بعد تحذيرات متوالية لحكومة الوفاق الليبية، من انفراد الجيش الليبي، بقيادة اللواء خليفة حفتر، بتحرير سرت، أطلق الجيش ما عرف بـ “معركة سرت الكبرى”، فيما تحركت قوات مصراتة هي الأخرى بدعم من المجلس الرئاسي للمشاركة في تحرير المدينة، التي سيطر عليها تنظيم داعش الإرهابي لأكثر من عام بعد انسحاب الكتيبة “166”، التابعة لقوات فجر ليبيا، والتي كانت مكلفة من قبل المؤتمر الوطني العام بتأمين المدينة.
ووفق ما يرى مراقبون، فإن تحذيرات مجلس الوفاق وتحركات قوات مصراتة بالتزامن مع تحرك الجيش نحو تحرير سرت جاءت نتيجة مخاوف متصاعدة من سيطرة حكومة الشرق على على المدينة، وإلغاء أية فرصة لقوات مصراتة وحكومة الوفاق لاقتسام السلطة هناك.
وفي خطوة أخرى لمحاولة منع تقدم الجيش نحو سرت، أصدر المجلس الرئاسي لحكومة الوفاق الوطني، المعترف به دوليا، قرارا، اليوم الجمعة، بتشكيل غرفة عمليات خاصة لقيادة العمليات العسكرية في المنطقة الواقعة بين مدينتي مصراتة وسرت، غربي ليبيا، ضد تنظيم داعش.
وقال بيان صادر عن المجلس الرئاسي، إن غرفة العمليات سيكون تبعيتها المباشرة للقائد الأعلى للجيش الليبي، ويحظر على أي قوى عسكرية أو شبه عسكرية مباشرة أي عمليات قتالية ضمن حدود هذه المنطقة، خارج إطار الشرعية، باستثناء حالات الدفاع عن النفس.
ونص القرار على تكليف العميد بشير محمد القاضي، آمرًا لغرفة العمليات، بعضوية كل من العميد طيار مفتاح عبجة، والعقيد ركن سالم جحا، والعقيد عمر سعد الأحول، والعقيد إبراهيم محمد فلغوش، والعقيد محمد رجب عجاج.
وعلق ناشطون ومحللون سياسيون على القرار الصادر بأنه خطوة أخرى من المجلس الرئاسي نحو البحث عن الشرعية، مؤكدين أن القرار لا يمثل إلزاما للأطراف الليبية، باعتبار أن الجهة التي أصدرته لم تحصل على شرعيتها من خلال منحها الثقة من جانب مجلس النواب بطبرق.
وفيما يرى البعض معركة سرت فرصة لتوحيد الليبيين ضد تنظيم داعش، تتصاعد المخاوف والاحتمالات بصدام مؤكد بين قوات الجيش الليبي التي يقودها حفتر، والقوات الأخرى التي يقودها مصراتة.
كان الجيش قد استبق عملية سرت بعدة انتصارات، آخرها إعلانه استكمال انتشار وحداته العسكرية وبسط سيطرته الكاملة على الحقول النفطية الليبية.
وفي شرقي مصراتة، قتل عنصران وجرح 17 آخرين من عناصر حراسة بوابة أبو قرين، عقب تفجير انتحاري لداعش بسيارة مفخخة، ما أجبر أفراد الحراسة على الانسحاب من مناطق زمزم وبويرات الحسون، فيما أعلن المجلس العسكري بمصراته حالة النفير العام، مطالبا كتائب المدينة التابعة له بالتحرك نحو المناطق التي سيطر عليها تنظيم داعش، ما أسفر عن اندلاع اشتابكات ببوابة أبوقرين.
وتبعد بوابة أبو قرين حوالي 106 كيلو متر غرب مدينة مصراته فيما تبعد حوالي 100 كيلو مترا شرق مدينة سرت المعقل الرئيسي لتنظيم داعش في ليبيا.
المصدر: وكالات