قال شهود ومسؤولون بالشرطة الأفغانية إن مسلحين من طالبان قتلوا تسعة أشخاص بينهم أربعة أجانب في هجوم على فندق فاخر يستخدمه عاملون بالأمم المتحدة في كابول قبل أن يتم قتلهم بالرصاص في تبادل لإطلاق النار مع قوات الأمن.
والهجوم على فندق سيرينا الذي تحيط به تحصينات كثيفة هو أحدث حلقة في سلسلة من الهجمات الجريئة التي يشنها مسلحون يسعون إلى إفساد انتخابات الرئاسة التي ستجرى في الخامس من أبريل والتي تمثل المرة الأولى في تاريخ أفغانستان التي تسلم فيها حكومة منتخبة السلطة لحكومة أخرى.
وقال صديق صديقي المتحدث باسم وزارة الداخلية إن أربعة مقاتلين من طالبان تسللوا إلى الفندق – مساء الخميس – واختبأوا ثلاث ساعات قبل أن يقتحموا المطعم ويفتحوا النار على الأشخاص الذين كانوا بداخله.
وبعد ذلك خاضوا معركة مع القوات الخاصة الأفغانية استمرت أكثر من ساعة داخل الفندق قبل التغلب عليهم فيما اختبأ نزلاء الفندق المذعورون داخل الغرف أو هربوا إلى المخابيء.
وأثناء الهجوم زحف النزلاء إلى حمامات الغرف وأطفأوا الأنوار وهم يستمعون إلى صوت إطلاق النار وأشخاص يركضون في دهاليز الفندق.
وقال مسؤول رفيع بالأمم المتحدة في رسالة نصية بعث بها من غرفته حيث اختبأ وأطفأ الأنوار “لم أسمع على الإطلاق صوت انفجار أو أي شىء من هذا القبيل. سمعت فقط صوت أسلحة نارية وربما قذائف صاروخية” .
وامتلأت إحدى الغرف الآمنة بالفندق التي كانت مكتظة بالنزلاء وأعضاء البرلمان الأفغاني بالدخان من جراء حريق شب في المطبخ. وقال شاهد “كان من الصعب التنفس. بدأ الناس وضع كمامات مبللة على وجوههم” .
وقالت وكالة الأنباء الفرنسية إن المراسل الأفغاني ساردار أحمد وزوجته وطفليه قتلوا في الهجوم.
وقالت وزارة الداخلية إن الرعايا الأجانب الذين قتلوا من كندا والهند ونيوزيلندا وباكستان. والضحايا هم أربع نساء وثلاثة رجال وطفلان.
وقال مسؤول بالأمم المتحدة مشترطا عدم نشر اسمه لأنه غير مصرح له بالتحدث إلى وسائل الإعلام إن جميع العاملين بالأمم المتحدة أماكنهم معروفة.
ووقت الهجوم كان 18 من العاملين بالأمم المتحدة داخل الفندق حيث يقيم كثير منهم ويتردد عليه سياسيون بارزون ومسؤولون أجانب زائرون.
وتحقق الشرطة في الكيفية التي دخل بها المسلحون إلى فندق سيرينا. ويوجد في الفندق عشرات الحراس المسلحين الذين يحمون محيطه وأي شخص يدخل يخضع لفحص بأجهزة رصد المعادن ويتم تفتيشه بحثا عن أسلحة.
وقال صديقي وهو يعرض على الصحفيين صورا لمسدسات في حجم علبة السجائر وأكوام من الذخيرة “الشيء الأول الذي خلصنا إليه هو أنه للأسف كان هذا فشلا من جانب الأمن والإجراءات التي كانت مطبقة” .
وأعلن المتحدث باسم طالبان ذبيح الله مجاهد المسؤولية عن الهجوم وقال إنه استهدف النزلاء الأفغان والأجانب الذين يحتفلون بليلة السنة الأفغانية الجديدة يوم الجمعة.
وقال المتحدث باسم طالبان في رسالة نصية “مهاجمون انتحاريون دخلوا فندق سيرينا وتدور معركة شرسة الآن ومن الأعداء بخسائر فادحة” .
المصدر : رويترز