احتشد عشرات الالاف من الفلسطينيين في غزة اليوم الأحد لتأييد حركة حماس الحاكمة في القطاع والتي ظلت لفترة طويلة على عداء مع إسرائيل لكنها أصبحت الان منبوذة أيضا من مصر.
واعتبرت الحكومة المصرية العام الماضي حركة حماس تهديدا أمنيا في حين أصدرت محكمة مصرية الشهر الحالي حكما بحظر أنشطة الحركة في البلاد. وشنت مصر حملة استهدفت أنفاق التهريب عبر الحدود الى غزة.
وبعد أن حاولت حماس دون جدوى استرضاء مصر بالإصرار على انها لا تكن العداء إلا لإسرائيل بدأت الان في اتخاذ نهج مغاير.
وقال اسماعيل هنية رئيس حكومة حماس المقالة في غزة في كلمة أمام الحشد “يجب أن يتوقف عقاب أهل غزة”. وتخللت كلمة هنية هتافات عبر مكبرات للصوت تقول إن الجهاد ليس ارهابا.
وأضاف هنية “لماذا تعاقب غزة ألأنها صمدت؟ ألأنها انتصرت على المحتل ألأنها تصنع من رفات الشهداء رايات النصر والتحرير؟ ألأنها قالت لا لإسرائيل؟ ألأنها رفعت البندقية؟ ألأنها صمدت وتصمد في وجه العدوان؟ ألأنها تريد أن تحرر القدس؟ ألأنها انحازت إلى خيارات الأمة؟”.
وتابع “نحن نمر بمرحلة صعبة وتحديات قاسية ولكننا لسنا مرعوبين ولسنا مهزومين وقد خبرنا الصعاب والشدائد وهذه المرحلة ليست الأشد.”
وخاضت حماس مرارا اشتباكات مع إسرائيل التي انسحبت من قطاع غزة في عام 2005. وفازت حماس في العام التالي بالانتخابات التشريعية الفلسطينية لكنها بسطت سيطرتها على غزة عام 2007 بعد تقاسم مضطرب للسلطة مع حركة فتح المنافسة.
وكان الهدف من تجمع اليوم هو إحياء ذكرى ثلاثة من كبار قادة حماس منهم الشيخ أحمد ياسين مؤسس الحركة الذي اغتالته إسرائيل قبل عشر سنوات.
كما استهدفت لهجة التحدي فيما يبدو تقويض سلطة الرئيس الفلسطيني محمود عباس المنتمي لحركة فتح والذي يجري محادثات سلام مع إسرائيل برعاية الولايات المتحدة.
وقال هنية “ندعو المفاوض الفلسطيني الى الانسحاب من هذه المسيرة العبثية وعدم تمديد المفاوضات.”
ورغم ان حماس أوقفت بشكل كبير اطلاق النار منذ حربها الاخيرة مع إسرائيل في نوفمبر 2012 فإن الإسرائيليين كشفوا عن انفاق حفرت من غزة بهدف شن هجمات عبر الحدود في المواجهة القادمة. وقال هنية إن الانفاق توضح إن حماس تكرس جهودها لقتال إسرائيل.
وأضاف “هذه الانفاق تدشن اليوم مرحلة جديدة استراتيجية جديدة في الصراع مع العدو ( الاسرائيلي) استراتيجية الأنفاق . من تحت الأرض من فوق الارض ستخرجون أيها المحتلون لا بقاء لكم على أرض فلسطين.”
ووصف هنية مصر “بالأخ والجار والشقيق الأكبر” لكن حسن يوسف وهو مسؤول اخر بحماس يقيم في الضفة الغربية اتخذ موقفا متشددا تجاه مصر.
وقال يوسف في خطاب تلفزيوني “نقول للانقلابين في مصر.. الحصار لا يسمن ولا يغني من جوع.”
وأدت الاجراءات المصرية إلى زيادة عزلة حماس منذ تخليها عن مقرها في دمشق احتجاجا على حملة الرئيس السوري بشار الأسد ضد جماعات المعارضة وهو ما دفع إيران الى وقف تمويلها للحركة.
وقال مسؤولون فلسطينيون إن حماس تجري الان محادثات لرأب الصدع مع طهران رغم انه لم تتضح بعد نتيجة تلك المحادثات.
المصدر: رويترز