يلتقي وزيرا خارجية أرمينيا وأذربيجان، اليوم الأحد، بجنيف، في بارقة أمل على انتهاء الصراع بين الدولتين، والتوصل لـ”معاهدة سلام” تنهي نحو 100 عام من النزاع وسط مخاوف من “اتفاقات هشة” وتجدد الصراع بين الجانبين.
ويأتي لقاء جنيف إثر ارتفاع جديد في منسوب التوتر بين الجانبين بعد نزاعات حدودية منتصف الشهر الماضي هي الأعنف منذ 2020 أودت بحياة العشرات قبل تدخل أميركي أسهم في وقف إطلاق النار.
و جدير بالذكر أنه منذ أكثر من 100 عام تتصارع أرمينيا وأذربيجان حول تبعية إقليم ناجورني كاراباخ. و نشبت حربان بينهما الأولى 1992 والأخرى في 2020.
و قد خلفت الحرب الأولى أكثر من 30 ألف قتيل إضافة إلى نزوح وتشريد مئات الآلاف. و أسفرت الحرب الأخيرة عن مقتل نحو 6500 شخص وانتهت بوساطة روسية.
و قد جرت أيضا جرت بعض المعارك بينها أحداث أبريل 2016، وأدت إلى مقتل 110 أشخاص.
و بعد ذلك بات يعرف بالإقليم الملتهب أو إقليم الدم جراء الأعداد الكبيرة للقتلى التي تسقط من الجانبين.
وحول لقاء جنيف، قال المحلل المتخصص في الشؤون الأمنية والاستراتيجية، ليون رادسيوسيني، إنه “منذ اندلاع الحرب بين أرمينيا وأذربيجان مطلع التسعينيات، كانت المعارك تنتهي بهدن هشة واتفاقات غير كاملة، سرعان ما يتم نقضها لتعود المعارك بدون أن تحسم الوضع عسكريا بالإقليم، وهو ما جعله منطقة ملتهبة قابلة للاشتعال مجددا خاصة مع تداخل أطراف دولية ورغبة كل طرف في الضغط على الآخر عبر مناطق النفوذ”.
وأضاف رادسيوسيني : “بعد حرب 2020، يقود الاتحاد الأوروبي عملية تطبيع بين البلدين تشمل الانخراط في محادثات سلام وترسيم الحدود، تخللتها عدة لقاءات واتفاقات بين الجانبين على الميل نحو السلام إلا أنها لم تفض لسلام دائم وسريعا ما كانت تشتعل المعارك مع سقوط أول قتيل من أي من الجانبين”.
واعتبر أن “الأزمة تتخطى الجوار الجغرافي والحل غير وارد في ظل صراع دولي حول السيطرة والنفوذ بهذه المنطقة بين روسيا وتركيا وإيران وحتى أميركا في ظل محاولة الأخيرة توسيع جبهات الحرب أمام موسكو، مصالح دول الجوار هي التي تحدد إما إنهاء الأزمة أو تصعيدها”.
وأشار إلى أن “الاتحاد الأوروبي أيضا يسعى إلى مكاسب من أذربيجان الغنية بالنفط والغاز والمطلة على بحر قزوين في ظل أزمة الطاقة وتنويع مصادر الطاقة وإنهاء الاعتماد على الغاز الروسي”.
المصدر : وكالات انباء