” أسوان عاصمة للشباب الإفريقى “، يعد ميلادا جديدا لتلك المحافظة العريقة والمعروفة بحضاراتها المختلفة ، وعودة لدورها الثقافى والحضارى والسياحى مرة أخرى ، خاصة وأن استضافتها للملتقى سيساهم فى إحداث ترويج سياحى للمحافظة ، باعتبارها من المقاصد السياحية العالمية ، نظرا لما تملكه من مقومات أثرية وسياحية فريدة ، إلى جانب الثروات الطبيعية وموقعها المتميز ، وسيوجه الملتقى أنظار الدول الإفريقية والعالم لساحرة الجنوب المصرى ، ويضعها فى بؤرة اهتماماتهم وعلى خرائطهم السياحية على مدى عام كامل ، فيما يؤكد اهتمام القيادة السياسية بالشباب الأفريقى الذى يشكل أكثر من ٤٠ فى المائة من تعداد سكان القارة السمراء.
دبلوماسية ناعمة وتوجه ثابت تنتهجهما مصر من خلال تنظيم واستضافة هذا الملتقى الذى سيستمر على مدى ٣ أيام ، وغيره من الأنشطة ، ففيه ستحمل السياسة قدرا من الثقافة والسياحة والأنشطة وتخص الشباب بحماستهم بأداء منفرد فيها ، حيث يعد أحد خطوات تطبيق أجندة إفريقيا 2063 التى سوف تركز عليها مصر أثناء فترة رئاستها للاتحاد.
الاهتمام بالشباب باعتباره ركيزة أساسية ، ونقطة إنطلاق نحو المستقبل، توجه رئاسى مصرى على المستوى الوطنى والعربى والإفريقى ، رؤية تتبناها مصر منذ تولى الرئيس السيسى الرئاسة ، وتعاظمت مع تولى مصر لرئاسة الإتحاد الإفريقي الذى جاء تتويجا لإهتمامها الواضح بقضايا القارة السمراء ، فقد حرص الرئيس على دمج الشباب المصرى بالأفريقى والعربى ، ودعم وعيهم الثقافى فى أكثر من مؤتمر للشباب، وكان آخرها النسخة الثانية لمنتدى شباب العالم الذى شارك فيه أكثر من ٥٠٠٠ شاب بينهم أعداد كبيرة من الشباب الأفارقة والعرب ، حيث أعلن الرئيس فى التوصيات الختامية للمنتدى أن محافظة أسوان هى عاصمة الشباب الأفريقى والعربى للعام الحالي.
والملتقى هو أحد فعاليات منصات “منتدى شباب العالم ” التى تدور فكرتها حول إتاحة الفرصة للشباب للحوار والتواصل مع كبار المسئولين لتطوير ودعم أفكارهم المختلفة فى جميع المجالات ، وتتناول أجندة عمله عقد جلسات حوارية وورش عمل وموائد مستديرة وجميعها تركز فى مناقشاتها على تبادل الخبرات ومناقشة كل ما يهم الشباب من تحديات وقضايا ، وسبل الإستفادة من قدراتهم الهائلة فى تنمية مجتمعاتهم المحلية.
وجاء اختيار موضوع “ريادة الاعمال ” كموضوع رئيسى لهذا الملتقى ، وهو ما يساهم فى رفع وعى الشباب تجاه إمكانية التغلب على بعض المشكلات التى تواجههم مثل البطالة وضعف دخلهم المعيشى ، حيث أن ريادة الأعمال هو مفتاح يتيح رؤية شاملة تسمح بالقضاء على الهجرة غير الشرعية والارهاب.
بالإضافة إلى موضوع “تمكين الشباب”، الذى تعطيه مصر أولوية خاصة وتضعه على أجندة الرئاسة المصرية للاتحاد ، مستندة فى ذلك على إمتلاكها تجربة ثرية فى هذا الصدد ، حيث عقدت أكثر من منتدى للشباب تكلل بالنجاح ، وحضره عدد كبير من الشباب الأفارقة والعرب ، وكذلك الإهتمام بالشباب كأحد البنود الرئيسية فى أجندة 2063 ، لتأهيلهم ليكونوا قادة المستقبل.
ومن منطلق تحملها مسئولية كبرى تجاه منطقتها العربية والإفريقية ، فإن ملتقى الشباب العربي والإفريقي يستهدف توثيق العلاقة بين الشباب العربى والأفريقى من خلال الإحتكاك والتواصل الذى سيحدثه الملتقى بين الشباب على مدى أيام إنعقاده ، وتبادل الأفكار والآراء بينهم حول مختلف القضايا التى تهمهم مما يعزز الترابط بين كتلتين جغرافيتين كلاهما يمثل امتدادا للجغرافيا المصرية.
وقد انتهت محافظة أسوان من كافة الاستعدادات اللازمة لإستضافة ” ملتقى الشباب العربى والأفريقي” ، وإخراجه بالمستوى الذى يليق بمكانة مصر وحضارتها ، وتضمنت تلك الإستعدادات التى بدأت فور إعلان الرئيس أسوان عاصمة للشباب الافريقى إقامة أول مدينة رياضية إفريقية متكاملة على أرض أسوان ، إستعدادات تتوج جهود الدولة التى بدأت قبل عامين بهدف تحويل أسوان لعاصمة الإقتصاد والثقافة الإفريقية باعتبارها البوابة الجنوبية إلى افريقيا ، حيث تم إنشاء ميناء ” أرقين ” فى العام الماضى لزيادة حركة التجارة مع دول حوض النيل وتنمية جنوب مصر ومنطقة توشكى.
المصدر : أ ش أ