حسمت إيطاليا أمرها، واتجهت صوب اليمين المتطرف، مع نجاح حزب “إخوة إيطاليا” (فراتيلي ديتاليا) في انتخابات الأحد، وستتولى للمرة الأولى في تاريخ البلاد امرأة هي جيورجيا ميلوني رئاسة الحكومة.
وبات السؤال المطروح حاليا في البلاد وحول العالم: كم سيكون اليمين المتطرف متطرفا في إيطاليا؟
وحاولت شبكة “سكاي نيوز” البريطانية الإجابة عن هذا السؤال، قائلة إن جيورجيا ميلوني، الشخصية المحورية في اليمين المتطرف، ليست فاشية، على الرغم من أن شعار حزبها يعود إلى جذوره الفاشية، وعلى الرغم من أنها عبرت في سنوات المراهقة عن إعجابها بالصفات القيادية لبينيتو موسوليني، زعيم الفاشية.
وتتزعم ميلوني حزب “إخوة إيطاليا”، الذي ظهر على الساحة السياسية قبل نحو عقد فقط، إثر الانقسام الذي حل في حزب “شعب الحرية”، الذي تزعمه فيما مضى رئيس الوزراء الأسبق سيلفو برلسلكوني.
وفي أول تصريح لها بعد فوز حزبها بأعلى الأصوات في الانتخابات البرلمانية، دعت ميلوني إلى الوحدة، وقالت إنها ستتولى رئاسة الحكومة وستعمل من أجل كل الإيطاليين.
وشاركت ميلوني قبل 4 سنوات في الانتخابات، لكن الوضع اختلف اليوم، إذ أصبح حزبها أكبر الأحزاب في إيطاليا بعدما حصد ما بين 22- 26 في المئة من الأصوات، علما بأن بقية أحزب اليمين حصدت ما يقرب من نصف مقاعد البرلمان.
وتقول شبكة “سكاي نيوز” إن معرفة مدى اتجاه إيطاليا نحو اليمين يعتمد على فهم المواقف التي تتبناها جيورجيا ميلوني والمواقف التي لا تتبناها.
وتوضح أن لدى السياسية الإيطالية مواقف يمينية قوية، فهي محافظة على الصعيد الاجتماعي، إذ ترفض تبني الأطفال من جانب الأزواج المثليين، وتدعم النموذج التقليدي للأسرة الإيطالية، على الرغم من أنها نشأت في كنف أم عزباء، وتعرضت للتنمر بينما كانت طفلة.
وعلى صعيد قضايا مثل الهجرة، تربط ميلوني الهجرة غير الشرعية مع الجريمة والدعارة، وقالت إنها ضد “سياسات اليقظة” أو”سياسات ووك” التي تعنى بالانتباه إلى التحيز والتمييز العنصري والعدالة الاجتماعية.
وتعارض العولمة وآثارها على إيطاليا، وخطت شعار “صنع في إيطاليا” في حملتها الشعبوية المحلية.
وتقول ميلوني إنها معجبة بالرئيس الأميركي الأسبق رونالد ريغان ورئيسة الحكومة البريطانية السابقة مارغريت تاتشر.
وبنت السياسية الإيطالية علاقات مع أعضاء الحزب الجمهوري الأميركي، وترغب في الاقتراب أكثر من الحزب المحافظ الحاكم في بريطانيا.
ومثل رئيسة وزراء بريطانيا الحالية، ليز تراس، ترى أن التخفيضات الضريبية خطوة مهمة في السياسة الاقتصادية، وهذا الأمر يتطلب منها إيجاد مصادر تمويل بديلة للدولة، خاصة أن الدين العام يبلغ 150 في المئة من الناتج الإجمالي المحلي.
وعلى صعيد السياسة الخارجية، أكدت أنها ستواصل دعم أوكرانيا في ظل الحرب التي تخوضها مع روسيا. وهو أمر لن يخيف أحدا خارج إيطاليا.
واعتبرت نفسها في حديث إلى شبكة “سكاي نيوز” أنها من يمين الوسط، معتبرة أن الأشخاص الذين يجب أن يخافوا منها هم سياسيو اليسار فقط.
ويقول التقرير إنه يصعب وضع السياسية الإيطالية في خانة واحدة، ففي بعض الأحيان تتبنى مواقف متطرفة وفي أحيان أخرى مواقف أقل تشددا.