أكد المفوض السامي للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين فيليبو جراندي، أن المفوضية تقف على أهبة الاستعداد لدعم السوريين أينما كانوا، مضيفا أن سوريا تقف الآن عند مفترق طرق – بين السلام والحرب، وبين الاستقرار والفوضى، وبين إعادة الإعمار أو المزيد من الخراب.
وقال جراندي – في بيان اليوم الثلاثاء – إنه بعد 14 عاماً من الصراع، تجلب التطورات الأخيرة معها الأمل في انتهاء معاناة الشعب السوري أخيراً، وفي أن أزمة النزوح القسري الأكبر في العالم يمكنها التحرك باتجاه حلول عادلة.
وأضاف “هناك فرصة عظيمة أمام سوريا للتحرك نحو السلام وأمام شعبها للبدء في العودة إلى ديارهم، ولكن في ظل استمرار الوضع غير المؤكد، يواصل ملايين اللاجئين بعناية تقييم مدى الأمان للقيام بذلك، وفيما يتحمس البعض للعودة، يتردد البعض الآخر”.
وتابع جراندي:”المفوضية تنصح بالاستمرار في التركيز على قضية العودة، وسوف يكون الصبر واليقظة ضروريين، على أمل أن تنحى التطورات الجارية على الأرض منحى إيجابياً، مما يتيح العودة الطوعية والآمنة والمستدامة أخيراً – مع تمكن اللاجئين من اتخاذ قرارات مستنيرة”.
وشدد على إن إيلاء الأطراف في سوريا الأولوية للقانون والنظام من شأنه أن يلعب دوراً رئيسياً في تلك القرارات، كما أن عملية الانتقال التي تحترم حقوق وحياة وتطلعات جميع السوريين – بغض النظر عن العرق أو الدين أو المعتقدات السياسية – أمر بالغ الأهمية حتى يشعر السكان بالأمان، مبينا أنه مع مرور الوقت، سنراقب التطورات، وننخرط مع مجتمعات اللاجئين، وندعم الدول في مجال العودة الطوعية والمنظمة.
وأشار المفوض الأممي إلى أن الاحتياجات داخل سوريا لا تزال هائلة، حيث أنه في ظل البنية التحتية المتهالكة واعتماد أكثر من 90% من السكان على المساعدات الإنسانية، فإن هناك حاجة إلى تأمين مساعدات عاجلة مع اقتراب فصل الشتاء – بما في ذلك المأوى والغذاء والمياه والدفء، مؤكدا الالتزام بتقديم المساعدات ودعوة جميع الأطراف إلى تسهيل تقديمها.
ودعا المفوض الأممي، المانحين إلى ضمان حصول المفوضية وشركائها على الموارد اللازمة للاستجابة السريعة والفعالة، بما في ذلك في البلدان المجاورة التي لا تزال تستضيف ملايين اللاجئين، حيث تحتاج هذه البلدان إلى الدعم الدولي للحفاظ على تضامنها وكرمها الاستثنائي، ويجب توفير الموارد على نحوٍ مرن قدر الإمكان، وذلك للسماح بتقديم المساعدات التي تمس الحاجة إليها.
وتابع جراندي: “نحث جميع الأطراف على التحرك الآن لضمان أن تصبح هذه الأوقات نقطة تحول نحو الأمل والتعافي والسلام الدائم والاستقرار للشعب السوري”.
المصدر: أ ش أ