مفتي الجمهورية: دار الإفتاء سارعت لتحويل دعوة الرئيس لتجديد الخطاب الديني إلى برامج عمل وخطط مشروعات موسوعية
أكد فضيلة الدكتور شوقي علام مفتي الجمهورية ورئيس الأمانة العامة لدور وهيئات الإفتاء في العالم أن الرئيس عبدالفتاح السيسي أدرك بثاقب نظره وعميق فكره وبقلبه المخلص الصادق، وبفهمه العميق الواعي لتعاليم ديننا الحنيف وقيمه، ما تمثله أفكار هذه الجماعات الإرهابية من خطر عظيم يهدد العالم بأسره، ويقوض الأمن والسلم العالميين.
وقال مفتي الجمهورية – في كلمته خلال الجلسة الافتتاحية للمؤتمر العالمي للإفتاء (مؤسسات الفتوى في العصر الرقمي.. تحديات التطوير وآليات التعاون)، الذي تنظمه دار الإفتاء المصرية والأمانة العامة لهيئات ودور الإفتاء – إن “الرئيس السيسي نادي في أكثر من خطاب ومناسبة بضرورة تجديد الخطاب الديني، وأطلق نداءات تحذير صريحة وواضحة من الخطر المحدق بالعالم كله جراء انتشار الأفكار الإرهابية التي هي أشد فتكا وتدميرا من خطر السلاح والمتفجرات”.
وأضاف “وكانت الاستجابة الفورية من دار الإفتاء المصرية ومن الأمانة العامة وعلمائها حول العالم، لتحويل دعوة الرئيس لتجديد الخطاب الديني إلى برامج عمل علمية وخطط مشروعات موسوعية وبحثية، سرعان ما خرجت إلى جميع أقطار الأرض، واستفاد منها القاصي والداني، حتى وصلنا إلى ما تحدثنا عنه سالفًا من إنجازات مباركة، أثرت في مسيرة تجديد الخطاب الديني تأثيرًا إيجابيًّا ملموسًا، ولازلنا على الطريق كي نستكمل المسيرة المباركة في خدمة الوطن والدين والإنسانية”.
وتابع: “إننا بكل تجرد وإخلاص ندعم مواقفكم الرصينة الشجاعة وخطواتكم المباركة واستراتيجيتكم الحكيمة في التعامل مع قضية سد النهضة، بما يحقق الاستقرار والأمن المائي لدول حوض النيل قاطبة من المنبع إلى المصب، وما عهدنا عليكم سيادة الرئيس -والله حسيبكم- إلا الحرص على أمن مصر الداخلي والقومي، وإن السكينة لتملأ قلوبنا والطمأنينة تعم أرواحنا وأنتم تعبرون بمصر من نصر إلى نصر، ومن عز إلى عز، ومن مجد إلى مجد.. فسر يا سيادة الرئيس على بركة الله، ونحن جندك الوفي المخلص في خدمة وطننا العزيز مصر”.
ووجه مفتي الجمهورية رسالة إلى المفتين والوزراء والعلماء والباحثين المشاركين في المؤتمر، قائلا “أخص بالذكر علماء دار الإفتاء المصرية والأمانة العامة لدور وهيئات الإفتاء في العالم، لقد وفقكم الله تعالى لتحمل مسئولية عظيمة لا يصطفي لها إلا أفاضل العلماء، وكنا ولازلنا وسوف نستمر بإذن الله تعالى نعمل جنبا إلى جنب صفّا واحدا في خدمة الدين والوطن لأجل نشر المنهج الوسطي”.
وأضاف “لقد بددت جهودكم المخلصة الدءوبة الكثير من ظلمات الجهل والإرهاب، ولازالت الأمة الإسلامية تأمل فيكم الخير الكثير، وترى في مؤسستكم وفي فتاواكم وفي أحاديثكم الإعلامية المنقذ من الفتنة التي حاولت جماعات التطرف إشعال نيرانها في كل مكان، ولقد تحملتم الكثير من الابتلاءات من أجل بلوغ تلك الغاية التي أقامكم الله فيها ووفقكم إلى بلوغها، وكنتم أحق بها وأهلها”.
