قال الرئيس عدلي منصور:” إن المباحثات التي أجراها مع رئيس حكومة ورئيس اليونان عكست تعاونا يعبر عن عمق العلاقة بين البلدين، وهو أمر ليس مستغربا، ويدلل على التاريخ الكبير من التعاون بين البلدين”.
وأضاف «منصور» في مؤتمر صحفي مع نظيره اليوناني في العاصمة أثينا: جئت معبرا عن مصر الجديدة التي خطت خطواتها الجادة نحو بناء دولة مدنية حديثة تعبر عن ثوابت شعوب المنطقة في الحياة الكريمة.
وأشار إلى أن الشعب المصري أقر الدستور الجديد الذي يجسد طموحات وآمال ثورة 30 يونيو، وتستعد مصر لاستكمال خارطة الطريق التي رسمتها الثورة، ومصر تتطلع إلى مستقبل زاخر دون انقطاع عن محيطها الإقليمي، فهي تعمل على تحقيق مصالحها ومد جسور التعاون للجميع، دون التفريط في حقوقها أو كرامتها.
وأكد منصور أن اختياره لليونان كأول دولة غير عربية يزورها بعد إقرار الدستور الجديد تقديرا لها ولموقفها الداعم لمصر بعد ثورة 30 يونيو وتعكس تتويجا للعديد من الاتصالات بين البلدين.
وأكد منصور أن النشاط بين البلدين يستند إلى أرضية صلبة؛ لأنها أكثر دولة تفهما للمرحلة التي تمر بها مصر وداعما لها.
وأوضح أن مباحثاته مع الرئيس اليوناني ورئيس حكومة اليونان تناولت العديد من مجالات التعاون المشترك بين البلدين، خاصة في المجال الاقتصادي، حيث اتفقوا على زيادة الاستثمارات اليونانية في مصر، والتي تبلغ قيمتها مليار دولار.
وأكد الرئيس منصور حل جميع المشكلات التي تواجه بعض المشروعات اليونانية في مصر، كما اتفقا على زيادة حجم التبادل التجاري من مليار دولار إلى أكثر من ذلك اعتمادا على العلاقة الوطيدة بين البلدين.
وجاء نص البيان الذي ألقاه الرئيس منصور في المؤتمر الصحفي المشترك مع نظيره اليوناني كالتالي:
قال الرئيس: يسعدني في البداية أن أتوجه بالشكر للرئيس “كارولوس بابولياس”، رئيس جمهورية اليونان الصديقة، على حفاوة الاستقبال في هذه الدولة العريقة ذات التاريخ المديد، كما يهمني أيضاً أن أعرب عن صادق مشاعر السعادة بمحادثاتنا الثنائية التي عكست روح الود والتفاهم بين البلدين، والتقارب الكبير بشأن العديد من الموضوعات الثنائية والإقليمية والدولية، وهو أمر ليس بمستغرب فهو يمثل تجسيداً واقعياً لأواصر الصداقة الممتدة بين الشعبين عبر تاريخهما الطويل.
وأضاف: لقد جئت إلى هنا معبراً عن مصر جديدة، خطت منذ أيام قليلة خطوتها الأولى على طريق تأسيس دولة مدنية حديثة تعبر عن إرادة شعوب المنطقة في الحياة الكريمة، لقد أقر الشعب المصري دستوره الجديد الذي يجسد طموحات وآمال ثورة الثلاثين من يونيو 2013، كما تستعد مصر لاستكمال خارطة الطريق التي رسمتها الثورة، لتكون مصر بذلك هي بحق دولة جديدة، تتطلع لمستقبل زاخر دونما انقطاع عن ماضيها، وتتحرك بخطوات واثقة في محيطها الإقليمي لتعمل على تحقيق مصالحها الوطنية دونما تفريط في هويتها، تمد جسور التعاون مع مختلف بلاد العالم لتحقق سياسة متزنة تفتح أمامها آفاقا أرحب تساهم في تلبية مطالب ثورة شعبها وآماله الكبيرة.
وأوضح: من هنا، فإن اختياري لجمهورية اليونان كأول دولة غير عربية أقوم بزيارة إليها، إنما يعكس اهتمامنا بتوطيد العلاقات بين بلدينا الصديقين، كما يعتبر تتويجاً للعديد من الاتصالات التي جرت بين بلدينا بعد ثورة الثلاثين من يونيو.
