أكد المستشار عدلى منصور رئيس الجمهورية أن مصر الثورة التى انتفضت ضد الاستبداد السياسى والظلم الاجتماعى تفتح ذراعيها لشعوب أفريقيا وآسيا من أجل التعاون البناء للتغلب على التحديات الداخلية والخارجية لضمان غد مشرق وحرية كاملة، وعدالة غير منقوصة ، ومستوى معيشي لائق.
وقال منصور – فى كلمته التى ألقاها نيابة عنه الدكتور حلمى الحديدى رئيس منظمة تضامن الشعوب الأفريقية الآسيوية خلال افتتاح المؤتمر العام التأسيسي الأول لاتحاد الإعلاميين الأفريقى الآسيوى – أن مصر التى تنطلق بخطى ثابتة الأن نحو بناء دولتها العصرية الديمقراطية ترى أن التعاون بين شعوب أفريقيا وآسيا يمثل ضرورة مهمة ، وتسعى بدورها الريادى إلى تحقيق هذا التعاون مع أشقائها فى القارتين”.
وأضاف أنه يزداد فى تقدير مصر أهمية هذا التضامن بين الشعوب فى ظل الإرهاب الذى يهدد العالم، حيث تخوض مصر حربا شرسة ضد الإرهاب فى ظل سعى بعض القوى العالمية لفرض هيمنتها على البلاد والتدخل فى شئونها الداخلية، لافتا إلى أن الإعلام يلعب دورا مهما فى حياة الشعوب حيث يشكل اتجاهات الرأى العام, مؤكدا أنه يزداد اتساعا فى ظل ثورة تكنولوجية هائلة أضافت كثيرا لوسائل الإعلام المكتوبة والمسموعة والمرئية، فضلا عن الوسائل الإلكترونية التى كان لها تأثيرها الواضح فى الثورات الشعبية.
ورحب منصور بإعلامى أفريقيا وآسيا فى أرض الكنانة “مصر”، التى أتاح موقعها الجغرافي الفريد انتماء للقارتين، وكان لها دورها التاريخى المهم والمؤثر والريادى فى حركة تضامن شعوبهما، كما احتضنت عاصمتها القاهرة من أكثر من نصف قرن مضى مقر منظمة تضامن الشعوب الأفريقية والآسيوية، موضحا أنها منظمة غير حكومية ناضلت بعزم وثبات منذ تأسيسها ضد الاستعمار والإمبريالية والتمييز العنصري والحروب، وكافحت من أجل دعم حركات التحرر فى أفريقيا وآسيا وأمريكا اللاتينية، وأثمرت كفاحها حصول العديد من دولها على استقلالها الوطنى، وتوجت كفاحها بالنجاح العظيم الذى حققه شعب جنوب أفريقيا ضد التمييز العنصري.
وتابع “إن مصر ترى أن الإعلام له دوره الخاص والمهم فى تحقيق هذا التضامن، ولذلك فإننا نقدر ونثمن سعيكم لتأسيس أول اتحاد إعلامى مستقل للقارتين تحت رعاية منظمة تضامن شعوب أفريقيا وآسيا.. ونتمنى لكم النجاح فى سعيكم هذا حتى يولد اتحادكم قويا ونشطا وفعالا بما يسهم فى التعاون الذى تنشده شعوبنا لحماية مصالحها فى ظل عالم لا يحترم سوى الأقوياء”.
وأكد منصور أن هناك طريقا طويلا ونضالا شاقا حتي تحظى الشعوب فى أفريقيا وآسيا بإعلام قوى ومزدهر لا يخضع لأية تبعية ويرى مبادىء حرية التعبير وقيم التعاون، ويرى مصالحها ويصون أمنها القومى ويضمن تعاونا بين أجهزة الإعلام فى البلاد حتى تظفر الشعوب بكامل حريتها من كل أشكال وألوان التبعية السياسية والثقافية والطائفية والمذهبية.
وشدد على أن مصر حريصة على أن تقدم كافة أشكال العون والمساندة لتحقيق أهداف الإعلاميين الأفارقة والأسيويين العظيمة, معربا عن ترحيب القاهرة باحتضان مقر الاتحاد مثلما احتضنت مقر اتحاد كتاب أفريقيا وآسيا حتى تحقق الشعوب ما تطمح إليه فى غد مشرق تسوده الحرية والعدالة الاجتماعية والتنمية المزدهرة.
المصدر : أ ش أ