اقتحم مسلحون محكمة في منطقة تسوق مزدحمة بوسط العاصمة الباكستانية يوم الإثنين ما أسفر عن مقتل 11 شخصا على الاقل في هجوم انتحاري وبالأسلحة سيقوض على الارجح أي احتمال لإجراء مفاوضات سلام يعتد بها مع مقاتلي حركة طالبان.
وسرعان ما نأت حركة طالبان الباكستانية بنفسها عن الهجوم وكذلك عن انفجار منفصل على الحدود مع أفغانستان أسفر عن مقتل جنديين. وكانت الحركة أعلنت وقف إطلاق النار لمدة شهر لمواصلة محادثات السلام مع الحكومة.
وسمع دوي انفجار في وسط إسلام أباد بعد التاسعة صباحا بالتوقيت المحلي تلاه إطلاق نار. وقالت الشرطة إن 30 شخصا على الأقل اصيبوا. وكان قاض من بين القتلى.
وقال فيصل علي وهو رجل اعمال شاهد الهجوم “كان هناك انفجار اعقبه إطلاق نار كثيف. أمطر مسلحون الجميع بوابل من الرصاص.”
وعلى الرغم من أن حركة طالبان أعلنت استعدادها لإجراء محادثات السلام استمرت هجمات شبه يومية في مختلف أنحاء باكستان في الأسابيع الماضية ويظهر ذلك أن قيادة طالبان المركزية لا تسيطر سيطرة كاملة على عملياتها.
وقال متحدث باسم طالبان “أعلنا بالفعل وقف إطلاق النار لمدة شهر ونحفظ وعدنا.”
ومثل هذه الهجمات نادرة في إسلام أباد مقر الحكومة الباكستانية.
وقتل القاضي رفقات آوان في الحال. وكان آوان قد رفض طلبا العام الماضي لرفع دعوى تتهم الرئيس الأسبق برويز مشرف بالقتل لدوره في اصدار الأوامر باقتحام مسجد في إسلام أباد في 2007.
ويحمل كثير من الإسلاميين المتشددين ضغينة لمشرف بسبب اقتحام المسجد الذي قتل فيه أكثر من 100 شخص ومن المرجح أن يكون أي مسؤول يرون انه يعرقل نضالهم من أجل اقامة العدل على قائمة اغتيالاتهم.
وقالت الشرطة إنه خلال هجوم يوم الإثنين فجر انتحاريان نفسيهما خارج قاعة المحكمة بعد بدء الجلسة مباشرة.
وقتل مهاجمان آخران في معركة بالأسلحة مع الشرطة. وقالت الشرطة إن مسلحين أطلقوا النار على أهداف عشوائية في المنطقة بعد الانفجار الأول عند المحكمة.
وبعد ذلك بوقت قصير أغلقت الشرطة منافذ الدخول والخروج إلى المنطقة وهي عبارة عن شوارع ضيقة متربة تضم محلات تجارية ومكاتب من غرفة واحدة.
وطرقت قوات الكوماندوس الأبواب وعكفت على تأمين الشوارع وتمشيط المنطقة بحثا عن مسلحين آخرين.
وعند مبنى المحكمة تناثرت قطع الزجاج والأشلاء البشرية المتفحمة في موقع الانفجار في منطقة سوق اف8 وهرع السكان ورجال الشرطة إلى مكان الحادث الملطخ بالدماء.
وشوهدت ساق مقطوعة فوق الأنقاض وانتشرت برك الدماء والأشلاء على أرضية عدة مكاتب.
وقال محمد يوسف رئيس مركز للشرطة لرويترز “هناك شرطي بين القتلى.”
وأضاف “لدينا أيضا تقارير غير مؤكدة أن اثنين من المحامين قتلا.”
كانت حركة طالبان وهي جماعة متشرذمة تضم عشرات المجموعات الأصغر أعلنت يوم السبت وقف إطلاق النار لمدة شهر واحد في محاولة لإحياء محادثات السلام ودعت جميع الجماعات إلى مراعاة ذلك.
وانهارت المحادثات الشهر الماضي بعد سلسلة هجمات لمسلحين وهجمات مضادة للجيش.
ويقول مراقبون إن التوصل إلى اتفاق مع القيادة المركزية لن يوقف العنف لأن العديد من الجماعات المتشددة تعمل بشكل مستقل عن القيادة المركزية لطالبان.
وتقاتل طالبان الباكستانية لاسقاط الدولة الباكستانية وتتحالف مع حركة طالبان الأفغانية لكنها منفصلة عنها. وتقاتل طالبان الأفغانية من أجل طرد القوات الأجنبية من أفغانستان ولا تقاتل قوات الأمن الباكستانية.
المصدر: رويترز