توتر في العلاقات الأمريكية الإيرانية ظهر خلال الفترة الأخيرة على وقع مطالب إيرانية بالالتزام بالاتفاق النووي الي عقدته مع دول الـ (5+1) الكبرى، متهمة إيران بالتقاعس عن تنفيذ إلتزاماتها تجاه رفع العقوبات الإيرانية، واستمرار تجميد أموالها في الولايات المتحدة، وهو ما اتبعت حياله العديد من الأساليب بين تهديدات بنقد الاتفاق، ومطالبات للأمم المتحدة بأن تكون وسيطا في الخلاف القائم لحث أمريكا على تنفيذ ما نص عليه الاتفاق.
هذا التوتر الذي لم يهدأ بعد حتى تصاعدت الاتهامات الإيرانية لأمريكا على وقع قضية أخرى حدثت منذ أشهر، وهي قضية “البحارة الأمريكان” الذين تم احتجازهم يناير الماضي أثناء مهمة تدريبية لهم في الخليج بين البحرين والكويت، على يد القوات البحرية للحرس الثوري الإيراني.
وظهرت القضية مجددا عقب اعتزام الكونجرس الأمريكي مناقشة مشروع قانون لتمديد العقوبات على إيران على خلفية الواقعة، حيث اقترح مشروع القانون اتخاذ ردا قويا على احتجاز 10 بحارة أمريكيين تحت تهديد السلاح، فيما جاء الرد الإيراني عنيفا حيث هددت بإغلاق مضيق هرمز الذي يمر من خلاله يوميا ثلث صادرات العالم من النفط.
وقال نائب الأمين العام لحرس الثورة الإسلامية الإيراني العميد حسين سلامي محذرا الأمريكيين بأنهم “يجب أن يتعلموا من الحقائق التاريخية”، فيما قال المتحدث باسم وزارة الدفاع الأمريكية، البنتاجون، أنه سيتعامل مع أية تهديدات إيرانية بإغلاق مممر مائي بهذا القدر من الأهمية للاقتصاد العالمي وفقا للقانون الدولي.
وليست هذه هي المرة الأولى التي تنشب فيها خلافات بين طهران وواشنطن حول الممر المائي الأهم في الخليج العربي، حيث شهد مضيق هرمز مواجهات بحرية، أكثر حدة، كان أشهرها، معركة بحرية استمرت يومًا كاملًا عام 1988، قامت فيها الولايات المتحدة بالانتقام من حادثة تلغيم إيران لسفينة “USS Samuel B. Roberts” من خلال إغراق سفينتين حربيتين إيرانيتين وإلحاق الضرر بأصول أخرى.
بعد هذه الحادثة، قامت إيران بتبديل استراتيجيتها العسكرية البحرية في مضيق هرمز والخليج، فبدلًا من الاعتماد على المدمرات الضخمة، تم الشروع في استخدام زوارق صغيرة وسريعة، حيث وضعت إيران في المقام الأول، مهمة مواجهة الأسطول البحري الأمريكي القابع في البحرين، في حالة اندلاع أي معركة.
ويرى مراقبون أن إيران لا يمكنها إغلاق المضيق بشكل كامل، حيث تلوح المخاوف بشأن رد الفعل الأمريكي، وتكتفي بالمضايقات مثل ضرب السفن أو حاملات الطائرات الأمريكية حتى لو لم يتم تدميرها.
وكانت وزارة الدفاع الأمريكية، قد أعلنت العام الماضي، أن سفنًا حربية أمريكية بدأت مرافقة حاويات تجارية بريطانية عبر مضيق هرمز، كما بدأت البحرية الأمريكية مرافقة السفن التجارية التي تحمل علمًا أمريكيا في مضيق هرمز، في ظل وجود مناقشات مع بلدان أخرى ليشمل الأمر سفنها أيضًا، وذلك ردا على المضايقات الإيرانية.
ويبدو أن السفن الأمريكية ليست الوحيدة المستهدفة في مضيق هرمز، حيث كان حرس السواحل الإماراتي قد أعلن أن 4 زوارق إيرانية بالمضيق أطلقت النار على سفينة تحمل علم سنغافورة.
المصدر: وكالات