استبعد معهد واشنطن لسياسات الشرق الأدنى إمكانية أن يؤدى قطع أو تعليق الإدارة الأمريكية مساعداتها لمصر الى الاسهام فى تغيير مصر لمواقفها، مشيرًا إلى أن الادارة الامريكية باتت على يقين بضرورة استئناف المساعدات العسكرية لمصر، منبهًا إلى أن الانتظار إلى أن يصل رصيد المساعدات للقاهرة إلى الصفر هو خيار لن يفيد الولايات المتحدة بل على العكس من المحتمل أن يجعلها تخسر الكثير.
وأشار ديفيد شنكر مدير برنامج السياسات العربية في معهد واشنطن، فى هذا الخصوص، إلى حقيقة انخفاض قيمة المساعدات الأمريكية لمصر بشكل جذرى على مدى العقود الماضية، حيث كانت تمثل في أوائل الثمانينيات من القرن الماضي نحو 10% من إجمالي الناتج المحلي لمصر، فى حين لم تعد تمثل حاليًا سوى أقل من 1%، وأن كانت لا تزال تعد رمزًا لالتزام الولايات المتحدة تجاه مصر بحسب ما ذكرت وكالة أونا.
ويرى شنكر أن واشنطن لا ترغب في تخفيض مساعداتها العسكرية لمصر في ضوء تدهور الأوضاع الأمنية في ليبيا وسوريا واليمن وكذلك مع تزايد التهديدات الإرهابية في سيناء، وإن كانت تحفظات الإدارة الأمريكية على بعض سياسات القاهرة الخاصة بالحريات حسب قوله هى التى تجعلها لا تستطيع أن تأخذ قرار استئناف المساعدات بسهولة. ولفت إلى العديد من الخطوات الإيجابية التي اتخذها الرئيس عبد الفتاح السيسي مؤخرًا، ومن بينها خطابه في الاحتفال بالمولد النبوي الشريف، والذي دعا فيه إلى ضرورة إصلاح الخطاب الديني ومعالجة أفكار التطرف، بالإضافة إلى زيارته للكاتدرائية لتهنئة الأقباط بعيد الميلاد والتي كان لها أثر إيجابي.
وخلص شنكر إلى أن قطع المساعدات الأمريكية لمصر لن يسهم في تغيير مصر من مواقفها أو يدعم العلاقات المصرية الأمريكية التي شهدت توترا بالفعل بل إن العكس هو الصحيح، حيث ثبت أن قرار الكونجرس فى السابق بحجب المساعدات قد أدى إلى زيادة التوتر بين الجانبين.
وأكد أن الكرة الآن أصبحت في ملعب الإدارة الأمريكية، مشيرا إلى أنه على الرغم من الشروط التي وضعها الكونجرس لحصول مصر على المساعدات في موازنة العام المالي 2015 إلا أنه من غير المحتمل أن تكون هناك معارضة من جانب الكونجرس في حال استخدام الإدارة الأمريكية بند تدعيم أمن سيناء وأمن الحدود ومكافحة الإرهاب للإفراج عن المساعدات المتبقية لمصر كما حدث سابقا عندما تم تسليم طائرات الأباتشي في أبريل الماضي.