للمرة الأولى في لبنان يجتمع الفن وعلم البيئة في معرض متعدد الوسائط بمشاركة 17 فنانا عربيا وأجنبيا يترجمون فنيا ما يحصل في العالم من تغير مناخي يهدد الكرة الأرضية بكاملها.
يضم معرض (النشرة الجوية الآن – الفن والإيكولوجيا في وقت مأزوم) الرسم والتجهيزات المرئية والشرائط الوثائقية والصور الفوتوغرافية والمنحوتات والفيديو الرقمي والطوابع.
ويستضيفه حتى 24 أكتوبر متحف سرسق التاريخي وهو قصر أثري لبناني بناه نقولا سرسق عام 1912 ويقع في منطقة الأشرفية في العاصمة اللبنانية بيروت.
وبعد وفاة صاحبه وبطلب منه انتقل القصر عام 1952 إلى بلدية بيروت ليتحول إلى متحف للفنون الحديثة. ومنذ تلك السنة يقدم المتحف أبرز الأعمال الفنية على أنواعها لاسيما تلك التي تعالج موضوعات اجتماعية وإنسانية وبيئية.
وفي معرض (النشرة الجوية الآن – الفن والإيكولوجيا في وقت مأزوم) الذي بدأ في منتصف الشهر الماضي يحاول كل فنان على طريقته أن ينقل رسالة محورية مفادها ضرورة الحفاظ على ثروات الأرض في وقت تسبب فيه الإنسان في تغييرات كبيرة في البيئة عن طريق التصنيع والزراعة المكثفة والتمدن السريع.
بعض الفنانين تعاملوا مباشرة مع الموضوع البيئي المطروح وبعضهم الآخر لمح إليه فكانت لأعمالهم الفنية رسائلها المستترة.
أشرفت على المعرض ناتاشا تيريسين باشيليه ونورا رازيان وهو برعاية الجامعة الأمريكية في لبنان والسفارتين السويسرية والفرنسية.
وتقول باشيليه ورازيان إن المعرض يأتي في وقت تؤكد فيه الدراسات العلمية أن منطقتنا تضررت كثيرا من جراء تدخل الإنسان غير المسؤول في مسار الكرة الأرضية الطبيعي وأيضا انطلاقا من استخراج هذا الكم الهائل من النفظ من المنطقة وفي ظل استنفاد الكثير من الموارد الطبيعية منها.
ويشمل مصطلح (إيكولوجيا) المطروح في عنوان المعرض علاقة الكائنات الحية بمحيطها المادي وعلى كافة الأصعدة.
ويتناول الفنان سامي بلوجي من الكونجو الديمقراطية المسألة البيئية من خلال أربع صور لمنطقة المناجم في مقاطعة كاتانجا في بلده. وتظهر فيها المناجم وقد غمرتها المياه ويطل من خلالها الإنسان وكأنه بضطلع بدور ثانوي لا أهمية له في إشارة إلى سنوات الاستغلال الاستعماري.
وكان بلوجي قد عمل على توثيق التعدين الحرفي في مناجم النحاس والكوبالت بين عامي 2009 و2011 عندما حصلت الحكومة الصينية على الإذن للاستثمار في هذه المناجم مقابل قيامها بإعادة تأهيل البنى التحتية في الكونجو.
وفي عملها الفني تقدم الأمريكية صافية المرية مقطعا مصورا عبر جهاز عرض كبير يظهر فيه الحوت الأحدب الذي يواجه خطر الانقراض بأسلوب مؤثر.
يقدم المشهد من خلال وجهة نظر الحوت وبطريقة السرد الشاعري ويتعامل فيها هذا الحيوان المظلوم مع الإنسان وكأنه القاتل الذي لا يرحم.
ويواجه الحوت الأحدب خطر الانقراض لاسيما في ظل اصطياد الحيتان للحصول على الزيت من جهة وأيضا على سبيل الهواية.
أما الفنان اللبناني مروان رشماوي فيعرض لثقافة الاستهلاك السائدة في المجتمعات حاليا من خلال أربع منحوتات مؤلفة من مواد أعيد تدويرها ويطرح العديد من الأسئلة حول مفهوم الهدر والتبذير.
تتضمن المواد التي أعيد سكبها واستعملها الفنان في منحوتاته عبوات مياه بلاستيكية وعبوات لمشروبات غازية وإطارات مطاطية.
المصدر : رويترز