الخطوة الجديدة التى اتخذتها وزارة التربية والتعليم والتعليم الفنى بشأن الاعتماد على المشروعات البحثية لطلاب سنوات النقل كمعيار انتقال الطلاب في الصفوف الدراسية من الثالث الابتدائي وحتى الثالث الإعدادي إلى السنة التعليمية التالية ، تؤكد نجاح مصر فى المضى قدما تجاه تطوير التعليم ، فى إطار ما جاء فى رؤية مصر ٢٠٣٠ (إستراتيجية التنمية المستدامة ٢٠٣٠ ) فى باب محور التعليم.
فقد أكدت الظروف الراهنة ، أن ما بدأته مصر فى هذا المجال قبل أعوام ، جاء فى التوقيت المناسب فكان فى الوقت الراهن الذى تتعرض فيه مختلف دول العالم لكابوس أزمة كورونا بمثابة طوق النجاة لملايين التلاميذ والطلاب لعبور العام الدراسى الحالى لفرقة أعلى .
تعليق الدراسة بناء على توجيهات الرئيس عبد الفتاح السيسى فى كافة المراحل بهدف حماية الطلاب ووقف انتشار فيروس كورونا المستجد أمر فرضته الجائحة ، إلا إن توقف الدراسة لا يعني شلل العملية التعليمية أو اعتبار نتائج امتحانات الترم الأول معيارا لنجاح الطلاب ، فقد عكف مسئولو الوزارة بقيادة الوزير طارق شوقى على وضع البدائل التى تناسب الطلاب فى هذا الوضع غير المسبوق ٠
وجاءت فكرة الإعتماد على مشروع بحثى يقدمه الطلاب لإستثمار الأزمة فى تعليم الطلاب مهارات جديدة بعيدا عن الحفظ والتلقين ، ومن تلك المهارات العمل الجماعي بروح الفريق ، الاعتماد على الذات، والبحث والتحليل ، وربط الموضوعات بعضها ببعض وتضافر المقررات فى المجال الذى يخدم فكرة المشروع ، والتعود على طريقة صياغة الأفكار، وغيرها من المهارات الضرورية للطلاب.
تغيير جذري في عملية التقييم والتعليم تمكـن المتعلـم مـن متطلبـات ومهـارات القــرن الــواحــد والعشــريـن والتنمية المهنية الشاملة والمستدامة المخططة للمعلمين ، عنصر رئيسى تضمنته الإستراتيجية ، إلى جانب تطوير أسلوب الدراسة بجميع عناصرها بما يتناسب مع التطورات العالمية ، والتحديث المعلوماتي مع مراعاة سن المتعلم واحتياجاته البيولوجية والنفسية، بحيث تكون المناهج متكاملة وتسهم في بناء شخصيته.
تغيير جاء موضع تقدير من الكثير الأسر المصرية ، وحان وقت الاعتماد عليه بسبب الظروف الراهنة التي تعيشها ، إلا إنه لم يأت من فراغ ، إذ سبق أن تأكد نجاح التجربة المصرية الفريدة من نوعها فى العالم بشهادة الدول الأخرى، والمتمثلة فى أعداد محتوى رقمي للمناهج الدراسية ، استثمرت فيه وزارة التعليم الكثير من الوقت والجهد على مدار السنوات الماضية ، وعززها البنية التحتية الرقمية في أنحاء البلاد ونظام الامتحانات والتصحيح الإلكتروني، وهى تجربة انفردت بمميزاتها مصر عن سائر الدول التى سبقتها فى نظام “التعلم عن بعد”.
تمكين المتعلم من متطلبات ومهارات القرن الحادى والعشرين أحد الأهداف الإستراتيجية فى رؤية مصر ٢٠٣٠ ، إلى جانب تطوير منظومة التقييم والتقويم فى ضوء أهداف التعليم وأهداف المادة العلمية دون التركيز على التقييم التحصيلى فقط ، مما يساهم فى وضع مصر فى المؤشرات العالمية للتعليم وتحسين الدرجة التنافسية فى تقارير التعليم العالمية وتحسين جودة التعليم بما يتوافق مع النظم العالمية.
لقد وفرت وزارة التعليم مكتبة إلكترونية يمكن الدخول عليها باستخدام الهواتف النقالة أو أجهزة الكمبيوتر بدون أي عوائق، وتضم مختلف المناهج الدراسية الكاملة للصفوف بداية من رياض الأطفال وصولا إلى المرحلة الثانوية باللغتين العربية والإنجليزية، وهو متاح لجميع الطلاب وأولياء الأمور والمعلمين الاطلاع عليها ، وكذلك بنك المعرفة المصري لمساعدة الطلاب على المذاكرة، ويضم محتوى علميا رقميا هائلا لكافة المراحل التعليمية، و الوسائط المتعددة منها الفيديو، والصور، والأفلام الوثائقية، وذلك لتوفير الشرح للدروس المختلفة، حيث سيكون باستطاعة ما يقرب من 22 مليون طالب موزعين على ما يقرب من 55 ألف مدرسة أن يتواصلوا مع المعلم كما لو كانوا متواجدين في المدرسة.
المصدر: وكالة أنباء الشرق الأوسط ( أ ش أ )