يتوافد قادة الدول الأعضاء في مجموعة العشرين على العاصمة الأرجنتينية بوينس آيرس لعقد قمتهم، التي تنطلق أعمالها الجمعة وتستمر يومين، والتي يبدو أنها لن تكون سهلة، حيث تخيّم عليها التوتّرات الجديدة بشأن أوكرانيا، وتزايد الانقسامات بسبب سياسة الرئيس الأميركي بشأن التجارة والتغير المناخي.
وسيناقش القادة قضايا اقتصادية منها التجارة الدولية ونمو الاقتصاد العالمي وتنظيم أسواق المال العالمية وتقوية النظام المالي العالمي وتعزير آليات الرقابة عليه.
وتأتي القمة بعد يوم من تصريح للرئيس الأميركي دونالد ترامب قال فيه إنه يقترب من إبرام اتفاق تجاري مع الصين، مضيفا أنه منفتح على إبرام اتفاق تجاري مع نظيره الصيني شي جين بينغ.
ومن المتوقع أن يناقش ترامب مع نظيره الصيني التجارة على هامش اجتماعات قمة مجموعة العشرين، حيث من المتوقع أن تهيمن التوترات التجارية العالمية على الأجندة.
بيد أن ترامب أرسل إشارات متباينة بشأن الاتفاق التجاري لدى توجهه إلى الأرجنتين، الخميس، حيث قال إن اتفاقا قد بات وشيكا، لكنه غير متأكد إن كان يريد مثل هذا الاتفاق.
وفي إطار القضايا الاقتصادية للقمة، من المقرر أن يناقش وزراء مالية فرنسا وألمانيا وبريطانيا الآلية التجارية “المحددة الغرض” بين الاتحاد الأوروبي وإيران لتقليص مخاطر العقوبات الأميركية إلى أقل مستوى ممكن.
لكن لا يعتقد الكثيرون الآن أنها ستشمل مبيعات النفط، مما يسلط الضوء على المخاوف المتعقلة بمصير الاتفاق النووي العالمي مع إيران.
ويقول دبلوماسيون إن المناورة الفرنسية الألمانية هي أسلوب من أساليب استراتيجية “الأمان في الكثرة العددية” – التي ترى أمانا أكبر في تولي أكثر من دولة لإدارة الآلية منه في تولي دولة واحدة لها – وذلك بهدف التغلب على رفض دول الاتحاد الأوروبي فرادى لاستضافة الآلية، تجنبا لاستهدافها بالعقوبات الأميركية التي أعيد فرضها على إيران.
وتحاول الدول الأوروبية إيجاد أساليب تحافظ فيها على علاقاتها التجارية مع إيران وتحمي شركاتها في الوقت ذاته من العقوبات الأميركية.
ومن أهم القضايا غير الاقتصادية التي ستركز عليها قمة العشرين في منتدياتها: التغير المناخي والهجرة واللجوء ومحاربة الإرهاب.
وكان ترامب رفض، الثلاثاء الماضي، نتائج تقرير حكومته بشأن “الضرر الخطير” الذي سيسببه تغير المناخ على اقتصاد بلاده.
وأعلن ترامب العام الماضي نيته الانسحاب من اتفاق باريس لمكافحة التغير المناخي الذي تم التوصل إليه في 2015، لتصيح الولايات المتحدة أول دولة تقدم على ذلك الفعل.
بينما لا يستطيع ترامب، الذي سبق وأن صرح بأن التغير المناخي “خدعة من عمل الصين” ثم تراجع عنه، الانسحاب إلا بعد الانتخابات الرئاسية في 2020 بسبب لوائح الأمم المتحدة.
ويخيم التصعيد الروسي ضد أوكرانيا في بحر آزوف على الأجواء في قمة العشرين، حيث نفذ الرئيس الأميركي تهديده بإلغاء اللقاء الذي كان مقررا مع نظيره الروسي فلاديمير بوتن بسبب اعتراض خفر السواحل الروس سفنا أوكرانية واحتجاز عدد من البحارة الأوكرانيين، الأحد الماضي.
وكان من المتوقع أن يركز الزعيمان على الاستقرار الاستراتيجي، خصوصا بعد أن أعلن ترامب أن الولايات المتحدة ستنسحب من معاهدة الأسلحة النوويّة المتوسّطة المدى، لكن ترامب كتب على تويتر، قائلا: “بما أن السفن والبحارة لم يعودوا إلى أوكرانيا من روسيا، قرّرت أنّه سيكون من الأفضل لكل الأطراف المعنية أن ألغي اجتماعي الذي كان مقرّرا سابقا في الأرجنتين مع الرئيس فلاديمير بوتن”.
وأضاف “أتطلّع لقمّة مفيدة مجددا، حين يحلّ هذا الوضع!”.
المصدر: وكالات