وأردف قائلا: أؤكد في هذا السياق أن هذا النشاط في العلاقات بين بلدينـا يستند إلى أرضية صلبة، لاسيما وأن اليونان كانت – ولازالت – من أكثر الدول تفهماً للظرف التاريخي الذي تمر به مصر، ومن أكثرها إدراكاً لمتطلبات المرحلة ولطبيعة التغيير في مجتمعنا، بعيداً عن الشعارات والقوالب الجامدة التي قد تناسب مجتمعاً ولا تتوافق مع غيره. ونحن في مصر نقدِّر ونثمِّن المواقف اليونانية التي قامت على مبدأ عدم التدخل في الشئون الداخلية للدول، والانصياع لإرادة الشعوب وتطلعها للتغيير.
وعن تفاصيل المباحثات قال: لقد تناولت مع الرئيس “بابولياس” ورئيس الوزراء “سماراس” الجوانب المختلفة للعلاقات الثنائية بين البلدين، وقد أعربنا عن شعورنا المتبادل بالارتياح لعمق هذه العلاقات وتنوعها، واتفقنا في الوقت نفسه على وجود مساحات أوسع وآفاق أرحب لدعمها، لاسيما وأننا نرتبط بالفعل بالعديد من الاتفاقيات والأطر التعاقدية التي تتيح لنا ذلك، ففي المجال الاقتصادي الذي كان محور اهتمامنا، استعرضنا سوياً حجم وهيكل التجارة بين البلدين، والذي يقترب من مليار دولار سنوياً، وأعربنا عن ثقتنا في إمكانية زيادة هذا الحجم مستقبلاً.
وأشار إلى أن حجم الإستثمارات اليونانية في مصر يقترب من مليار دولار أيضاً على الرغم من بعض المشكلات القانونية التي تواجه المستثمر اليوناني بين الحين والآخر، والتي أكدت حرصنا على حلها. وقد إتفقنا في هذا المجال على تكثيف الجهود والاتصالات بين الجانبين خلال الأشهر القادمة لعقد اللجنة المشتركة للتعاون الإقتصادي والفني في القاهرة في وقت لاحق من هذا العام.
واستطرد منصور: تزداد أهمية زيارتي هذه لليونان كونها تأتي متزامنة مع بدء تولي اليونان للرئاسة الدورية للاتحاد الأوروبي، الذي نتوقع منه، بل سنسعى معه، لاستكمال بنيان التعاون والتفاعل بما يحقق مصالحنا المشتركة، كما نعوِّل على رئاسة اليونان للاتحاد للدفع نحو تعميق العلاقات الإستراتيجية بين مصر والاتحاد الأوروبي وصولاً إلى حصول مصر على وضعية متقدمة في شراكتها مع الاتحاد، وهذا فضلاً عن الدور المهم الذي يمكن لليونان أن تلعبه فيما يتعلق بتفعيل التعاون في منطقة شرق المتوسط، وأيضاً في تنفيذ المشروعات المشتركة في إطار الاتحاد من أجل المتوسط في مختلف المجالات.
وأوضح منصور: أنه من المؤكد أن البعد الخارجي كان حاضرا بشدة في محادثاتنا، خاصةً في ضوء الأحداث والتطورات المتلاحقة في منطقتنا، حيث تناولنا الشأن السوري، وأكدنا ضرورة الابتعاد عن الحل العسكري، وفتح آفاق الحل السياسي؛ لإنجاح مؤتمر جنيف 2، وهو ما يضع مسئولية كبيرة على الجانبين للتوصل لانفراجة تلبي تطلعات الشعب السوري، وتحافظ على وحدته. وتطرقنا لمسار عملية السلام في الشرق الأوسط، حيث رحبنا بالجهود الأمريكية في هذا المجال، وأكدنا أهمية وضع الإطار العام للحل النهائي للصراع العربي-الإسرائيلي، وهو ما يتطلب التزام الجانبين بالمرجعيات الأساسية المتفق عليها، كما استعرضنا أيضاً أهم التطورات بشأن المبادرة المصرية لإخلاء منطقة الشرق الأوسط من جميع أسلحة الدمار الشامل، واتفقت رؤيتنا بأن هذه المبادرة تصب في دعم الأمن والاستقرار في المنطقة.
وقال الرئيس منصور: أكدنا سويا أهمية محاربة الإرهاب والتطرف، سواء على المستوى الوطني أو الإقليمي.
واختتم منصور قائلا: لا يسعني في النهاية إلا أن أكرر شكري للرئيس “كارولوس بابولياس” على حفاوة الاستقبال ودفء المشاعر التي لمستها هنا في أثينا، وأن أعبر عن ثقتي في رحابة العلاقات بين بلدينا وعزمنا على تنمية هذه العلاقات ودعمها لما فيه صالح الشعبين الصديقين.
المصدر : ( وكالات )