دعت العديد من النقابات العمالية في فرنسا وعلى رأسها “الكونفدرالية العامة للعمل” و “الكونفدرالية الفرنسية الديمقراطية للعمل”، إلى تنظيم مظاهرات والدخول في إضراب اليوم ، وذلك رفضا لتقليص النفقات في ميزانية الدولة للعام القادم، التي تنوي الحكومة تنفيذها، خاصة فيما يتعلق بخفض تعويضات الإجازات المرضية، وذلك في ظل أزمة سياسية واقتصادية تعصف بالبلاد بعد مواجهة الحكومة بحجب الثقة .
فقد دعت العديد من النقابات العمالية في البلاد، وعلى رأسها “الكونفدرالية العامة للعمل” و “الكونفدرالية الفرنسية الديمقراطية للعمل”، إلى تنظيم مظاهرات والدخول في إضراب اليوم الخميس، وذلك رفضا لتقليص النفقات في ميزانية الدولة للعام القادم، التي تنوي الحكومة تنفيذها، خاصة فيما يتعلق بخفض تعويضات الإجازات المرضية، وذلك في ظل أزمة سياسية واقتصادية تعصف بالبلاد بعد مواجهة الحكومة بحجب الثقة.
ولا تزال الدعوة للإضراب قائمة على الرغم من الإطاحة بحكومة ميشيل بارنييه من قبل النواب مساء أمس الأربعاء وذلك بعد المصادقة على مذكرة حجب الثقة عن الحكومة، حيث تشهد البلاد احتجاجات وإضرابات واسعة النطاق في قطاعات مختلفة وأهمها في قطاع الطاقة والنقل والتعليم.
في القطاع العام، دعت النقابات إلى التوقف عن العمل، وذلك بعد أن أوضحت “الكونفدرالية العامة للعمل” (CGT) أن المفاوضات مع الحكومة لم تسفر عن اتفاقات مرضية.
ويحتشد العاملون في القطاع العام للتظاهر منذ الصباح استجابة لدعوة النقابات العمالية، مما يهدد بانطلاق حراك مجتمعي جديد في خضم أزمة سياسية كبيرة تعصف بالحكومة الفرنسية.
وكان مشروع الميزانية الذي قدمته الحكومة يشمل عدة تدابير اعتبرها العاملون بالقطاع الحكومي “عقابية” منها خفض الوظائف المخطط لها لعام 2025. وتعد قطاعات التعليم والبلديات والصحة من بين القطاعات الأكثر تضررا.
لذلك، أكدت نقابات قطاع التعليم مشاركتها في التظاهر اليوم، وانضم العاملون في القطاع إلى هذه الدعوة لإضراب واسع النطاق في نظام التعليم في فرنسا وخاصة في باريس، احتجاجا على عدد من السياسات والقرارات التي اتخذتها وزارة التعليم.
ومن المتوقع أن تتأثر العملية التعليمية اليوم بالمدارس بهذا الاضراب، حيث توقع دخول 65٪ من المعلمين في إضراب، وفقا لنقابتهم الرئيسية، فضلا عن غلق العديد من المدارس الابتدائية.
وأفادت وزارة التربية والتعليم من جانبها، أن 31.32% من المعلمين دخلوا في إضراب اليوم في جميع أنحاء فرنسا.
بالإضافة إلى ذلك، من المتوقع أن تشهد المستشفيات والبلديات والخدمات الإدارية وحتى شركات الطيران اضطرابات نتيجة لهذا الاضراب، على الرغم من الإطاحة بحكومة بارنييه.
ففي قطاع الطيران أيضا، طالبت إدارة الطيران المدني إلغاء رحلات جوية إلى باريس (25% من الرحلات في مطار أورلي،و 10% في مطار رواسي شارل ديجول)، وإلى مارسيليا (50%) وتولوز (20%). كما لوحظ تأخر في مواعيد رحلات جوية، وفي مدينة “ليل”، يظل المطار مغلقا اعتبارا من مساء الخميس الساعة الثامنة مساء (بتوقيت باريس) حتى الساعة السابعة صباح اليوم التالي، بحسب إدارة المطار. وفي مطار “تولوز”، تم إلغاء 20% من برنامج الرحلات الجوية بناء على طلب الطيران المدني.
أما في قطاع الطاقة، فقد انتقدت النقابات العمالية الزيادة المعلنة في الأجور واعتبرتها “غير كافية”، ودعت النقابات إلى إضراب شامل في جميع الشركات في القطاع.
كما تنطلق نحو 160 مظاهرة منذ الصباح وعلى مدار اليوم في مختلف أنحاء فرنسا. فقد انطلقت بالفعل مسيرات في مدن “مونبيلييه” و”مارسيليا” و”ليون”. أما في العاصمة الفرنسية، سوف تنطلق المسيرات في تمام الساعة الثانية (بتوقيت باريس) بالقرب من وزارة الاقتصاد والمالية.
هذا وصادقت الجمعية الوطنية مساء أمس على مذكرة حجب الثقة عن حكومة ميشيل بارنييه التي تقدم بها تحالف “الجبهة الشعبية الجديدة” اليساري، لتكون حكومة بارنييه أول حكومة فرنسية تُجبر على الخروج من السلطة من خلال تصويت بحجب الثقة منذ عام 1962، ونتيجة لذلك، تُعلق المناقشات حول مشروع قانون تمويل الضمان الاجتماعي ومشروع ميزانية الدولة لعام 2025.
المصدر : أ ش أ