أطلقت قوات الرئيس السوري بشار الأسد وابلا من الصواريخ وقذائف المدفعية على بلدة جبلية محاصرة قرب لبنان يوم الاثنين في محاولة لاستعادة المنطقة الاستراتيجية في أعقاب التقدم الذي احرزته ضد مقاتلي المعارضة في دمشق وشمال سوريا.
وفي انتكاسة لمقاتلي المعارضة توفي عبد القادر صالح القيادي البارز بالمعارضة السورية المسلحة خلال الليل في مستشفى في تركيا متأثرا بإصابات لحقت به في غارة جوية على حلب. وكان صالح – قائد لواء التوحيد الإسلامي المدعوم من قطر- يعمل قبل وفاته على إعادة تنظيم مقاتليه في حلب.
وقال لاجئون ونشطاء بالمعارضة إن بلدة قارة التي تبعد 80 كيلومترا شمالي دمشق في جبال القلمون تعرضت لقصف عنيف في الوقت الذي اختبأ فيه مقاتلو المعارضة وسط الجبال الصخرية. وكان مقاتلو المعارضة يستخدمون المنطقة الواقعة قرب الطريق السريع الذي يربط العاصمة بمدينة حلب اكبر المدن السورية للعبور من لبنان.
وقال المجلس الدنمركي للاجئين والذي يعمل على الحدود اللبنانية ان هناك تقديرات أولية تشير إلى ان ما بين 10 الاف و12 الف سوري فروا من القصف منذ يوم الجمعة. واصطف المئات منهم للحصول على مأوى في بلدة عرسال اللبنانية الحدودية وسط امطار الشتاء. ومن شأن بسط السيطرة على المنطقة ان يساعد في ربط دمشق بالمنطقة الساحلية الواقعة على البحر المتوسط وهو طريق مهم لإخراج الأسلحة الكيماوية من سوريا بموجب اتفاق اكتوبر تشرين الأول الذي جنب سوريا التعرض لهجوم عسكري أمريكي.
ويصف دبلوماسيون الطريق بأنه الطريق المفضل لخروج الأسلحة الكيماوية التي يمثل تفكيكها تحديا لم يسبق له مثيل في خضم حرب أهلية شاملة.
وتتخذ قوات الأسد وضعا هجوميا هذا العام بعد الانتكاسات التي تعرضت لها في وقت سابق في الصراع الذي بدأ عام 2011 وحصد أرواح أكثر من 100 ألف شخص. وأحرزت قوات الأسد المزيد من الانتصارات وتحسن موقفه الدبلوماسي بشكل ملحوظ خلال الاسابيع التي أعقبت الاتفاق الأمريكي الروسي لإزالة أسلحة سوريا الكيماوية.
وكانت الدول الغربية تتوقع قبل عام واحد فقط أن تتم الاطاحة بالأسد سريعا. لكن الغرب بدد آمال المعارضة المسلحة في الحصول على دعم عسكري على غرار غارات حلف شمال الأطلسي الجوية التي ساعدت في إسقاط نظام معمر القذافي في ليبيا عام 2011.
ومنذ ذلك الحين استعادت قوات الأسد مدعومة بمقاتلين من العراق وجماعة حزب الله اللبنانية مناطق مهمة من المعارضة المسلحة على اطراف دمشق وفي حلب.
وتراجع ايضا دعم الدول الغربية للمعارضة المسلحة في الوقت الذي برز فيه متشددون إسلاميون الكثير بينهم من الجهاديين الاجانب مما غير الحسابات الدبلوماسية قبل انعقاد مؤتمر دولي للسلام بشأن سوريا.
المصدر:رويترز