أكد دبلوماسيون مصريون أهمية زيارة الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون إلي مصر موضحين إنها تأتي امتدادا لعلاقات تاريخية وشاملة في مختلف المجالات السياسية والعسكرية والاقتصادية والعلمية والثقافية .
وأوضحوا أن المباحثات بين الرئيس عبد الفتاح السيسي وماكرون ستتركز علي مكافحة الإرهاب والهجرة غير الشرعية والتعاون الاستخباراتي, ودفع الاستثمارات الفرنسية إلي مصر, علاوة علي بحث القضايا الإقليمية ذات الاهتمام المشترك.
يقول السفير د.السيد أمين شلبي, المدير التنفيذي السابق للمجلس المصري للشئون الخارجية: إن العلاقات المصرية ــ الفرنسية تاريخيا علاقات راسخة وممتدة سياسيا وحضاريا وثقافيا, مشيرا إلي أنه قبل ثورة25 يناير كانت العلاقات بين البلدين علي أعلي مستوي من التشاور والتنسيق, ومصر شهدت زيارات العديد من الرؤساء الفرنسيين منذ عهد الرئيس الفرنسي الأسبق فرانسوا ميتران بشكل خاص.
ويوضح أن هذه العلاقات عادت لقوة دفعها من جديد, بعد تفهم فرنسا والدول الأوروبية حقيقة الأوضاع في مصر, وأن ما شهدته مصر في30 يونيو كان ثورة شعبية, ومن ثم انطلقت صفقات التسلح الجوي والبحري بين مصر وفرنسا بعد30 يونيو.
ويشير السفير شلبي إلي أن هناك توافقا مصريا ــ فرنسيا بشأن العديد من القضايا الدولية, خاصة النزاعات الإقليمية.
ويضيف أن فرنسا تقدر دور مصر فيما يتعلق بملف الهجرة غير الشرعية, الذي يؤرقها مع عدد من الدول الأوروبية, موضحا أن هذا الملف هو ملف رئيسي في المباحثات المقبلة بين الرئيسين السيسي وماكرون, مشيرا إلي تقدير فرنسا لدور مصر في هذا الشأن للحد من تسلل العناصر المتطرفة إلي أوروبا.
ويؤكد أن زيارة ماكرون تأتي في وقت حرج, تتصاعد فيه الأزمات العربية, خاصة في سوريا, موضحا أنه في الوقت الذي أعلن فيه الرئيس الأمريكي دونالد ترامب انسحاب القوات الأمريكية من سوريا يعارض ماكرون هذا الموقف, ويعتبره جاء في وقت مبكر, فعلي عكس ما يعتقد لم يتم القضاء نهائيا علي تنظيم داعش الإرهابي في سوريا ولذلك فإن فرنسا باقية في سوريا, ويلفت النظر إلي أن فرنسا تتفق مع مصر في ضرورة الحفاظ علي الوحدة والكيان ومؤسسات الدولة السورية.
ويضيف أن الاهتمام المصري بزيادة الاستثمارات الفرنسية في مصر سوف يوليه ماكرون أهمية خلال زيارته المرتقبة لمصر, في ضوء اتفاقيات ومذكرات للتفاهم بين القاهرة وباريس.
من جانبه, يقول السفير رخا حسن, مساعد وزير الخارجية الأسبق, عضو المجلس المصري للشئون الخارجية: إن المحادثات بين الزعيمين المصري والفرنسي ستكون مهمة, ومن المؤكد أنها ستتطرق إلي بحث العلاقات الثنائية بكل ما فيها, ويشمل ذلك التعاون العسكري, حيث اشترت مصر من فرنسا حاملتي الطائرات الهليكوبتر جمال عبد الناصر وأنور السادات, وفرقاطة بحرية تحتاج إلي قطع غيار, علاوة علي التعاون في مجال الأسلحة التقليدية.
ويشير إلي أن هناك استثمارات فرنسية وشركات فرنسية في مصر, علاوة علي التعاون الثقافي والعلمي والمنح الفرنسية وتبادل الأساتذة والتعاون في مجال الآثار, موضحا أن فرنسا من أوائل الدول التي ساهمت بجهد كبير عن طريق علمائها منذ الحملة الفرنسية للكشف عن الآثار المصرية وصيانتها.
وبالنسبة لمكافحة الإرهاب يقول السفير رخا: إن فرنسا تقدر لمصر دورها وتعاونها وخبرتها في مكافحة الإرهاب, وهناك تعاون مخابراتي ومعلوماتي بشأن تمويل الجماعات الإرهابية وتسليحها والدول التي تدعمها.
ويوضح السفير رخا أن هناك فكرة لعمل احتفال بمناسبة افتتاح قناة السويس الأولي مع بداية زيارة ماكرون لمصر, حيث تريد فرنسا إحياء ذكري افتتاح قناة السويس باعتبارها من أهم الممرات الدولية في العالم, ومن المقرر أن يصاحبه احتفالات ثقافية مصرية ــ فرنسية.
ويضيف أن الرئيس السيسي سوف يطلع نظيره الفرنسي علي الإصلاح الاقتصادي في مصر, والموقف الأخير مع صندوق النقد الدولي, علاوة علي التشاور بشأن الاستثمارات الجديدة من جانب فرنسا في محور قناة السويس.
وبالنسبة للقضايا الإقليمية, يقول السفير رخا: إنه سيتم بحث الأزمة السورية, وموقف فرنسا منها, وتداعيات الانسحاب الأمريكي وإعادة الأعمار, ويشير إلي أن مصر لديها خبرة في إعادة الأعمار, وفرنسا تريد المشاركة فيه.
وبالنسبة للازمة الليبية يقول السفير رخا: إن فرنسا استضافت مرتين اجتماعا للإطراف الليبية, آخرهما في باليرمو في إيطاليا, ولم تؤد إلي شيء إيجابي حيث اشتعلت العمليات العسكرية مرة أخري في ليبيا, ويوضح أنه حتي الانتخابات المقررة في يونيو القادم لا توجد مؤشرات إيجابية بشأنها.
ويشير إلي أن مباحثات الرئيسين السيسي وماكرون ستتناول أيضا الأزمة اليمنية, حيث إن هناك تطورا كبيرا يتمثل في إرسال مراقبين دوليين, مما يمثل بداية لحلحلة الموقف, كما ستشمل أيضا التشاور بشأن القضية الفلسطينية, ويوضح أن فرنسا تؤيد حل الدولتين, وهي تتفق مع مصر بهذا الشأن, والتفاوض علي المستوطنات والقدس واللاجئين الفلسطينيين والأمن والمياه.
ويضيف أن فرنسا بعد الانتخابات المصرية في أعقاب30 يونيو تقدم مساعدات في التعليم والبحث العلمي وبعض مشروعات البيئة والمجتمع المدني.
المصدر : وكالات