكل الوسائل باعتباره شعباً يقع تحت الاحتلال ومن حقه الدفاع عن حريته واستقلاله، في وجه هذا المشروع الذي يستهدفهم ويستهدف الأمة العربية من المحيط للخليج وجوداً ومكانة وكرامة، فوأد القضية الفلسطينية هو إذلال ووأد للأمة العربية كلها”.
من جهته ،أكد علاء شلبى رئيس المنظمة العربية لحقوق الإنسان، أن عودة سكان قطاع غزة إلى منازلهم يمثل نقطة فارقة في تاريخ القضية الفلسطينية.
وأضاف أن الموقف المصرى والأردنى وكافة الدول العربية تميز بالصمود والقوة من أجل نصرة القضية الفلسطينية”، متمنيا بأن تخرج القمة العربية المرتقب عقدها، الأسبوع المقبل، في مصر بعدد من التوصيات التي تدعم القضية الفلسطينية.
وبدوره، قال فهمي فايد، الأمين العام للمجلس القومى لحقوق الإنسان، إن الوضع في قطاع غزة بجب التعامل معه باهتمام والنظر إليه بعين الحذر، مشيرا إلى أن التهجير القسري جريمة إنسانية تعاقب عليها القوانين الدولية، حيث تمارس إسرائيل جرائمها بحق الشعب الفلسطينى لتغيير التركيبة الديموجرافية للقطاع”.
وأوضح أن الشعب الفلسطينى لم يعد له أي مقوم من مقاومات الحياة”، لافتا إلى أن القوانين العالمية تنص على ضرورة عودة الشعوب إلى أرضها، كما أن الشعب الفلسطينى له الحق في العودة إلى أرضه وتعميرها”.
ولفت إلى تدمير المستشفيات والمدارس، منوها إلى ضرورة دفع الاحتلال الإسرائيلى تعويضات للشعب الفلسطينى بما يحقق السلام والاستقرار له.
من جهته،قال عصام يونس، رئيس مركز الميزان لحقوق الإنسان الفلسطينى إنه حال التأمل في المشهد الحالى للقضية الفلسطينية، فإنه يمثل الوضع الأكثر الخطورة منذ عام ١٩٤٨.
وتابع:”منذ اليوم الأول سعت دولة الاحتلال إلى تهجير الفلسطينيين، حيث إنه من أجل ذلك تم دفع الشعب الفلسطينى من الشمال إلى الجنوب في رفح”.
وأضاف:”وبدلا من نزوح الفلسطينيين إلى الجنوب نشاهد حاليآ عودتهم إلى الشمال، وهو ما يعد بمثابة لوحة وقصة العصر الحالى”،مؤكدا أن من يرتب للتهجير لا يعلم ما هي الأوطان، وما هو الانتماء، مشيدا بالموقف المصرى الذى أفشل محاولات التهجير.
ويهدف المؤتمر إلى حشد الجهود الدولية والإقليمية لمناهضة جرائم التهجير القسرى والانتهاكات الجسيمة التي يتعرض لها الشعب الفلسطينى، وذلك بمشاركة 80 شخصية بارزة من قادة المجتمع الحقوقى الدولى، بالإضافةً إلى عدد من البرلمانيين والإعلاميين وقادة الفكر والرأى من مختلف الدول.
ويركز المؤتمر على أربعة محاور رئيسية أولها تعزيز الاستجابة الإنسانية: بحث آليات الدعم الدولى لمواجهة الأوضاع الإنسانية المتدهورة في قطاع غزة، وثانيها جهود المساءلة والمحاسبة: مناقشة سبل ملاحقة المسؤولين عن الانتهاكات الجسيمة بحق الشعب الفلسطيني وفق القوانين الدولية.
والمحور الثالث إعادة الإعمار: وضع خطة متكاملة لدعم جهود إعادة بناء ما دمره الاحتلال في قطاع غزة، أما المحور الرابع هو حق الشعب الفلسطيني في تقرير مصيره: مناقشة سبل تفعيل القرارات الدولية الداعمة لحقوق الفلسطينيين في الاستقلال والحرية.
ويطمح المشاركون في المؤتمر إلى إعداد برنامج عمل شامل يُعرض على المنظمات الدولية المعنية بحقوق الإنسان، بهدف تكثيف الضغوط على المجتمع الدولي لضمان حماية المدنيين الفلسطينيين ووقف الانتهاكات.
كما يسعى المؤتمر إلى توحيد الجهود العربية والدولية لدعم حقوق الفلسطينيين وتعزيز آليات مساءلة الاحتلال الإسرائيلي على انتهاكاته المستمرة.
المصدر: أ ش أ