يعد معرض القاهرة الدولى للكتاب واحدا من أبرز الفعاليات الثقافية في العالم العربى وأكبر معارض الكتاب في الشرق الأوسط. انطلق لأول مرة عام 1969 ليكون منصة تجمع بين الناشرين والمؤلفين وعشاق القراءة من مختلف أنحاء العالم، واستمر منذ ذلك الحين كرمز يعكس الهوية الثقافية لمصر ويبرز قيمتها كمركز ثقافي عالمى.
جاءت فكرة إقامة المعرض في أواخر ستينيات القرن الماضى على يد الفنان التشكيلي عبد السلام الشريف، الذي اقترحها على الدكتور ثروت عكاشة، وزير الثقافة حينذاك. كان الهدف هو خلق منصة تجمع الناشرين والكتب من مختلف أنحاء العالم في مكان واحد، في وقت كانت مصر تحاول استعادة مكانتها الثقافية بعد نكسة 1967.
وافق الرئيس جمال عبد الناصر على الفكرة، تقديرا منه لأهمية الثقافة كأداة ناعمة لتعزيز الصمود الوطنى. تولت الكاتبة والباحثة سهير القلماوى الإشراف على تنظيم أول دورة للمعرض، بالتعاون مع سوق الكتاب الدولي في لايبزج بألمانيا، وتمكن إسلام شلبي، ممثل وزارة الثقافة، من جذب كبرى دور النشر العالمية للمشاركة رغم محاولات إسرائيل عرقلة المشروع.
في 22 يناير 1969، افتتح المعرض أبوابه لأول مرة على أرض الجزيرة بالقاهرة، بمشاركة 46 ناشرا من 32 دولة. ورغم الطقس البارد والممطر يوم الافتتاح، شهد الحدث إقبالا فاق التوقعات، ليصبح منذ ذلك الحين حدثا سنويًا يتطلع إليه الملايين.
ظل المعرض يقام في أرض الجزيرة حتى عام 1983، قبل أن ينتقل إلى أرض المعارض بمدينة نصر مع توسع عدد المشاركين والأنشطة. ومنذ عام 2019، انتقل المعرض إلى مركز مصر للمعارض الدولية بالتجمع الخامس، حيث شهد طفرة كبيرة في التنظيم والمساحة وعدد الزوار.
صور توثق رحلة معرض القاهرة الدولي للكتاب.. أبرز المحطات:
1969: انطلاق المعرض للمرة الأولى بمشاركة عالمية واسعة.
2006: تصنيف المعرض كثاني أكبر معرض كتاب في العالم بعد معرض فرانكفورت.
2011: توقفت فعاليات المعرض لأول مرة بسبب أحداث ثورة 25 يناير.
2021: تأجيل موعد المعرض إلى يونيو بسبب جائحة كورونا، مع تنظيم العديد من فعالياته عبر المنصات الرقمية.
يعتبر معرض القاهرة الدولي للكتاب أكثر من مجرد حدث لبيع الكتب، فهو ملتقى ثقافي يجمع بين مختلف أطياف الفكر والإبداع. يشهد المعرض ندوات ثقافية، عروضا فنية، ومعارض تشكيلية، إلى جانب منصات للكتب المستعملة مثل سوق سور الأزبكية. كما يعد فرصة للتواصل بين المؤلفين والجمهور، ويعزز من أهمية القراءة كوسيلة لتشكيل الوعي وبناء المستقبل.
ومع انطلاق دورته الجديدة لعام 2025 اليوم، يواصل المعرض دوره الرائد كأيقونة ثقافية تجمع بين الأصالة والتجديد، ليظل شاهدا على قوة مصر الناعمة ومكانتها الثقافية عالميًا.
المصدر: وكالات