إن فيتامين C، المعروف أيضًا باسم حمض الأسكوربيك، هو فيتامين قابل للذوبان في الماء وهو جزء مهم من النظام الغذائي، لأنه يقوم بالكثير من المهام والوظائف في الجسم، من بينها على سبيل المثال المساعدة في إنتاج الكولاجين وتعزيز المناعة الطبيعية، بحسب ما نشره موقع Mind Body Green.
عندما يتعلق الأمر بالحصول على فيتامين C من خلال الطعام، فمن الطبيعي التفكير في البرتقال. ولكن يحذر الخبراء من أن مقدار فيتامين C الموجود في البرتقال لا يوفر الجرعة اليومية المطلوب تناولها يوميًا.
تحتوي ثمرة برتقال متوسطة الحجم على 68 ملليغرام تقريبًا من المغذيات، وفقًا لبيانات تحليل المغذيات من وزارة الزراعة الأميركية USDA.
تجدر الإشارة إلى أن تناول نصف كوب من عصير البرتقال يحتوي في الواقع على كمية من فيتامين C أكثر بقليل من الفاكهة الفعلية، لأنها تحتوي على جرعة مركزة من حوالي 93 ملليغرام من فيتامين C. وعلى الرغم من أن تناول ثمرة البرتقال بأكملها يوفر المزيد من الألياف، خاصة إذا كان اللب الأبيض الإسفنجي سليما.
في حين أن البرتقال يحظى باهتمام كبير عندما يتعلق الأمر بفيتامين C، إلا أنه ليس الفاكهة الوحيدة المليئة بالعناصر الغذائية. تتفوق فواكه وخضراوات أخرى على البرتقال فيما يتعلق بمستويات فيتامين C أو يقتربون:
فلفل أحمر (نصف كوب): 95 ملليغرام
عصير جريب فروت (نصف كوب): 70 ملليغرام
فاكهة الكيوي (متوسطة): 64 ملليغرام
فلفل أخضر (نصف كوب): 60 ملليغرام
البروكلي (نصف كوب): 51 ملليغرام
الفراولة (نصف كوب): 49 ملليغرام
تختلف الكمية الغذائية الموصى بها (RDA) لفيتامين C، مثلما هو الحال مع العديد من الفيتامينات والعناصر الغذائية، بناءً على العمر والجنس والبيئة المحيطة.
يوصي الخبراء بأن يتناول الرجال البالغون، الذين تبلغ أعمارهم أكثر من 19 عامًا، 90 ملليغرام من فيتامين C يوميًا، وفقًا للأكاديميات العلمية الوطنية الأميركية، بينما يجب أن تحصل النساء البالغات على 75 ملليغراما على الأقل، وترتفع الجرعة قليلاً عند الحمل إلى 85 ملليغرام وعند الرضاعة إلى 120 ملليغرام.
تقول اختصاصية التغذية جيسيكا كوردينغ إنه “من حيث ما يعتبر الجرعة الأمثل بالنسبة لكل شخص، يمكن أن يكون هناك اختلاف. فربما يكون لدى شخص ما احتياجات أكبر خلال أوقات مختلفة في حياته،” ولكن يجب مراعاة أنه على الأقل الحصول على جرعات أقرب للمُوصى بها.
يوضح البروفيسور شياوبنغ لي، مدير مركز التغذية البشرية ورئيس قسم التغذية السريرية في كلية ديفيد جيفن للطب بجامعة كاليفورنيا، أنه بشكل عام، إذا تم تناول فيتامين C أكثر مما يحتاجه إليه الجسم، فإنه سيتخلص تلقائيا من الفائض.
يضيف البروفيسور لي أنه إذا كانت الـ”جرعة كبيرة”، فربما يتعرض الشخص لخطر الإصابة بآثار جانبية غير مرغوب فيها، إذ تحدد الأكاديميات الوطنية مستوى المدخول الأعلى المسموح به عند 2000 ملليغرام في اليوم.
تشرح اختصاصية التغذية إميلي آشي أن “لفيتامين C العديد من الوظائف الهامة داخل الجسم، من بينها تعزيز وظيفة الجهاز المناعي وشفاء الأنسجة وتكوين الكولاجين والحفاظ على العظام والغضاريف والامتصاص الأمثل للحديد”.
إن فيتامين C أيضًا هو أحد مضادات الأكسدة الأساسية القابلة للذوبان في الماء في الجسم، والذي يلعب دورًا مهمًا في تحييد الجذور الحرة ومكافحة الأنواع المؤكسدة التفاعلية ROS في جميع أنحاء الجسم. ويمكن أن يساعد أيضًا في تجديد مضادات الأكسدة الأخرى في الجسم، مثل فيتامين E والغلوتاثيون، الذي يعمل جنبًا إلى جنب مع فيتامين C لحماية الخلايا والأنسجة المختلفة في جميع أنحاء الجسم.
تشير الأبحاث أيضًا إلى أن هناك حاجة إلى مستويات كافية من فيتامين C لدعم الذاكرة والوظيفة الإدراكية.
يقول كيري غانز، اختصاصي تغذية ومؤلف كتاب The Small Change Diet: “يمكن العثور بسهولة على فيتامين C في الفواكه والخضروات”. لهذا السبب توصي كوردينغ بإلقاء نظرة فاحصة على ما يشتمل عليه النظام الغذائي لمعرفة ما إذا كان تناول مكملات فيتامين C مناسبة للشخص أم لا يحتاج إليها. وتضيف كوردينغ قائلة: “إذا كان الشخص بحاجة إلى القليل من المساعدة الإضافية لوظيفة الجهاز المناعي، فربما يكون الوقت مناسبًا لتناول فيتامين C الإضافي.”
المصدر: وكالات