فيما أعلنت إدارة منتدى شباب العالم، عن انتهاء التسجيل للحضور والمشاركة في المنتدى في نسخته الرابعة المقرر انعقادها في مدينة شرم الشيخ في الفترة من 10 إلى 13 يناير الجاري، برعاية رئاسية، كشف حجم الإقبال على التسجيل للمشاركة رغبة شبابية جامحة للمشاركة في فعاليات المنتدى، عكستها الأرقام التي أعلنت عنها إدارة المنتدى والتي بلغت نحو نصف مليون شاب وشابة من نحو 196 دولة من مختلف دول العالم.
تلك الأرقام، كاشفة لأهمية المنتدى، وتحوله لمنصة دولية أصبحت على أثرها قٌبلة لمئات الآلاف من الشباب، بعد النجاح الكبير الذي حققته النسخ الثلاث، في الأعوام 2017، 2018، 2019، لتفصلنا أيام قلائل عن نسخة رابعة ينتظرها إبهار كبير تستطيع تحقيقه على غرار ما تحقق في السابق، بل وأفضل، ذلك من نتاج الخبرات المتراكمة في تنظيم تلك الفعاليات الدولية.
10 ملفات، ستكون محل نقاش واهتمام من قبل النسخة الرابعة لمنتدى شباب العالم، تلك الموضوعات التي تخرج من المحلية إلى العالمية، لتكون ملفات «حقوق الإنسان، الحماية الاجتماعية، تغير المناخ، تأثيرات مابعد فيروس كورونا، مستقبل الطاقة، البيئة، الدراسة عن بُعد، التحول الرقمي، التكنولوجيا والجيل الخامس، ريادة الأعمال»، هي الرئيسة في فعاليات المنتدى بجانب فعاليات أخرى، سيتم تنظيمها.
“شباب مصر هم أملها .. بحماسهم ومعرفتهم ، سيتم بناء مستقبل مصر .. وبإخلاصهم ستسود مصر”.. كلمات عبرت عن صدق توجه القيادة السياسية نحو تمكين الشباب، ومنحهم الفرصة الكاملة للتعبير عن آرائهم فيما يتعلق بالعديد من القضايا النقاشية.
وظهر ذلك جليًا في الكثير من المؤتمرات الوطنية الشبابية، التي أطلقها الرئيس عبدالفتاح السيسي، وكانت باكورة المنصات الحوارية، التي خرج من رحمها منتدى شباب العالم، الذي كان مجرد فكرة، تحولت إبان ذلك إلى منصة دولية، وملتقى للحضارات، وتلاقي الأفكار حول القضايا المحلية والدولية، وأضحى يشار له بالبنان ومحل اهتمام وثقة الكثير من المنظمات الأممية، لعل أبرزها هيئة الأمم المتحدة، التي صنفته رسميًا كمنصة دولية.
في نسخه الثلاث السابقات، ومن خلال الفعاليات الحوارية التي أقيمت على هامشه في كل نسخة على حدة، أثبتت مصر أنها قادرة على تنظيم الفعاليات الدولية، وبعثت برسائل عدة تصدرها منظومة أمنية محكمة وشباب قادر على تحمل المسئولية وتحقيق النجاح وقتما يدخل في أي اختبار، للدرجة التي دفعت مجلس حقوق الإنسان بالأمم المتحدة يشيد وثني على التجربة المصرية، لتمكين الشباب باعتباره إسهام مصري عالمي يفتح مجال الحوار بين الشباب حول العالم.
قبل أقل من 5 سنوات، كانت الفكرة، ليتحول تاريخ 25 أبريل 2017، إلى تأسيس لتلك الفكرة وتثبيت أركانها، بعدما عرض مجموعة من الشباب المصري، خلال المؤتمر الوطني للشباب بالإسماعيلية، مبادرتهم لإجراء حوار مع شباب العالم، فكانت الاستجابة الفورية من الرئيس عبد الفتاح السيسي، الذي وافق على الفور وأعلن دعمه لها، ودعوته لجميع الشباب من مُختلَف دول العالم، ليعبّروا عن آرائهم وعن رؤيتهم لمستقبل أوطانهم وللعالم أجمع.
وفي غضون أشهر قليلة، من بعد ذلك التاريخ انعقدت أول نسخة لمنتدى شباب العالم، في نوفمبر من العام نفسه 2017، ليتحول المنتدى إلى محفَل دولي ثري وشاب، للتعبير عن آراء الشباب، والخروج بتوصيات ومبادرات، في حضور نُخبة من زعماء وقادة العالم والشخصيات المؤثرة، وأضحت بعدها الفرصة متاحة أمام الشباب للتواصل مع صانعي القرار، والتواصل مع شباب واعدين من المنطقة ومن كل أنحاء العالم، عازمين على جعل عالمنا مكاناً أفضل للجميع.
أكثر من 3 آلاف شاب من 113 دولة، شاركهم فيها 222 متحدثاً من 64 دولة من أصحاب الخبرات في مختلَف المجالات، من خلال 46 جلسة وأكثر من 70 ساعة عمل، كانت البداية وبصمة النجاح للنسخة الأولى لمنتدى شباب العالم، لتترأس قضايا «الهجرة واللاجئين، الديمقراطية وحقوق الإنسان، واستقرار وتنمية إفريقيا، العولمة والهوية الثقافية، والتكنولوجيا ووسائل التواصل الاجتماعي وأثرها على السكان، وعمل محاكاة لمجلس الأمن الدولي» النقاشات، والتي أظهرت التوأمة التي أبرزها شباب مصر مع شباب العالم في محاولة لوضع حلول لقضايا المنطقة والعالم.