كما وجه رسالة إلى شعب مصر الكريم، قائلا “أيها الشعب الحضاري العظيم كنت دوما مصدرا للعلم والحضارة والثقافة، فكم أخرجت إلى البشرية من علماء أفذاذ ومفكرين كبار وقادة عظام، وكنت بحق مصدر إشعاع حضاري عبر التاريخ، ولازلت تبهر العالم بما تحققه من إنجازات.. وإن العالم لا ينسى لشعب مصر وقفته القوية في 30 يونيو لكي يقول للإرهاب “لا” ولكي ينهي حكم الجماعة الإرهابية في مصر إلى الأبد، ولكي يضع نهاية حاسمة لحالة التراخي والتردد التي حظيت بها تلك الجماعات لفترات وحقب طويلة.. فتحية من القلب لشعب مصر العظيم؛ صانع الحضارة منذ فجر التاريخ”.
وهنأ مفتي جمهورية، العلماء والمفتين المشاركين في المؤتمر العالمي على عودة المؤتمر الذي تعقده الأمانة العامة لدور وهيئات الإفتاء في العالم بصورة مباشرة بعد التوقف الطارئ الذي فرضته الإجراءات الاحترازية العالمية لتجنب مخاطر انتشار فيروس كورونا المستجد.
ونوه بأن ظروف وباء كورونا الاستثنائية الطارئة ألهمت فتح آفاق جديدة وولوج مسارات متطورة في مجال الإفتاء، ولكن بطريقة جديدة مبتكرة، ولفتت الأنظار إلى أهمية تحول المؤسسات الإفتائية نحو التطوير والرقمنة.
وأشار إلى أنه من أسس التجديد المهمة في مجال الفقه والإفتاء التي تحقق مقاصد الشريعة الغراء؛ التجديد في استعمال وسائل التوصيل المناسبة، موضحا أنه من هنا برزت فكرة السعي إلى تكوين مؤسسات إفتائية رقمية باستعمال وسائل التقنية الحديثة على أفضل وأتقن ما يكون، ومن هنا جاءت أيضا فكرة عقد هذا المؤتمر العالمي الجامع تحت شعار (نحو مؤسسات إفتائية رقمية)، معربا عن تمنياته أن يكون هذا المؤتمر نقطة تحول إيجابي في مسيرة تجديد العمل الإفتائي.
واختتم مفتي الجمهورية، كلمته، بالقول إنه “لقد كان من فضل الله علينا أن وقفت مؤسساتنا الدينية الوطنية الوسطية في مصر والعالم وقفة قوية صادقة لله تعالى، لا تخشى في الحق لومة لائم، وكان جهادنا في سبيل الله تعالى بالجهر بكلمة الحق المؤيدة بالحجة القاطعة وبالعمل الدءوب الذي أخرج العديد من الأعمال العلمية المتقنة، ومنها الأعمال الموسوعية الكبيرة التي كشفت زيف الأسس الفكرية التي أقامت عليها تلك الجماعات صروح إرهابها وبنيان ضلالها.. ولقد قمنا بإطلاق المنصات الرقمية وعقدنا برامج التدريب المستمرة، وحولنا جميع التوصيات التي كان ينتهي إليها مؤتمركم الكريم إلى مناهج وبرامج ومشروعات قوانين تشريعية، وغير ذلك من الجهود المباركة”.
وشدد على أنه لا شك أن ردة فعل الأبواق الإعلامية الكاذبة لهذه الجماعات، والتي تمثلت في نشر الأكاذيب وتشويه صورة العلماء العاملين في دار الإفتاء المصرية والعلماء المشاركين في الأمانة العامة، ليؤكد أننا نمضي قدما في سبيل الله تعالى نحو الطريق الصحيح”.
المصدر : أ ش أ