وسط ترقب يمني وترحيب دولي، انطلقت المفاوضات المباشرة بين الأطراف اليمنية، اليوم الجمعة، حيث توجه الوفد الحكومي للمرة الأولى مع وفد الميليشيات الحوثية في مباحثات كانت مقررة الإثنين الماضي، وتم إرجاؤها بسبب تخلف الحوثيين عن الحضور.
وافتتح الجلسات وزير الخارجية الكويتي، الشيخ صباح الحمد الصباح، أمس الخميس، بكلمة رحب فيها بالمشاركين، وأكد خلالها أن تلك المشاورات هي فرصة تاريخية لإنهاء النزاع، مشيرا إلى أن الشعب اليمني سيدفع الثمن الأكبر من الخسائر إذا تأخر السلام، وتبعه المبعوث الأممي إسماعيل ولد الشيخ أحمد، الذي دعا الأطراف اليمنية للنظر إلى المستقبل والعمل على تحسين الواقع، والمشاركة في جلسات الحوار بحسن نية.
وأكد ولد الشيخ، أن اليمنيين أمام خيارين وطن آمن يضمن استقرار كل أبنائه وحقوقهم، أو أرض تشتعل فيها الحرب ويموت أبناؤها، معتبرا أن مشاورات الكويت “مفصلية في مرحلة حساسة من التاريخ اليمني” وأن التوصل إلى حل يتطلب تنازلات من مختلف الأطراف.
الوفد الحوثي المشارك رفض، في الجلسة المغلقة التي أعقبت الجلسة الافتتاحية، مساء أمس الخميس، أي نقاش قبل وقف إطلاق النار، حيث أكدت وسائل إعلامية تابعة للحوثيين وصالح، أن وفديهما أبلغا المبعوث الأممي بأنهم لم يأتوا لتسليم سلاحهم ومصيرهم وأنهم حاضرون للسلام الحقيقي والتوافق بين اليمنيين.
الحوثيون الذين استبقوا المفاوضات المنعقدة بجلسات عقدت في عمان، أعلنوا في بداية الجلسات شروطا مسبقة لعقد المفاوضات وتحفظهم على النقاط الخمس التي أعلنها ولدالشيخ أحمد.
وأعلن الوفد التابع لهم وحزب صالح في محادثات الكويت، بالتمسك بوقف إطلاق النار “قبل أي نقاش” في جلسة المشاورات المباشرة مع الوفد الحكومي.
وتنص النقاط الخمس على “الاتفاق على إجراءات أمنية انتقالية، وانسحاب المجموعات المسلحة، وتسليم الأسلحة الثقيلة والمتوسطة للدولة، وإعادة مؤسسات الدولة، واستئناف حوار سياسي جامع وإنشاء لجنة خاصة للسجناء والمعتقلين”.
على الجانب الآخر، نقلت الصحف اليمنية تشديدات وجهها الرئيس اليمني السابق، علي عبدالله صالح، لوفده المشارك بالإصرار على إلغاء العقوبات المفروضة عليه ونجله الأكبر وعدد من قيادات حزبه الموالية له، وذلك في مقابل تنفيذ قرار مجلس الأمن رقم 2216.
يذكر أن المحاور الخمسة، التي وردت في قرار مجلس الأمن الدولي 2216، تطالب بتنفيذ فوري لها دون شروط، في الوقت الذي يمثل فيه الحوثيون الطرف الوحيد المٌطالب بتنفيذها بهدف التراجع عن الانقلاب.
ويبدو أن هناك على الجانب الآخر بوادر أخرى تشير إلى نجاح محتمل للمفاوضات تمثل في توقيع اتفاق لوقف إطلاق النار في الجوف بين قوات الحكومة الشرعية والميليشيات الحوثية، تضمن تثبيت وقف إطلاق النار ومنع التعزيزات العسكرية وتسليم خارطة الألغام وتحديد أماكنها وفتح الطرق العامة ووقف الاعتقالات التعسفية وتسهيل إجراءات الأعمال الإغاثية.
ورحبت الولايات المتحدة بانطلاق محادثات السلام اليمنية في الكويت، مؤكدة دعمها لجهود المبعوث الأممي حيث قال المتحدث باسم وزارة الخارجية جون كيربي إن هذه المحادثات ذات “أهمية حيوية لليمنيين”، وحث جميع الأطراف على المشاركة فيها بحسن نية وبشكل تام وإنهاء العمليات العسكرية وبدء عملية سياسية سلمية.
المصدر: وكالات