ليصبح بعدها منتدى شباب العالم، منصّة فعّالة جاءت لترسل رسالة سلام وازدهار ووئام، ويقدّمها إلى العالم أجمع، وفرصة لتتعرّف على مجموعة متنوّعة من الشباب الواعد من مختلَف الجنسيات حول العالم، شباب لديه الحلم والإرادة والتصميم على إحداث تغيير حقيقي في عالم اليوم والغد.
ومع الانتشار والنجاح، انعكس نجاح النسخة الأولى على النسخة الثانية في أثناء تنظيمها، ذلك بأن الإقبال أصبح كبيرًا، عدد ملفت من الشباب الراغبين من كل دول العالم للمشاركة في فعاليات نسخة 2018، التي عقدت بعد عام واحد من إجراء نظيرتها الأولى، في مدينة شرم الشيخ أيضًا، وحضر أكثر من 5 آلاف شاب، من مختلف الجنسيات والمجالات للمشاركة والتفاعل، قدم خلالها العديد من الفرص للشباب للمشاركة من خلال حلقات النقاش والموائد المستديرة وورش العمل، بل منح الشباب المجال لتطبيق الموضوعات التي تمت مناقشتها بطريقة تعليمية.
لتتوج النسخة الثالثة التي عقدت في ديسمبر 2019 هذا النجاح، والتي شهدت مناقشات ثرية حول الشباب والإبداع والتنمية، كما ركزت على عدد من القضايا الجديدة والملحة على الأجندة الدولية كالأمن الغذائى، وقضية المناخ، والثورة الصناعية الرابعة والذكاء الاصطناعى، فيما لم تخل أجندة المنتدى من بعض القضايا الحاضرة على لائحة اهتمامات المجتمع العالمى، خاصة المرأة ودورها فى المجتمع فى عصر التكنولوجيا الرقمية، وتحديات الإبداع والفن والسينما فى عصر الثورة الصناعية الرابعة.
مع تزايد تلك الجهود، أصبح العالم يتابع، عن كثب، ما تقوم به الدولة المصرية من خطوات كبيرة لتمكين الشباب سياسيًا واقتصاديًا، وهو الأمر الذي يعكس وجود إرادة سياسية حقيقية تدفع نحو إدماج الشباب بشكل كامل في صنع القرار السياسي، وهو ما يتجلى في كل أحاديث الرئيس السيسي، عن ضرورة الدفع بالشباب قدمًا لأنهم قادة المستقبل، ويعبر من خلالها عن كامل انحيازه لشباب بلاده بصفة خاصة، ولشباب العالم بصيغة العموم، ويقين راسخ بأن حماس الشباب ووعيه يصنع المعجزات ويبنى الحاضر ونعبر جميعا للمستقبل بخطى راسخة وواثقة على مبادئ الحضارة والإنسانية.
لم يقتصر الأمر على الاهتمام الداخلي، لكن إدارة المنتدى عملت على الترويج للفكرة عبر جولات دولية تعريفية بمنتدى شباب العالم، قامت خلالها بتنظيم عدد من الندوات في دول مختلفة، بهدف عرض رحلة المنتدى منذ نشأته وأهم المشروعات التي أطلقها مثل منصات منتدى شباب العالم، كما يتم تعريف الشباب من مختلف الجنسيات بطريقة التسجيل للمشاركة في فعاليات المنتدى، كما تم عقد ورشة عمل تهتم بآليات تطوير وتنمية المهارات وتعزيز التواصل بين الشباب من مختلف دول العالم وتمكينهم من المشاركة فى إحداث التغيير وصناعة مستقبل العالم.
وتستهدف هذه الجولات تطوير وتنمية مجتمع منتدى شباب العالم WYF Community من خلال جذب الشباب من مختلف الدول، لكى يصبحوا فيما بعد أعضاء فاعلين في جميع أنشطة وفعاليات المنتدى التي تعقد داخل وخارج مصر، كما تسعى إدارة المنتدى إلى أن تكون مشاركات الشباب به متاحة على مدار العام داخل وخارج مصر، حتى لا يكون مقتصرا فقط على الفعاليات الكبري السنوية.
لم يكن تحول منتدى شباب العالم لمنصة دولية من قبل الأمم المتحدة، مجرد قرار عادي أو افتراضي، لكنه قرار يعكس أهمية المنتدى ونتائجه وتوصياته، لكن أهمية القرار تكمن في أنه أضحى على الخريطة الدولية، وهو يؤكد أن توصياته أصبحت محل اهتمام دولي وأممي، كما يؤكد، ضمنيًا، نجاحًا وإشادة من المنظمة الأممية.
وجاء ترشيح “منتدى شباب العالم” من بين 7 كيانات شبابية دولية تم اختيارها من بين العالم، للمشاركة في ندوة افتراضية، عقدتها المفوضية السامية لحقوق الإنسان في جنيف حول الشباب وحقوق الإنسان، ليتوج تلك النجاحات ويبين الجهد المصري الذي بُذل في السبيل للوصول بتلك المنصة الحوارية إلى فعالية دولية ينتظرها ملايين الشباب من حول العالم، ويوثق نتائجها منظمات دولية، وتنال اهتمام صناع القرار في الكثير من دول العالم.
المصدر: وكالات