منعت معركة السويس تحول نصر اكتوبر لهمزييمة ، وهي اليوم الذي حاولت فيه حاولت فيه القوات الإسرائيلية بقيادة أرئيل شارون النفاذ إلى مدينة السويس بسبب الثغرة خلال حرب أكتوبر 1973؛ تزامنا مع قصف جوي مركز لساعات طويلة، فإذا بها تجابه بمقاومة من أبطال السويس الذين حولوا أرض المدينة إلى ساحة حرب أجبرت القوات الإسرائيلية على التقهقر؛ ما أدى الى إجهاض مخططها لاحتلال السويس التي صمدت أمام القصف والحصار، فبات هذا اليوم مشهودا في التاريخ، يوم لقن أبناء السويس العدو الإسرائيلى درسا لا ينسى.
وكانت تلك المعركة هي آخر معركة كبرى في حرب أكتوبر المجيدة، قبل بدء سريان وقف إطلاق النار، ففي يوم 23 أكتوبر مع وصول وشيك لمراقبي الأمم المتحدة، قررت إسرائيل اقتحام السويس – على افتراض أنها ستكون ضعيفة الدفاعات – فأوكلت المهمة إلى لواء مدرع، وكتيبة مشاة من لواء المظليين، ودخلت المدينة دون وجود خطة للمعركة، وتعرض اللواء لخسائر كبيرة، كما تعرضت قوات المظليين لنيران كثيفة، وأصبح العديد منهم محاصرين داخل المبانى المحلية.
وتمركزت المقاومة الشعبية في ميادين السويس والأماكن الاستراتيجية بها؛ لمواجهة تقدم قوات الجيش الإسرائيلي، بعدما رفض أبناء المحافظة قرار المحافظ تسليم المدينة لقائد الفرقة الثانية المدرعة التابعة للجيش الإسرائيلي، ورفع الأعلام البيضاء فوق مبنى الديوان العام؛ ليشكل الفدائيون كمائن بمناطق عدة كانت محاورها بغرفة عمليات في جامع الشهداء بقيادة الشيخ حافظ سلامة، وأخرى فرعية عند كوبري الهاويس على امتداد محور المثلث، وكمين رئيسي عند مزلقان البراجيلي بشارع الجيش يضم بعض أفراد من القوات المسلحة والشرطة والمدنيين بقيادة الفدائيين أحمد أبو هاشم، وفايز حافظ أمين من منظمة سيناء العربية.
ولم يكتف أبناء السويس بهذه الكمائن، بل انتشروا ليشكلوا كمائن أخرى رئيسية بميدان الأربعين ضم محمود عواد قائدا من الفدائيين، ومعه محمود طه، وعلي سباق، من المدنيين، إضافة إلى عدد من الجنود ورجال الشرطة، وعند مزلقان السكة الحديد فى امتداد مقابر الشهداء وسينما رويال القديمة، نصبوا كمينا قاده محمد سرحان، وأحمد عطيفي، وإبراهيم يوسف من أبطال المقاومة، إضافة إلى عدد من الجنود ورجال الشرطة ، فيما كان ميدان الأربعين من بين الأماكن التي وضع فيها أبطال المقاومة الشعبية أقدامهم بكمين شكله عبد المنعم خالد، وغريب محمود غريب، من أعضاء منظمة سيناء، ومعهم آخرين من العاملين بشركات السويس، وموقع آخر عند مبنى المحافظة رأسه نقيب شرطة حسن أسامة العصر ومعه بعض الجنود.
وقاوم أبناء محافظة السويس بسواعدهم ودمائهم الاحتلال الإسرائيلي حتى تحقق النصر؛ ليحفروا اسمهم بحروف من نور، وقصص من النضال والكفاح تركوها للأجيال المقبلة؛ لتكون قدوة لهم في دفاع أبناء هذه المدينة الباسلة عن أرضهم.
فانتصار المقاومة في السويس لم يكن فقط يوم 24 أكتوبر، وإنما كان في حصار استمر على مدى 100 يوم أثبتت فيه المقاومة في السويس قوتها وجدارتها، مقاومة سقط على إثرها آلاف المصابين والشهداء دفاعا عن تراب أرضهم، ودرسا قاسيا يؤكد أن مصر – وفي القلب منها السويس – بترابها وأرضها خط أحمر للجميع، يصعق كل من تسول له نفسه أن يتخطاه طامعا فيها.
وقال عنها الرئيس الراحل محمد أنور السادات “إن السويس في 24 أكتوبر عام 1973 لم تكن تدافع عن نفسها، ولكن كانت تدافع عن مصر كلها”، وقرر أن يكون يوم 24 أكتوبر عيدا قوميا لمصر كلها تقديرا لبطولات شعبها، فيما اعتبر الكيان الصهيوني يوم 24 أكتوبر العيد القومي للسويس بمثابة يوم سيئ في التاريخ بالنسبة لهم، بسبب سوء التخطيط في دخول مدينة السويس.
المصدر : وكالات