حرك خطاب الرئيس الأميركي جو بايدن بشأن مقترح إنهاء الحرب في غزة، المياه الراكدة بشأن مفاوضات الهدنة المتعثرة منذ عدّة أشهر، خاصة في ظل تجاوب الحكومة الإسرائيلية وحركة حماس، واستعداد الوسطاء للمضي قدمًا في العمل عليه تمهيدًا للحصول على موافقة طرفي الحرب لتنفيذ بنوده.
بيد أن المقترح ذاته جاء بمثابة “اختبار جاد” لكيفية تعامل رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، في خضم الأزمات الداخلية والخارجية التي تحيط به.
ويعتقد محللون إسرائيليون ومراقبون أن بايدن وضع نتنياهو أمام “الحيرة الأكبر” في حياته السياسية، إذ بات أمام خيارين إما تفضيل الائتلاف المتشدد بالمضي قدمًا في العمليات العسكرية والتسبب في تعثر المفاوضات للاستمرار في الحكم، أو الاستجابة للمقترح الحالي وتخفيف الضغوط الداخلية والخارجية.
عرض بايدن مقترحاً للهدنة في غزة من ثلاث مراحل، يستهدف بالأساس وقف إطلاق النار بين إسرائيل وحماس، والإفراج عن الرهائن الإسرائيليين والسجناء الفلسطينيين وإعادة إعمار غزة.
رحب المجتمع الدولي بالمقترح الذي جرى إعلانه، حيث شجع الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو جوتيريش “جميع الأطراف على اغتنام فرصة وقف إطلاق النار”، في حين دعا الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون إلى “سلام دائم” في المنطقة.
أكد نتنياهو، أن شروط إنهاء الحرب في غزة “لم تتغير”، إذ قال بيان صادر عن مكتبه إنه “بموجب الاقتراح، ستواصل إسرائيل الإصرار على تحقيق هذه الشروط قبل وضع وقف إطلاق نار دائم، ففكرة موافقة إسرائيل على وقف إطلاق نار دائم قبل استيفاء هذه الشروط غير واردة على الإطلاق”.
يمارس الداخل الإسرائيلي ضغطًا على نتنياهو لدفعه لقبول المقترح، إذ حثت عائلات الرهائن جميع الأطراف إلى القبول الفوري بالاقتراح، موجهة حديثها لرئيس الوزراء الإسرائيلي قائلة: “الوقت ينفد وربما هذه الفرصة الأخيرة لإنقاذ أرواح ذوينا”.
دعا قادة المعارضة إلى قبول المقترح، حيث عرض زعيم المعارضة يائير لابيد، دعم نتنياهو إذا تعنت شركاؤه في الحكومة من اليمين المتطرف، مضيفًا: “هناك اتفاق على الطاولة ويتعين إبرامه”، كما دعا الوزير في مجلس الحرب بيني جانتس إلى انعقاد جلسة للمجلس الحربي مع الطاقم المفاوض من أجل اتخاذ قرار في الخطوات القادمة.
صحيفة “هآرتس” نقلت عن مسؤول أميركي قوله إن نتنياهو قد يضع العراقيل أمام الصفقة التي اقترحها بايدن، لكن رد فعله الأولي كان مشجعا، موضحة أن واشنطن متخوفة من رد فعل وزيري المالية بتسلئيل سموتريتش والأمن القومي إيتمار بن غفير بشأن الصفقة، ومن إمكانية تأثيرهما على نتنياهو.
المصدر : وكالات