مع نسمات فجر هذا اليوم ( السبت ) ، ارتفع الأذان فى بلد الألف مأذنة معلنا عودة دور العبادة للصلاة ، إيذانا ببدء خروج مصر الجزئى من فترة الإغلاق التى استمرت لعدة أشهر، بسبب ضيف ثقيل على العالم إسمه فيروس “كورونا “
وفيما عادت دور العبادة لسابق عهدها مع الإلتزام بالاجراءات الاحترازية، بدأ فى الرابعة صباحا سريان قرارات مجلس الوزراء المتعلقة بالخروج الجزئى من حظر التجول ، وتخفيف إجراءات مواجهة جائحة كوفيد ١٩، تماشيا مع خطة التعايش مع كورونا ، التى أعلنها الأسبوع الماضي رئيس المجلس الدكتور مصطفى مدبولي فى مؤتمر صحفى ، وبدأ العمل بها اعتبارا من اليوم وحتى إشعار آخر، مع خضوعها بشكل مستمر للمتابعة لتقدير الموقف ، لأنه من المستبعد كما أكد الخبراء أن يختفي الفيروس كليا، حتى لو تراجعت نسب الإصابة به.
وتضمنت تلك القرارات إلغاء حظر انتقال وتحرك المواطنين بكافة أنحاء الجمهورية وعلى جميع الطرق، واستقبال دور العبادة المصلين لأداء الشعائر الدينية، عدا صلاة الجمعة ، وقداس الأحد ، والسماح بإستقبال الجمهور بالأماكن التجارية والسياحية والمقاهى والمطاعم وما يماثلها من المحال والمنشآت ، وضرورة الالتزام بكافة التدابير الاحترازية والاحتياطات الصحية التي تقررها السلطات المختصة.
اليوم تعود لمصر لحياة ماقبل كورونا فى ظل تدابير صارمة تمنع تفشى الجائحة ، حيث لم ينته بعد التحدى الصحى الذى فرضته ، فمنحنى الخطر مازال قائما ، والخروج الحذر من الحجر المنزلى الذى خضع له الجميع إجباريا بسبب تلك الأزمة الصحية ، وعملية منع انتشار العدوى يجب أن تتم بمعايير حازمة وتدابير وإجراءات إحترازية صارمة .
ما تراهن عليه مصر حاليا وهى على مشارف الفتح الجزئى ، هو عودة الحياة تدريجيا إلى طبيعتها دون ارتفاع معدلات الاصابة بالمرض ، فإذا كانت البركة فى السعى والحركة فإن الحماية والوقاية ضرورة وحتمية كى يتحقق الحلم وتخرج مصر والعالم من تلك الأزمة الصحية التى سسيظل يذكرها التاريخ لسنوات طويلة.
وفى ظل التعايش مع كورونا ستستمر جهود الدولة الحثيثة بدعم من الرئيس عبد الفتاح السيسى لمواجهة الأزمة وحماية المواطنين من المرض ، حيث خلقت فى الأجواء لغة مشتركة بين القائد والحكومة والشعب ، خاصة مع الشفافية التى سادت الموقف والإعلان الدائم عن تطوراته.
وفيما دفعت ضغوط مواجهة كورونا الحكومة من قبل إلى اتخاذ قرارات صعبة ، مثل غلق دور العبادة ووقف الدراسة بالمدارس والجامعات ، وتخفيض عدد الموظفين فى أجهزة الدولة المختلفة ، حتم ضعف عجلة الإنتاج وتوقف السياحة وتوقف العديد من المصانع نتيجة توقف الصادرات حتم فتح المجال مرة أخرى للتعامل مع العواقب الاقتصادية للأزمة ، إذ لم تكن الإجراءات الأولى على سبيل الرفاهية أو رغبة فى إجبار المواطنين على البقاء فى المنزل ، بل أمرا واقعا فرضته خطورة الظروف الراهنة ، فقد قوض الفيروس الحياة من كافة جوانبها ، ومن لم يصب به لحق به ضرر من تداعياته كفقد العمل وضيق الرزق والقلق والضجر والشد العصبي.
لكن الخروج من العزلة لا يعنى إهمال الاجراءات الإحترازية ، فإلى أن يتحقق الأمل فى القضاء على وباء كوفيد -١٩ سيظل العالم تحت وطأة فيروس نشط ، راضخا لتدابيره الأحترازية ، ملتزما بشروط ارتداء الكمامة والقفازات ، متبعا للارشادات الصحية بالنسبة للتعقيم والتطهير، والإبلاغ المبكر عن الإصابة بالفيروس ، حيث أنه بالإمكان إبطاء تفشي المرض أو حتى عكسه عبر تنفيذ إجراءات قوية لاحتوائه والسيطرة عليه.
ورغم ذلك، فحتما ستنقشع الأزمة، وسيصبح هذا الفيروس كأقرانه من الفيروسات المسببة للأوبئة بسيطا كنزلات البرد والحصبة ، وعلاجه فى متناول الجميع ، فالكثير من الامراض البسيطة في يومنا هذا كانت أمراضا مرعبة فى الماضى ، ولم ينجح الأطباء فى تحديد طبيعتها فى البداية واليوم باتت معروفة ولها علاج .
المصدر : وكالة أنباء الشرق الأوسط ( أ ش أ )