زيارة الرئيس عبد الفتاح السيسي لكازاخستان ، فى إطار جولته الأسيوية الحالية ، تعكس مدى الترابط بين مصر وكازاخستان رغم البعد الجغرافي بين البلدين ، وتأتى فى إطار انفتاح مصر على كل دول العالم بما يحقق المصالح والمشتركة بين مصر وهذه الدولة.
و(صنع المستقبل الواعد) رسالة تعهد بها مرارا الرئيس عبد الفتاح السيسى أمام شعبه وتنمية مصر اقتصاديا ، قضية تعهد بها واستعادت مصر مركزها الدولى المرموق هدفا سعى لتحقيقه بجولته الأسيوية الحالية والتى بدأها بزيارة قصيرة لكازاخستان اليوم وتتواصل لتشمل اليابان وكوريا الجنوبية.
فقد قام الرئيس السيسى بنقل رسالة تقدير للدعم الذى قدمته كازاخستان لمصر خلال الظروف الصعبة التى مرت بها مما ساعدها على النهوض والتعافى ، وقد حققت الزيارة إنجازات مهمة ، تركزت فى : الاتفاق على إقامة علاقات طويلة الأمد بين البلدين فى مجال الزراعة ، والتوقيع على ميثاق المنظمة الإسلامية للأمن الغذائى التى تدعم مصر فى مفاوضات التوصل إلى اتفاق لإنشاء منطقة للتجارة الحرة مع الاتحاد الاقتصادى الأوراسى ، والتعاون بين البلدين فى مجال الفضاء ، مشاركة مصر فى معرض اكسبو 2017 الذى يقام فى كازاخستان حيث اختارت مصر موضوع “طاقة المستقبل” عنوانا لمشاركتها فى المعرض.
وتواكبت زيارة الرئيس السيسى لكازاخستان مع الذكرى الـ 25 لاستقلالها حيث كانت مصر من أولى الدول التى اعترفت باستقلال هذا البلد الذى انجب الظاهر بيبرس الذى انتصر على المغول وأحيا خلال حكمه الخلافة العباسية بعدما قضى عليها المغول فى بغداد.
وعلى مدى أكثر من 72 ساعة عمل ناقش الرئيس السيسى فى كازاخستان التعاون المصرى الكازاخستانى المشترك حيث كان الملف الاقتصادى الموضوع الرئيسى للزيارة الذى التفت حوله لقاءات القمة وجلسات العمل والزيارات الميدانية.
آفاق جديدة للتعاون بين البلدين وتفعيل التعاون المشرك على كافة الأصعدة والتصدى للإرهاب موضوعات حملت فى طياتها الكثير من الدلالات والرسائل التى أكدت على عمق العلاقات بين مصر وكازاخستان ذلك البلد العابر للقارات الذى يقع بشكل رئيسى فى شمال آسيا الوسطى وجزئيا فى أوروبا الشرقية غرب نهر الاورال.
ما طرحه الرئيس السيسى استهدف تعميق العلاقات بين البلدين والحث على اليقظة لمواجهة مخاطر الإرهاب وما طرحه الرئيس نور سلطان نزار باييف رئيس كازاخستان أكد أن الطريق بات مفتوحا للتقدم ودعم العلاقات بين البلدين وتأييد قائد يقف من خلفه شعب لا يسمح بالتراجع.
زيارة أبرزت مدى ارتباط بلدين رغم البعد الجغرافى بينهما والتوجه الجديد لمصر نحو الانفتاح على دول العالم يقدم دليلا على دبلوماسية مصر الجديدة التى تعتمد بوصلتها نحو ما يحقق مصلحتها القومية.
طريق طويل وشاق يسلكه الرئيس السيسى فى مواجهة التحديات داخليا وخارجيا من خلال زيارات متنوعة تساهم فى التوازن السياسى لمصر وتخلق علاقات جديدة بينها وبين دول العالم تؤمن بعدم التدخل فى الشئون الداخلية وتقوم على الاحترام المتبادل والمصالح المشتركة.