رفض ائتلاف قوي يضم فصائل من المعارضة الإسلامية السورية المسلحة اليوم الأحد محادثات السلام المقرر اجراؤها في سويسرا يوم الاربعاء وهو ما يعني انه حتى في حالة ما اذا توصلت المحادثات لانفراجة غير محتملة في الصراع الدائر منذ ثلاثة أعوام فإنه سيكون من الصعب تنفيذ ذلك على الأرض.
ووافق الائتلاف الوطني السوري وهو جماعة المعارضة السياسية الرئيسية في المنفى أمس السبت على حضور المحادثات مما يمهد الطريق أمام انعقاد أول اجتماع بين حكومة الرئيس بشار الأسد وخصومها.
لكن الجبهة الإسلامية وهي ائتلاف من عدة قوى اسلامية مقاتلة تمثل قسما كبيرا من مقاتلي المعارضة على الأرض أعلنت يوم الأحد رفضها للمحادثات.
وقال أبو عمر العضو الباز في الجبهة الإسلامية إن “مستقبل سوريا سيتشكل (هنا) على ارض البطولة وسيوقع بالدماء على جبهات القتال وليس في مؤتمرات جوفاء يحضرها من لا يمثلون حتى أنفسهم”.
وقتل نحو 130 ألف شخص وشرد ربع السوريين عن منازلهم في الصراع الذي بدأ باحتجاجات سلمية ضد حكم عائلة الأسد المستمر منذ 40 عاما ثم تحول إلى صراع طائفي . وتقوم دول عربية سنية بتسليح وتمويل المعارضة السورية في حين يحظى نظام الأسد بدعم إيران الشيعية.
وفيما بدا انها خطوة تصالحية رمزية ذكرت وسائل الاعلام السورية الرسمية ان الحكومة سمحت بوصول بعض المساعدات إلى ضاحية محاصرة في دمشق يومي السبت والأحد.
ولم تشمل شحنة يوم السبت سوى 200 عبوة طعام لسكان مخيم اليرموك من اللاجئين الفلسطينيين والذي شهد وفاة 15 شخصا بسبب سوء التغذية حتى الان بسبب الحصار المستمر منذ سبعة اشهر. وقال كريس جانيس المتحدث باسم وكالة غوث وتشغيل اللاجئين التابعة للامم المتحدة ان هذه المساعدات ضئيلة مقارنة باحتياجات نحو 18 ألف شخص محاصرين في المخيم.. موضحا إنها ستطعم 333 شخصا لمدة شهر.
ولم يتضح على الفور كمية المساعدات التي دخلت المخيم يوم الأحد.
وحثت موسكو وواشنطن جانبي الصراع في سوريا على تقديم تنازلات بما في ذلك وقف اطلاق النار وتسهيل وصول المساعدات للمحتاجين وتبادل السجناء لبناء الثقة قبل انعقاد مؤتمر السلام.
ونقلت وكالة ايتار تاس الروسية للانباء عن نائب وزير الخارجية الروسي ميخائيل بوجدانوف قوله إن ائتلاف المعارضة اتخذ “قرارا صحيحا” بالموافقة على حضور المحادثات.
وقال “كنا نقول طوال الوقت ان من الضروري الذهاب للمؤتمر والدخول في حوار مع الحكومة.”
وقال وزير الخارجية السوري وليد المعلم خلال زيارة لموسكو هذا الشهر انه قدم للمسؤولين الروس خطة للتوصل إلى تهدئة في حلب اكبر المدن السورية وابدى استعداد الحكومة لتبادل قوائم باسماء السجناء للافراج عنهم.
لكن لا توجد دلالة تذكر على تراجع حدة العنف أو إمكانية تحقيق اي جانب لنصر حاسم في ساحة المعركة.
وقال نشطاء من العاصمة دمشق إلى حلب ومحافظة دير الزور الشرقية على الحدود مع العراق إن القوات الجوية السورية تستخدم مقاتلات وطائرات هليكوبتر لقصف المناطق الخاضعة لسيطرة مقاتلي المعارضة.
وقال مقاتلون بالمعارضة من سلسلة جبال القلمون قرب الحدود مع لبنان إن اكثر من 60 من مقاتلي المعارضة قتلوا في كمين نصبته لهم القوات الموالية للأسد يوم الأحد.
وقال المرصد السوري لحقوق الانسان وهو جماعة مراقبة مناهضة للأسد إن طائرات الهليكوبتر فوق حلب تستخدم البراميل المتفجرة التي يمكن ان تدمر ابنية سكنية بالكامل. وأضاف ان 194 شخصا قتلوا السبت. واصبح سقوط مثل هذا العدد الكبير من القتلى امرا عاديا تقريبا مع تزايد حدة القتال في العام الاخير.
وبعد عامين من اعتقاد الدول الغربية ان ايام الأسد باتت معدودة واستيلاء مقاتلي المعارضة على قطاعات بأكملها من البلاد مالت كفة الحرب خلال العام الاخير لصالح الرئيس السوري.
وخاضت المعارضة قتالا فيما بينها وانقلبت جماعات منها على الفصيل الإسلامي القوي المرتبط بالقاعدة. واستعادت قوات الأسد مناطق من مقاتلي المعارضة وأدى تصاعد نفوذ الإسلاميين بين المعارضة إلى إحجام الغرب عن مساعدتهم.
وأنهى قرار واشنطن في اللحظة الاخيرة في سبتمبر بالتخلي عن خطط بشن هجمات لمعاقبة الأسد على استخدام أسلحة كيماوية تكهنات استمرت لاكثر من عامين بأن الغرب قد يشارك في الحرب ضد الأسد مثلما فعل عام 2011 ضد الزعيم الليبي معمر القذافي.
وذكرت وكالة انترفاكس الروسية للانباء يوم الأحد ان الأسد ابلغ برلمانيين روس بانه لن يتخلى عن السلطة. ونفت وسائل الاعلام الرسمية السورية هذه لانباء ووصفتها بانها “غير دقيقة”.
ولم يتضح على الفور سبب اعتراض دمشق على تقرير الوكالة الروسية الذي يوضح إصرار الأسد على موقفه المتحدي. وقالت وسائل الاعلام الرسمية في وقت لاحق يوم الأحد إن الأسد اجتمع مع زعماء دينيين وبرلمانيين روس ودعا إلى جهد دولي لمحاربة “الارهابيين” وهو المصطلح الذي تستخدمه دمشق لوصف جماعات المعارضة المسلحة.
المصدر: رويترز