تستضيف العاصمة الإثيوبية أديس أبابا غدا الأربعاء ولمدة ثلاثة أيام فعاليات اجتماع وزراء المياه لدول حوض النيل الشرقي (مصر والسودان وإثيوبيا) بمشاركة خبراء اللجنة الوطنية لسد النهضة الإثيوبي بالدول الثلاث لبدء جولة جديدة من المفاوضات الفنية, يعتبرها خبراء المياه المرحلة الأهم في ملف سد النهضة, لاختيار المكتب الاستشاري العالمي المعني باستكمال الدراسات الهيدروليكية والبيئية والاجتماعية والاقتصادية للسد التي ستحدد التأثيرات المحتملة علي دولتي المصب وخاصة مصر.
وقال الدكتور حسام مغازي وزير الموارد المائية والري, في تصريحات صحفية اليوم الثلاثاء, إن الاجتماع الوزاري والفني يعد أول اجتماع رسمي علي مستوي الوزراء و الخبراء المعنيين بملف المفاوضات عقب التوقيع علي اتفاقية إعلان المبادئ بشأن التعاون فيما يتعلق بسد النهضة الإثيوبي, والتي تم التوقيع عليها من قبل رؤساء مصر والسودان وإثيوبيا, بالخرطوم 23 مارس الماضي حيث يهدف الاجتماع إلى متابعة و تنفيذ البنود التي تم الاتفاق عليها بين الدول الثلاث .
وأضاف مغازى إن هذا الاجتماع يأتي في اطار الروح الجديدة والمساعي الحثيثة للدول الثلاث لبناء الثقة التي أرساها الرئيس عبد الفتاح السيسي ورئيس الوزراء الإثيوبي هيلاماريام ديسالين والرئيس السودانى عمر البشير فضلا عن انعكاس الأجواء الإيجابية التي أثمرت عنها زيارة الرئيس السيسي للبرلمان الاثيوبي ولقاءاته مع كبار المسئولين في اثيوبيا و السودان و التي تؤكد ان المرحلة القادمة ستشهد مزيدا من التعاون و التقارب بين الدول الثلاث ليس فقط في مجال الملف المائي و ستمتد إلي الملفات الإقنصادية و الاجتماعية و السياسية .
وأكد مصدر مطلع بالمفاوضات أن المكتب القانونى الإنجليزى .كوربت/ المتعاقد معه سيقوم بالتنسيق مع أعضاء الفنية الوطنية الثلاثية لخبراء مصر و السودان و إثيوبيا للتعامل مع المكتب الاستشاري الذي سيتم الاستقرار و التوافق علي تحديد اسمه و الإعلان عنه باديس أبابا فيما يتعلق بالنواحي الإجرائية وكتابة العقود والنواحي المالية فقط أما النواحي الفنية ستكون من خلال تعامل المكتب مع اللجنة الثلاثية مباشرة .
كان وفد الخبراء المصريون في اللجنة الوطنية الثلاثية اختتم أمس الاثنين اجتماعاتهم التشاورية برئاسة الدكتور حسام مغازي وزير الموارد المائية والري, والتى انطلقت قبل عدة أيام, لوضع التصور النهائى لرؤية مصر استعدادا للجولة القادمة من المفاوضات الخاصة باختيار المكتب الاستشارى الدولى المنوط به القيام بالدراستين التكميليتين لسد النهضة الاثيوبى.
وقال مغازى إن اجتماعات اللجنة الوطنية لسد النهضة, والمقرر عقدها بأديس أبابا, غدا ستعقد برئاسة وزراء المياه بمصر والسودان وإثيوبيا, من أجل إعطاء دفعة للمفاوضات وأنجاز مهمة اختيار المكتب الاستشاري لتنفيذ الدراسات الهيدروليكية والبيئية والاجتماعية والاقتصادية, والتي ستحدد الأضرار المحتملة على مصر والسودان.
وأوضح الوزير أن المفاوضات المقبلة عملية فنية معقدة ودقيقة, حيث تجرى المفاضلة بين العروض المطروحة للفوز بتنفيذ دراسات السد, وحسم الاختيار بينها, معربا عن أمله في التوافق بين الدول الثلاث حول اختيار المكتب المناسب.
وأضاف أن اليوم الأول للاجتماعات مخصص لاستعراض العروض الفنية للمكاتب المرشحة, والمدة الزمنية المحددة وآراء الدول الثلاث فيها, بينما تتم عملية الاختيار بالتوافق في اليوم الثاني, وسيعلن ذلك الوزراء الثلاثة في نهاية الاجتماعات.
وأكد وزير الري, أن المرحلة الحالية تشهد تقاربا كبيرا في وجهات النظر بين دول مصر والسودان وإثيوبيا, بما يخدم المصالح المشتركة, خاصة عقب توقيع وثيقة “اتفاق المبادئ”, بشأن سد النهضة بين زعماء الدول الثلاثة, لافتا إلى أنه بعد اختيار المكتب الاستشاري والتوافق عليه, سيتم توقيع عقد معه بحضور الوزراء الثلاث, وذلك بعد إتمام الجوانب الفنية والمالية للعقد ومراجعتها مع المكتب القانوني الدولي الإنجليزي .كوربت/, بما يضمن ضرورة الالتزام بالجدول الزمني المقرر والبنود المتفق عليها.
كان الدكتور علاء ياسين, مستشار وزير الموارد المائية والري, المتحدث الرسمي لملف سد النهضة, صرح لوكالة انباء الشرق الاوسط بان المنافسة تنحصر حاليا بين 4 مكاتب استشارية دولية كبرى من إجمالي 7 مكاتب قدمت عروضا للفوز بتنفيذ دراسات سد النهضة الإثيوبى.
وأوضح أن تحديد السعة التخزينية وعدد سنوات الملء من بين مهام المكتب الاستشارى الدولى, مشددا على أن مصر لم توافق على السعة التخزينية المقترحة من جانب إثيوبيا وهى 74 مليار متر مكعب لإنها مبالغ فيها وليس لها مبرر فنى او اقتصادى.
وأضاف إنه على ضوء نتائج دراسات وتوصيات المكتب الإتشارى الدولى, سيقوم الوزراء والخبراء في الدول الثلاث بالتفاوض بشان الاتفاق على قواعد الملء الاول والتشغيل السنوى للسد مع وضع آلية للتنسيق المشترك بشأن تشغيل السد, مشيرا الى انه سيتم الانتهاء من هذه المفاوضات خلال 15 شهرا من تاريخ بدء عمل المكتب الاستشارى الدولى.
يذكر أن إدارة ملف سد النهضة تندرج ضمن أولويات وزارات الخارجية والري والتعاون الدولي بمشاركة الأجهزة السيادية, وواصل أعضاء الوفد المصرى في اللجنة الوطنية الثلاثية على مدى ثلاثة أيام عقد سلسلة من الاجتماعات المكثفة والمهمة قبيل سفرهم إلى أديس أبابا, لوضع التصور النهائي للرؤية المصرية للاجتماع, ومناقشة تنفيذ أهداف وثيقة المبادئ التي تم توقيعها الشهر الماضي في العاصمة السودانية, الخرطوم, بين قادة مصر والسودان وإثيوبيا.
المصدر : أ ش أ