مفتي الجمهورية: نأمل في التوصل لاعتماد منهجية موحدة لمعالجة إشكاليات قضايا الفلك الشرعي
أكد الدكتور شوقي علام مفتي الجمهورية، رئيس الأمانة العامة لدُور وهيئات الإفتاء في العالم- أهمية تكامل منظومة العلوم الكونية والشرعية في الخطاب الديني والعناية بالتوفيق بين الكونيات والشرعيات لافتا إلى أن الشرعُ الشريفُ علق بهذه الظواهر أحكامًا شرعيةً عدة؛ فالصيام والصلاة والحج والزكاة… كل ذلك وغيره من العبادات لها تعلُّق من جهةٍ ما بالظواهر الفلكية، وكان ولا بد من عناية الحضارة العربية، كسابقتها من الحضارات، بعلوم الفلك؛ فعمل العرب في بداية عصور الترجمة على نقل ما سبقهم من مؤلفاتٍ في الفلك إلى العربية، والبحث فيها وتنقيحها، وكانوا جسرًا لنقل هذه العلوم إلى مَن بعدهم.
جاء ذلك خلال كلمة ألقاها مفتي الجمهورية،في افتتاح المؤتمر العربي السابع في الفلك والجيوفيزياء مضيفًا: أنه لا يخفى على أحدٍ حجم الفوائد التي تعود على الجميع نتيجة هذا التعاون البنَّاء بتعظيم دَور المعهد القومي للبحوث الفلكية والجيوفيزيقية عربيًّا وإسلاميًّا، ولعل ذلك يكون نواةً للوصول إلى اعتماد منهجيةٍ موحدةٍ لمعالجة إشكاليات قضايا الفلك الشرعي كتحديد بدايات الشهور القمرية ونحو ذلك؛ بما من شأنه أن يُظهر احترام المسلمين للحقائق العلمية، ويظهرهم أمةً واحدةً أمام شعوب العالم .
وقال مفتي الجمهورية إنَّ بحث الظواهر الفلكية والتأمل فيها كان -ولا زال – محل اهتمام للإنسان منذ الصغر؛ ولعل ذلك علةَ كون علوم الفلك من أقدم العلوم في الحضارة الإنسانية، وذلك لتأثر حياة الناس بها في سائر مناحيها؛ لانضباط هذه الظواهر وظهورها لكل أحدٍ .
ولفت مفتي الجمهورية النظرَ إلى التطور المؤسسي للتعامل مع الفلك بأن علم الفلك ظل من أهم العلوم التي تُدرَّس في معاهد العلم في أمتنا العربية، حتى تم إنشاء المؤسسات المتخصصة في العصر الحديث؛ ومنها هذا المعهد العريق الذي يُعدُّ من أقدم المعاهد البحثية في مصر والوطن العربي وأكبر بيت خبرة في علوم الفلك إقليميًّا .
وقال مفتي الجمهورية: إنه لا يسعني إلا أن أُشيد بهذا المعهد الذي وضعَ رؤيةً واضحةً وتبنَّى أهدافًا تصبُّ في خدمة قضايا الفلك المختلفة رصدًا وبحثًا ودراسة ونشرًا وتدريبًا وتطويرًا؛ فإنه لم يألُ جهدًا في التعاون مع دار الإفتاء المصرية في أدائها لرسالتها ببيان الأحكام الشرعية، مُدركًا أن أداء كثيرٍ من العبادات على وجهٍ صحيحٍ مرتبطٌ ارتباطًا وثيقًا بالظواهر الفلكية؛ معينًا لمنتسبي الدار في الإلمام والاستعانة بعلوم الفلك بما يُستدل بها على الجهات والقبلة وأوقات الصلوات وتحديد بدايات الشهور القمرية… وغير ذلك .
وأردف فضيلته: إننا ونحن في عهد النهضة المصرية وتنفيذ رؤية الدولة في تحقيق التنمية المستدامة التي تقوم بالعمل الدؤوب وَفقًا لتخطيطٍ حكيمٍ تحت قيادة الرئيس عبد الفتاح السيسي؛ وتحقيقًا للنفع المشترك لأبناء الأمة العربية، لَنأمل في توطيد أواصر التعاون بين هذا الصرح العريق وسائر المؤسسات الوطنية منها والقومية؛ وذلك إنما يكون أولًا بتحديد أُطر التعاون المشترك، على أن تشمل تبادل الخبرات العلمية والتقنية وتبادل البيانات والمعلومات العلمية ونتائج التجارب، والتعاون في مجال نقل علوم الفلك العام والفلك الشرعي وتوطينها وتطويرها بين الأطراف على أُسسٍ من المساواة والمنفعة للجميع، وأن يتم بناء الشراكات في المشروعات البحثية والبرامج الدراسية وتنظيم الندوات والمؤتمرات الدولية والإقليمية والاجتماعات وورش العمل المشتركة والمنصات العلمية، والتعاون في سبيل تنمية وبناء القدرات في هذا المجال، والعمل على نشر الثقافة الفلكية ومكافحة قضايا التنجيم والتطرف الفكري.
المصدر : أ ش أ